هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت اعتداءات وخطط حكومات الاحتلال الإسرائيلي ضد النقب الفلسطيني المحتل وسكانه الأصليين، حجم المخزون الثوري الفلسطيني لدى سكانه، الذين وقفوا في وجه تلك المخططات، ما تسبب في حالة من الرعب في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية.
وتستمر حالة التوتر في النقب المحتل عقب المواجهات التي اندلعت بين شبان النقب الذين انتفضوا ضد قوات الاحتلال ومؤسساته التي تعمل على تهويد النقب ومصادرة أراضيه بحجة "التشجير"، في حين تواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها على الرجال والأطفال والنساء وقد اعتقلت العشرات.
الروح الوطنية
ومنذ النكبة الفلسطينية عام 1948، تعصف بالنقب الفلسطيني المحتل والبالغ مساحته نحو 12,000 كم2، العديد من مشاريع التهويد وسرقة الأراضي وطرد السكان من بيوتهم، علما بأن عددهم اليوم وصل إلى أكثر من 300 ألف نسمة يعيشون على 3 في المئة فقط من مساحة النقب.
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، البروفيسور إبراهيم أبو جابر، أن "السلطات الإسرائيلية منزعجة مما يجري في النقب، وهي تشعر أنها فقدت السيطرة، حيث إن من يقرر هناك هم سكان النقب من الفلسطينيين".
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن "السلطات الإسرائيلية تدعي أن هناك نحو 50 ألف نقباوي أو سبعاوي، هم أبناء فلسطينيات من غزة أو الضفة الغربية، وترى أن هؤلاء هم من يفتعلون المواجهات"، منبها إلى أنه "من الممكن أن تكون السلطات الإسرائيلية تخطط لشيء للانتقام من هؤلاء".
اقرأ أيضا: الاحتلال يهدم "العراقيب" للمرة الـ197 على التوالي (فيديو)
وأوضح أبو جابر، أن "السلطات الإسرائيلية ترى أن هؤلاء الشبان، تشربوا الروح الوطنية من أمهاتهم القادمات من الضفة الغربية وغزة، إضافة لعلاقة هؤلاء بأخوالهم، وهذا أمر مزعج لإسرائيل، لأن هؤلاء بالنسبة لهم امتداد للفلسطينيين في الضفة وغزة، ومن الممكن أن ينفجروا في أي وقت".
وأضاف أن "السلطات الإسرائيلية تخشى فعلا أن يشكل هؤلاء خطرا عليهم، ولكن السلطات مخطئة، فهؤلاء يحملون الهوية الزرقاء وهم من سكان النقب ولا دخل لهم في ما يحصل في الضفة وغزة وإنما هم يتفاعلون لأننا شعب واحد".
وحذر الخبير، من إمكانية أن يخطط الاحتلال لأمر ما لاستهداف هؤلاء الشباب قد يصل ربما إلى سحب الجنسية منهم أو نفيهم إلى الضفة الغربية أو غزة، "وهذا أسوأ ما يمكن أن يحصل لهذا العدد الذي لا نعرف من أين أتت إسرائيل به".
وأكد أن "النقب الآن قنبلة موقوتة، والمعركة اليوم على النقب هي معركة وجود، لأن الصراع على الأرض، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى وضع أكبر عدد من الناس من سكان النقب على أقل مساحة أرض في النقب داخل المدن والقرى المعترف بها".
نهب وتهويد
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي والأمني، العميد مصباح أبو كرش، إن "النقب الفلسطيني المحتل، تسكن فيه العديد من القبائل العربية الفلسطينية الأصيلة التي تربطها علاقات اجتماعية وطيدة بالقبائل الموجودة في بعض الدول العربية، وهذه القبائل تميزت بنخوتها وشهامتها وفزعتها التاريخية الشهيرة لبعضها وللآخرين من العرب".
ونبه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "التجربة أكدت تمسك أهل النقب بفلسطينيتهم وأرضهم رغم حملهم الهوية الإسرائيلية؛ فهم لا يرون في هذا المحتل سوى سارق لأرضهم يعمل على نهبها وتهويدها؛ كما أن أهل النقب عبروا عن أصالة هذا الانتماء في أكثر من مناسبة ولقد كان آخرها تلك الهبة التي جاءت للتعبير عن رفضهم للعدوان الإسرائيلي الأخير على القدس وقطاع غزة".
اقرأ أيضا: أهالي النقب يواصلون احتجاجاتهم ويدعون لتظاهرة كبرى بالقدس
ورأى أبو كرش، أن "التعرض لبدو النقب من قبل سلطات الاحتلال وفي ظل الانفتاح الإعلامي العالمي الكبير، سيكون بمثابة الشرارة التي يمكن أن تشعل جبهات صراع عربية شعبية متجددة وجديدة في وجه الاحتلال؛ وهو أمر لا تغفل عنه حكومة الاحتلال، التي قررت القيام بعملية جس نبض، وبالتأكيد؛ النتائج الأولية لذلك ستجعلها تتراجع لكي تعيد حساباتها حول الأساليب والطرق الاستيطانية التي يمكنها استخدامها في النقب".
وقدر أنه "أمام هذه الحالة، من المهم إعطاء الموضوع هذه الصبغة القبلية في مقاومة المحتل، ويجب أن يشعر الاحتلال أنه في مواجهة دائمة ومستمرة مع كل الحريصين على تحرير فلسطين وكل مكونات الشعب الفلسطيني، سواء كانوا أفرادا أم جماعات، ولا يجب أن تتوقف حسابات الاحتلال عند القوى والفصائل الفلسطينية الرسمية التي تقاومه وتتصدى لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف أبو كرش: "الفعاليات الفلسطينية اللازمة لمواكبة مثل هذه المستجدات الفارقة في صراعنا مع هذا المحتل يجب أن تخضع لدراسة كبيرة كي نتمكن من استثمارها لصالح قضيتنا العادلة بشكل صحيح، فنصبح دائما في موقع المبادر الذي يصنع الحدث ويواجه الأحداث بشكل مدروس، ولا نكون في موقع ردة الفعل"، بحسب رأيه.