هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أرجع الخبير بشؤون الحركات الجهادية حسن أبو هنية، في حديث خاص لـ"عربي21"، تأخر تنظيم الدولة في الإعلان عن شخص زعيمه الجديد، بعد اغتيال واشنطن لـ"أبي إبراهيم القرشي (عبد الله قرداش)"، إلى سببين رئيسين.
ولفت أبو هنية إلى أن "السبب الأول هو البحث عن شخصية تنطبق عليها مواصفات الخليفة الجديد أولا، والثاني إلى الوقت الذي تستغرقه عمليات التشاور بين فروع التنظيم الممتدة في أكثر من دولة، تجنبا لحصول خلافات".
ولم يعلن تنظيم الدولة حتى اللحظة عن مسمى زعيمه الجديد، بعد مقتل "القرشي" بعملية إنزال جوي نفذتها قوات أمريكية في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، مطلع شباط/ فبراير الحالي.
وكان التنظيم قد أعلن في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، عن اختيار "القرشي" خليفة لـ"البغدادي"، وذلك بعد مقتل الأخير بـ4 أيام فقط، لكن حتى الآن يلتزم التنظيم الصمت.
مشورة
وقال أبو هنية، إن للتنظيم فروعا (الولايات) منتشرة في أكثر من 37 دولة، ومن الواضح أنه يستكمل حاليا المشورة والتشاور، بغية التوصل إلى التوافق والاجتماع على الزعيم الجديد.
وأضاف أن مقتل غالبية قيادات الجيل القديم، مع وضع التنظيم بعض الشروط على الزعيم (قرشياً وهاشمياً وكذلك عراقياً في الغالب لأن مركز التنظيم في العراق)، يجعل مهمة الاختيار صعبة نوعاً ما.
وبحسب أبو هنية، فإنه "لا يُعرف للآن أي القادة تنطبق عليه تلك المواصفات، ما يُرجح فرضية اختيار قائد من الجيل الجديد".
شخصية رمزية
وتأسيسا على ما سبق، فإن الخبير بشؤون الجماعات الجهادية، يعتقد بأن التنظيم قد يضطر إلى اختيار شخصية رمزية، وليست تاريخية كما هو حال القيادات السابقة، الذين كانوا من القيادات التاريخية للتنظيم.
وأضاف أبو هنية، أن الذهاب باتجاه اختيار شخصية رمزية، يعني تشكيل لجنة بصلاحيات أكبر من صلاحيات الخليفة الجديد.
وكانت مصادر مهتمة بالجماعات الجهادية، رجحت فرضية عدم إعلان التنظيم عن زعيمه الجديد، بالنظر إلى تجاهل التنظيم لمقتل "القرشي" رسميا.
اقرأ أيضا: WP: عامان من الملاحقة تنتهي بمقتل زعيم "داعش"
وفي هذا السياق، أشار مركز "جسور للدراسات" إلى الاختلاف في التعاطي من جانب التنظيم مع مقتل "قرداش"، قياسا إلى مقتل زعيمه السابق "البغدادي" أواخر عام 2019، عندما اعترف بمقتله وأعلن عن تنصيب خليفة جديد له.
وأرجع المركز ذلك إلى اعتماد التنظيم استراتيجية اللامركزية على مستوى القرار والعمل التنفيذي للولايات الأمنية، وإلى تغير الظروف التي دعت التنظيمَ إلى الإعلان عن مقتل زعيمه (البغدادي) أواخر عام 2019، فحين قتل البغدادي كان التنظيم بحاجة إلى التأكيد لأنصاره على "صدق رسالته" لمواجهة مزاعم هروب قادته وأمرائه، بينما أصبح بعد مقتل قرداش بحاجة إلى التأكيد على سردية "البقاء" التي يتبناها، وأخيرا إلى تحسب وتجنب التشويش على أنشطة وخطط خلاياه وعناصره والقدرة على حشد مناصريه.
مشاكل أمنية
من جانبه، يشير الباحث المختص بالجماعات الإسلامية في "جسور للدراسات" عباس شريفة، إلى المشكلة الأمنية التي يعاني منها التنظيم.
وقال شريفة لـ"عربي21": "غالبا، التنظيم لا يجد بداً من الإعلان عن مقتل القرشي، لكنه يعاني من مشاكل أمنية وتقنية تؤثر على الاستجابة الإعلامية السريعة للحدث".
وحول احتمالية ذهاب التنظيم باتجاه خيار عدم الإعلان عن زعيمه الجديد، بسبب المشاكل والمخاوف الأمنية، يقول: "هذا الاحتمال ليس واردا، فقد يعلن التنظيم عن اسم الزعيم الحركي، لكن دون ظهور إعلامي كجزء من الاحتراز الأمني خشية الاستهداف مجددا".
ويكمل بقوله إن "الإعلان عن القائد يشكل رمزية مهمة للعناصر، من أجل شدهم للتنظيم وتجديد ثقتهم به، وكذلك لإرسال رسائل مفادها أن التنظيم يستطيع النهوض رغم تلقيه الضربات"، منهيا بقوله: "عدم الإعلان سيكون له أثر سلبي جداً على القدرة على التنظيم والتجنيد".
يذكر أن زعيم التنظيم القرشي قُتل على يد قوات أمريكية خاصة في مبنى كان يسكن فيه في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي بمحاذاة الحدود التركية.
اقرأ أيضا: ما تأثير مقتل القرشي على تنظيم الدولة؟ هل يغير استراتيجيته؟