هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتواصل الحديث
الإسرائيلي عن التبعات الأمنية والعسكرية للهجوم الذي شنه الحوثيون على مطار أبوظبي، ويبحثون جملة من الفرضيات من بينها إمكانية تكرار هذا الهجوم على مدن للاحتلال
لها ذات المدى الجغرافي مثل الإمارات، ومنها مدينة إيلات الساحلية، ما حدا بدولة
الاحتلال إلى إبداء تضامنها مع الإمارات، وعرض المساعدة عليها.
وعلى الرغم من أن
التقدير الإسرائيلي عقب الهجوم على الإمارات يتمثل باتجاه أن التهديد من اليمن
يتعزز، وإيران تدعمه، لكن في الوقت ذاته أظهر الهجوم الحوثي على الإمارات أن هناك
معضلة إسرائيلية، وتتعلق بقدرتها على مساعدة المزيد من الدول التي قد تتعرض لهجمات
أخرى مماثلة.
الجنرال عاموس يادلين
الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، كشف في تحليله المطول في موقع
القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل مترددة في نقل أسلحة دفاع
جوي إلى الإمارات، ولعل هناك أسبابا وجيهة لذلك تتعلق بالحفاظ على التقنيات
الفريدة لأنظمتها الدفاعية، وكذلك منع سابقة لتقويض ميزتها النوعية من جانب
الولايات المتحدة، وهي الخطوة التي بدأت بموافقتها على بيع طائرات إف35 إلى
الإمارات".
وأضاف أن "هناك
احتمالا لخطوة استراتيجية مهمة من شأنها أن تعطي دفاعًا جويًا أفضل للإمارات،
وربما حتى السعودية، وهي خطوة ستخصص موارد كثيرة للصناعات الدفاعية، وتقوي بشكل
كبير شعور شبه الجزيرة العربية بأن التحالف مع اسرائيل يتحسن، وهي التي تحتاج أكثر
من سواها لدراسة خصائص الهجوم من اليمن على أبوظبي، على اعتبار أن المسافة من
صنعاء إلى أبو ظبي تشبه المسافة من صنعاء إلى إيلات".
اقرأ أيضا: الجيش اليمني يعلن السيطرة على مديرية حريب جنوبي مأرب
ولا يخفي الإسرائيليون
أن لديهم قدرات استخباراتية، وإمكانية لاكتشاف المخاطر، واعتراضها، أفضل بكثير، من
الإمارات والسعودية معاً، لكن هذه القدرات في الوقت ذاته لا تضمن حماية محكمة، وفي
هذه الحالة فإن الأمر متروك للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتزويد نظيرتها في
الإمارات بأي مساعدة، إذا كانت مهتمة بذلك.
وتزعم المحافل الأمنية
والعسكرية الإسرائيلية أن هجوم الحوثيين على أبوظبي يفترض أن يشكل فرصة لبدء
العمل معاً، بزعم وجود فرصة تاريخية لتقوية "الاتفاقيات الإبراهيمية"
للتطبيع، وربما لوضع أسس لتحالف دفاعي إسرائيلي أمريكي إماراتي مشترك، وفي المستقبل
دخول السعودية على الخط لمواجهة التهديد الإيراني، التي لا تتردد بالهجوم عليها
عبر صواريخ متقدمة وطائرات بدون طيار ومركبات جوية.
وسائل
الإعلام ومراكز البحث الإسرائيلية توسعت في الحديث يوم الثلاثاء الماضي عن الهجوم
الكبير على أبوظبي، وانفجار ثلاث خزانات وقود في منطقة صناعية قرب مستودعات شركة
الوقود الوطنية، ووقوع أضرار أخرى بموقع بناء في مطار أبوظبي الدولي، ولعله أول هجوم
على أراضي الإمارات منذ بدء تورطها في الحرب الأهلية اليمنية، صحيح أن إيران تحاول
أن تنأى بنفسها عن الهجوم، لكن أحد كبار قادة الحوثيين زار طهران في ذات يوم
الهجوم.
ويستعيد الإسرائيليون
من خلال متابعتهم للهجوم الحوثي على أبوظبي ذات الهجوم الإيراني في 2019 على منصة
النفط الرئيسية في السعودية، مع العلم أن القدرات الصاروخية للحوثيين في اليمن
المتمثلة في طائرات بدون طيار وصواريخ بعيدة المدى، بنيت على أساس المساعدة
التكنولوجية والمالية الإيرانية، ومعروفة للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية
والسعودية والإماراتية، ورغم أن المخابرات الإسرائيلية لم تتوقع مهاجمة الحوثي
للإمارات، لكن الشرق الأوسط دائما ما يحمل المفاجآت.
التقدير العسكري
والأمني الإسرائيلي من تبعات الهجوم الحوثي على الإمارات يتركز في الأضرار
الاقتصادية بشكل أساسي، على التمويل والسياحة والطيران، وهي أمور معتمدة بشكل
أساسي على الاستقرار والأمن، وهي أحد الاعتبارات الرئيسية في إدارة التوتر بين
الردع والتصعيد، لكن المعضلة الاستراتيجية الأكثر أهمية بالنسبة لها هي علاقات
الإمارات مع إيران، حيث رصدت إسرائيل بقلق تفاوضهما على مستوى عالٍ في الأشهر
الأخيرة لتخفيف التوترات الإقليمية.
في الوقت ذاته، تعتبر
المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أن الهجوم الحوثي على الإمارات يحمل مضامين
سلبية أهمها أن مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط متدنية بشكل غير مسبوق،
بسبب فشلها في الدفاع عن حلفائها، والتخلي عنهم في مواجهة الهجمات المعادية، وهو
ما يمكن أن يقوض المزيد من مصداقيتها، ويرسل حلفاءها العرب للحصول على رعاية من
روسيا أو الصين بديلا عن واشنطن، وهو تطور قد لا يحمل أخبارا حسنة لإسرائيل.