ملفات وتقارير

هكذا تفاعل المصريون مع الذكرى الـ11 لثورة 25 يناير

أخذ النشطاء على عاتقهم إحياء ذكرى ثورة "25 يناير" على مواقع التواصل في ظل الحكم العسكري في مصر- جيتي
أخذ النشطاء على عاتقهم إحياء ذكرى ثورة "25 يناير" على مواقع التواصل في ظل الحكم العسكري في مصر- جيتي

رغم محاولات نظام رئيس الانقلاب في مصر طمس هوية "ثورة 25 يناير" وتاريخها وإسقاطها من حساباته كلها، إلا أن قطاعا عريضا من المصريين أصروا على استذكارها وبث الروح فيها مجددا، من خلال التفاعل مع الذكرى الـ11 لاندلاعها على مواقع التواصل الاجتماعي. 


ودأب نظام رئيس سلطة الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وإعلامه على وصم الثورة بالمؤامرة، وإلقاء اللوم عليها في كل الأزمات التي تمر بها البلاد، بما فيها أزمة سد النهضة الإثيوبي، وانهيار الاقتصاد، وتراجع مستوى الخدمات وغيرها من الاتهامات.


وأخذ النشطاء على عاتقهم إحياء ذكرى ثورة "25 يناير" 2011 على وسائل التواصل الاجتماعي على طريقتهم الخاصة من خلال إطلاق أكثر من وسم، ونشر صور لضحايا الثورة من الشباب على يد الشرطة والجيش المصريين، وأخرى تذكر المصريين بعنف قوات الأمن وقيامهم بسحل الفتيات واعتقالهم، وإطلاق النار على المتظاهرين السلميين.

 

 

 

وتصدر وسم "ارحل يا سيسي" وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن تطرق السيسي لمسألة تداول السلطة في معرض إجابته على أسئلة بعض الصحفيين الأجانب، خلال منتدى الشباب الرابع بمدينة شرم الشيخ يوم 13 كانون الثاني/ يناير الجاري.

 

ومنذ ذلك الوقت والوسم المضاد للسيسي أحد أكثر الوسوم تفاعلا في مصر منذ عدة سنوات، بعد أن ظل متصدرا تغريدات ومنشورات الكثير من المصريين المؤيدين لـ"ثورة 25 يناير" التي تحل ذكراها اليوم.

 

وقال السيسي خلال "منتدى شباب العالم"، الخميس الماضي: "أنا دائما مستعد في كل سنة لتنظيم انتخابات في مصر بشرط واحد، وهو أن يدفع المجتمع الدولي تكاليفها، والناس لو قالت لأ هسيبهم وأمشي".

 

 

ناقوس يقض مضاجع النظام


قال السياسي والبرلماني المصري سابقا، الدكتور جمال حشمت، "ستبقى ذكرى يناير حافزا كبيرا لكل من يأمل في مستقبل زاهر لمصر باسترداد حريتها وكرامتها وسيادتها على أرضها وثرواتها، وفي نفس الوقت ستبقى علامة خطر وذكرى لكل فاجر قاتل اعتدى على المصريين وأراق دماءهم، ولكل فاشل لم يحقق لمصر ما وعد به كذبا واهتم بمصالحه على حساب مصالح الشعب والوطن".


وأضاف لـ"عربي21": "فما بين الأمل والخوف تحل ذكرى ثورة يناير التي كسرت حاجز الخوف لدى المصريين، وأثبتت أن التغيير ممكن، وكشفت نقاط الضعف لدى الثوار، وفضحت جشع وطمع وخسة الرافضين للتغيير بل وكشفت وجوه مدعي الديمقراطية والليبرالية في داخل مصر وخارجها".


وهذه الذكرى، بحسب حشمت، "توجب الاستعداد لتحمل مسؤولية الفترة القادمة لتحقيق هدف الوصول للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وعلى الجميع أن يتذكر في ذكرى يناير على ضرورة التوافق بين مكونات المجتمع المصري، والتوحد على أهداف الثورة حتى لا تسرق مرة أخرى وهذا يعني ضرورة استكمال منظومة الوعي والإرادة وحسن الإدارة".

