هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعده عدد من مراسليها قدموا فيه تفاصيل عن
ملاحقة الولايات المتحدة وتحديد مكان زعيم تنظيم الدولة أبو إبراهيم الهاشمي
القرشي.
وقالت
الصحيفة إن كون القرشي كان بقدم واحدة ساعد المسؤولين على تحديد مكانه في شمال غرب
سوريا.
وأشارت
"واشنطن بوست" إلى أن طائرة بدون طيار أمريكية تحركت في الخريف الماضي، وسط
بستان زيتون في شمال غرب سوريا، وكانت كاميراتها تركز للحصول على نظرة لرجل ملتح
قيل إنه يعيش في الداخل.
ولفتت
إلى أن الصور أظهرت الرجل وهو يعرج نحو الشرفة في بعض الأيام، حيث كان وضع الرجل
الذي فقد رجله مهما للجهات التي تراقبه، فصورته تطابق تماما وصف الرجل الذي كان
محلا للبحث الدائم: أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
وأضافت:
"وبرقابة إضافية أكد محللو الاستخبارات الأمريكية هوية الرجل بعد عامين من
الملاحقة".
وأكدت
أن الاستخبارات الأمريكية تمكنت من تحديد هوية الشخص من خلال جواسيس على الأرض،
وعبر استخدام عدسات تلسكوب في طائرة مسيرة.
وقال
مسؤول أمني سابق لـ"واشنطن بوست" لم تسمه، "كان هناك سيل من
المواصلات والاتصالات بين الخلايا" وتم كل هذا عبر سعاة وحملة رسائل.
وأضاف:
"المسؤولون قاموا بتحليلها وجمع ما يمكنهم من بيانات حتى يعرفوا حول ماذا
يتحدثون".
اقرأ أيضا: ذا هيل: نجاح قتل زعيم "داعش" يثبت خطأ التخلي عن أفغانستان
ووفق
الصحيفة فإن الرواية التي جمعتها من مقابلات وإيجازات رسمية وبتعاون وكالات الاستخبارات
الأمريكية وحكومة أجنبية واحدة، يقدم رؤية ثاقبة عن البحث المنهجي والذي أدى
للوصول إلى القرشي، إلى جانب أسابيع من الرقابة الحذرة للزعيم الإرهابي وحدث في
وقت حاول فيه تنظيم الدولة إعادة بناء شبكته بعد ستة أعوام من النكسات والهزائم.
وتكشف
وثائق "واشنطن بوست" أن "القرشي" من أجل تجنب الذين يلاحقونه،
تبنى بروتوكولا أمنيا دقيقا، فبالإضافة إلى منع الهواتف النقالة واتصالات الإنترنت
اعتمد على السعاة والمراسيل ممن اعتبرهم التنظيم شخصيات موثوقة.
وبينت
أن المسؤولين عن الأهداف في الاستخبارات الأمريكية، راجعوا كما من المواد الخام
التي جمعت وكرسوا مئات من ساعات العمل، بالإضافة إلى جهود الاستخبارات العسكرية
والمحللين الذين استمروا بمراقبة البيت والحي.
ونبهت
إلى أنه بحلول أيلول/سبتمبر بدأت القوات الخاصة بالتدرب على مداهمة المنزل
باستخدام منزل يحاكي محل إقامة القرشي ومحيطه، حيث كان المخططون على ثقة بأن
المكان محاط بمتفجرات ومفخخات، كما تم التفكير بغارة جوية لكن تم التخلي عنها
سريعا.
وقال
مسؤول عسكري: "كانت هناك عائلات غير مقاتلة منها عائلة بأطفال تحتل الطابق
الأرضي". وكانت غارة من خلال مروحية بوحدة كوماندو محفوفة بالمخاطر للفريق حسب المسؤول.
وأضاف:
"كان هدف المهمة هو إلقاء القبض على زعيم تنظيم الدولة وجمع أكبر قدر من
المعلومات وتجنب قتل المدنيين".
اقرأ أيضا: الغارديان: مقتل "القرشي" لا يعني نهاية خطر تنظيم الدولة
وبحلول
الأول من شباط/فبراير قرر المخططون أن الوقت سانح للعملية، وفي لقاء مع بايدن في
المكتب البيضاوي، تم إطلاع الرئيس على التحضيرات النهائية، وفي 2 شباط/فبراير وفي
الساعة الخامسة مساء بتوقيت واشنطن استدعي بايدن إلى غرفة الأزمة في البيت الأبيض
لمراقبة العملية من خلال رابط بالفيديو مع البنتاغون.
وقال
مسؤول واصفا المزاج في الغرفة: "كان هادئا ومتوترا ولم يكن هناك حديث
كثير".
وأشارت
"واشنطن بوست" إلى أنه مما زاد في الضغط هو أن القوات الخاصة كانت تتحرك
نحو منطقة معادية وتحلق في مجال جوي يسيطر عليه الروس، حيث اتخذ قرار بعدم تحذير
الروس مقدما والاعتماد على قنوات خفض التوتر.
وفي
الساعة الواحدة صباحا، 3 شباط/فبراير بالتوقيت المحلي، السادسة مساء بواشنطن كانت
مروحيتان تحملان عددا من القوات الخاصة تحلق فوق البيت في أطمة.
وعندما
كانت قوات دلتا تحضر للنزول بالحبال حلقت طائرات أباتشي في الجو لمراقبة الوضع.
وأيقظ صوت المروحيات الناس في المنطقة وخرجوا من منازلهم لمعرفة ما يجري.
وسمع
صوت بالعربية يقول "من يريد الحفاظ على حياته عليه الخروج". وقام الجنود الذين نزلوا بالحبال
بإخراج العائلة في الطابق الأول. ولم يكن القرشي ليسمح لنفسه أو عائلته بالنجاة،
فالمكان كان مفخخا، ولكن لا يعرف من بدأ التفجير أولا، القرشي أم شخص آخر.