صحافة دولية

كيف تضع روسيا والصين مصير القوة الغربية على المحك؟

الحرب السورية أظهرت أن الولايات المتحدة "نمر من ورق" - جيتي
الحرب السورية أظهرت أن الولايات المتحدة "نمر من ورق" - جيتي

نشرت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية مقال رأي للكاتب بيتر آرتشر، تحدث فيه عن الخطر الذي بات يشكّله كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ على القوى الغربية.

وقال الكاتب، في مقال ترجمته "عربي21"، إن فلاديمير بوتين من خلال حشد ما يقارب 100 ألف جندي على طول حدود روسيا مع أوكرانيا، لا يقيّم الخيارات المتاحة أمامه نظير فرض سيطرته على أوكرانيا فحسب، بل يختبر أيضا قوة الغرب التاريخية.

ونقلت الصحيفة عن المحلل الروسي البارز المقرب من بوتين، فيودور لوكيانوف، قوله: "كانت الولايات المتحدة تفرض هيمنتها بشكل لم يسبق له مثيل، لدرجة أن تصور تراجع هذه الهيمنة بشكل تدريجي كان شبه مستحيل".

وأضاف: "ساهم الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان في زعزعة صورة واشنطن، حيث إن لقطات الفيديو التي صورت الأشخاص الفارين عبر مطار كابول ستسجل في التاريخ كرمز لنهاية عهد أمريكا، التي لن تستعيد مكانتها السابقة".

 

اقرأ أيضا: واشنطن تتوقع هجوما روسيا ضد أوكرانيا منتصف الشهر المقبل

ورأى الكاتب بيتر آرتشر، أن الهدف المركزي لسياسة بوتين الخارجية يتمثل في توسيع دائرة نفوذ موسكو، معتبرا أن تضاعف عدد الدول الأوروبية في حلف الناتو أثارت استياء بوتين، باعتبارها خطوات تشكل تعديا على المجال التقليدي لروسيا.

وأشار إلى أن بوتين أراد إبقاء أوكرانيا كدولة عازلة بين روسيا وحلف الناتو، ثم ضم شبه جزيرة القرم، وهو يسعى الآن لغزو شرق أوكرانيا، وذلك رغم مطالبة أوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو في سنة 2008.

وأوضح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يهددان بفرض عقوبات "ضخمة" على موسكو إذا قامت بغزو أوكرانيا، لكن لا واشنطن ولا أي من حلفائها الأوروبيين يقترحون استخدام القوة المسلحة لوقف أي غزو روسي.

وتابع: "الخطر الأكبر الذي يشكله بوتين يتجاوز مصير أوكرانيا، أو حتى مستقبل أوروبا، لأنه إذا صمم بوتين على غزو أوكرانيا، فسوف يؤكد للجميع أن الهيمنة الأمريكية قد انتهت".

ولفت إلى أنه على غرار بوتين، فإن الرئيس الصيني شي جين بينغ يعتقد أن الولايات المتحدة باتت من القوى المنهكة في العالم، مشيرا إلى أنه "إذا صحت هذه الفرضية، فإن نظام التحالف الغربي بأكمله معرض للخطر".

ونبه إلى أن الرئيس الصيني صعّد بشكل كبير من تعدياته على المجال البحري لجيرانه في بحر الصين الجنوبي، بالتزامن مع قيادة الرئيس الروسي "حربا على أوروبا"، موضحا أن الخطوات التي يتخذها كل من شي وبوتين تعد استفزازا للولايات المتحدة لدفعها للتدخل والمواجهة.

وأكد الكاتب أن واشنطن يمكن أن تتخلى عن حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتتركهم عرضة لأي مغامرات قد يفكر فيها شي في آسيا.

وبهدف ردع بوتين، تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا ودول البلطيق في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا بتزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية. لكن ألمانيا، أكبر قوة في أوروبا، لا ترفض فقط تسليح أوكرانيا، بل تعمل بنشاط على إحباط محاولات البلدان الأخرى دعمها عسكريًا.

وخلص الكاتب إلى أن تردد العديد من الحلفاء الأمريكيين في التصدي للطموحات التوسعية لكل من شي وبوتين لن تزيدهما إلا إصرارا على تحدي الهيمنة الغربية وزعزعتها.

وأكد الكاتب أن الحرب السورية أظهرت أن الولايات المتحدة "نمر من ورق"، فعندما حذّر باراك أوباما في سنة 2012 بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، لم يأبه النظام السوري لتحذيراته. في المقابل، لم تتخذ واشنطن الإجراءات اللازمة لردعه.

التعليقات (0)