فشل مؤيدي السيسي رغم القرارات الأخيرة

 باءت كل محاولات المؤيدين للانقلاب في مواجهة الوسوم التي تطالب السيسي بالرحيل بالفشل، وأخفقوا في تصدير أي وسم يدعم رئيس الانقلاب، رغم محاولة تصدير أحد الوسوم المؤيدة بعد قراراته الأخيرة برفع الحد الأدنى للأجور وصرف علاوة وحافز للموظفين، وبدء تعيين آلاف المعلمين الجدد لكنها فشلت أيضا أمام سيل الدعوات المطالبة برحيله.

 

 

 

 

 

 


 ولجأ السيسي، في خطوة نادرة، إلى اتخاذ عدد من القرارات المتعلقة بزيادة أجور موظفي الدولة والذين يتجاوز عددهم الخمسة ملايين موظف، فأصدر توجيهات برفع الحد الأدنى للأجور إلى 2700 جنيه بدلا من 2400 (171 دولارا)، وإقرار علاوة جديدة وزيادة الحافز الإضافي بتكلفة قدرها 45 مليار جنيه (أي نحو 2.9 مليار دولار).


ولأول مرة، تقرر إجراء إعلان لتعيين 30 ألف مدرس سنويا لمدة 5 سنوات، واعتماد حافز إضافي جديد لتطوير المعلمين بقطاع التعليم، وتمويل حافز الجودة الإضافي لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، فضلا عن تمويل تنفيذ القانون الجديد الخاص بمرتبات الأساتذة المتفرغين، وزيادة مكافأة أطباء امتياز الأسنان وأخصائيي العلاج الطبيعي وأخصائيي التمريض العالي ما بين 2000 و2200 جنيه شهريا (الدولار يساوي 15.7 جنيها).

ثورة يناير المنجية من الظلم والفساد


وحول دلالات تصدر الوسوم المطالبة برحيل السيسي منصات التواصل الاجتماعي والتذكير بثورة 25 يناير، يقول الخبير في شؤون الإعلام الدكتور أحمد الشناف، "ثورة يناير هي وثبة الحرية التي طالما انتظرها الشباب المصري بعد عشرات السنوات من الحكم العسكري ومن الفساد والظلم والقهر والفقر".


وأضاف لـ"عربي21": "ثورة يناير مثلت للمصريين رد الروح بعد سنوات عجاف بلغت 30 سنة من حكم المخلوع مبارك وما شملته من تضييق على الأحزاب وحرية الإعلام والصحافة، كما ضغطت الظروف الاقتصادية على عموم الشعب المصري ما دفعهم للمطالبة بالعيش والعدالة الاجتماعية".


وأكد الشناف على أنه "لا يوجد وجه للمقارنة حاليا بين النظام العسكري الحاكم في مصر وبين نظام مبارك بكل مساوئه، فهو أشد تدميرا للحياة السياسية والاقتصادية في مصر، والتقارير الحقوقية والدولية كلها تشير إلى أن الأوضاع تزداد سوءا وهو ما يدعو المجتمع لتذكر ثورة يناير كمخلص وباعث على التفاؤل".

أعظم ثورة مصرية

بدوره، اعتبر الناشط والحقوقي، جمال عيد، أن "ثورة 25 يناير لم تمت وستظل في ذاكرة الجميع، وأنه كان شاهدا على أحداثها"، مؤكدا أن "شعارات الثورة مطالب مؤجل تحقيقها، ولنا الحق في تحقيقها".

ونفى في تغريدة له ما يروجه أنصار السيسي من أنها مؤامرة، قائلا: "لم تكن أحداثا، لم تكن انتفاضة، لم تكن نكسة، لم تكن مؤامرة، كانت أعظم ثورة في تاريخ المصريين، عاشت ثورة 25 يناير، ومبادؤها ومطالبها وشعاراتها وشهداؤها، والحرية لكل سجين عوقب لانتمائه لها."

 

 

 

من جهته قال عضو ائتلاف شباب الثورة سابقا، علي خفاجي، إن "الثورة بالنسبة لي هي الروح التي انغرست في جسدي، وهي الحلم الذي حلمت به وحلم به ملايين المصريين بقيام ثورة وقد قامت.. انتصرنا وانهزمنا ولم تنته اللعبة بعد".


وأكد خفاجي في تغريدة له أن "يناير ستظل صداعا في رؤوس الرافضين لها، وسوف تؤرقهم طوال الوقت، وأن روح الثورة لم تمت في المصريين"، مضيفا: "ثوروا تصحوا فلو علم الناس حب الله للعدل لتقربوا إليه بالثورة".

 

 

التعليقات (0)