هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد وزير الخارجية الإيراني، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، الحاجة لرؤية خطوات ملموسة من واشنطن مشددا على رغبة طهران بنجاح المحادثات النووية، في وقت حذرت فيه ألمانيا من تضاؤل فرص الاتفاق.
وتتوقع فرنسا إعلان اتفاق جديد الأسبوع المقبل، بينما يتوسط الملف مباحثات وزير حرب الاحتلال مع نائبة الرئيس بايدن.
وأفاد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، السبت، أمام إحدى لجان مؤتمر ميونيخ للأمن، في ألمانيا بقوله: "نحتاج إلى رؤية خطوات ملموسة لحسن النية من جانب واشنطن مثل إلغاء تجميد الأصول الإيرانية في الخارج".
وأشار الوزير إلى أنه "إذا فشلت المحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية في فيينا، فإن القوى الغربية ستكون المسؤولة عن ذلك لأننا نريد اتفاقا جيدا"، بحسب وكالة رويترز.
وتابع عبد اللهيان: "طلبت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة مرارا إجراء محادثات مباشرة مع طهران في فيينا".
كما نوه الوزير الإيراني إلى أن بلاده مستعدة لتبادل فوري لسجناء مع الولايات المتحدة الأمريكية بالقول: "نعتقد أن تبادل السجناء قضية إنسانية.. لا علاقة لها بالاتفاق النووي"، مشددا: "يمكننا أن نفعل ذلك على الفور".
من جانبه، أوضح مسؤول إيراني، السبت، أن بلاده تخسر سنويا ما بين 10 إلى 15 مليار
دولار، بسبب العقوبات النفطية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على بلاده.
وذكر رئيس اتحاد مصدري النفط والغاز
والبتروكيماويات الإيراني، حميد حسيني، أن العقوبات النفطية تفرض نحو 20% من التكاليف المباشرة على الاقتصاد الإيراني.
فرص ضئيلة
وفي السياق ذاته، قال المستشار الألماني أولاف
شولتس السبت إن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني تتضاءل وإن "لحظة
الحقيقة" حانت للمسؤولين الإيرانيين.
وأوضح شولتس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: "لدينا
الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات. لكن إذا لم ننجح بسرعة كبيرة، فإن
المفاوضات قد تفشل. المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار. الآن لحظة الحقيقة".
اتفاق قريب
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف
لودريان، أن الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، الذي تم التوصل إليه في
محادثات فيينا، من المتوقع الإعلان عنه الأسبوع المقبل.
وحذر لودريان بحسب صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية إيران من محاولة "تفجير" الاتفاق في اللحظة الأخيرة، وإثارة
مطالب جديدة وإحداث أزمة دولية حادة.
ومن المنتظر أن يلتقي لودريان ونظراؤه الأوروبيون،
لإجراء محادثات تنسيق وتوضيح مع وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الذي يحضر
مؤتمر ميونيخ للأمن، بينما من غير الواضح إذا كان الوزير الإيراني سيلتقي في
ميونيخ مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أو نائبة الرئيس كامالا هاريس،
التي ستحضر المؤتمر.
لقاء غانتس وهاريس
وفي هذا الصدد، يلتقي وزير الحرب، بيني
غانتس، مساء السبت، مع نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، لبحث مجموعة من
القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وذكر الموقع الإلكتروني العبري واللا، مساء السبت،
أنه مع انعقاد هذا اللقاء، سيكون الثاني من نوعه لكامالا هاريس الذي تلتقي فيه
بمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، منذ توليها مهام عملها في البيت الأبيض، في العشرين من يناير/كانون الثاني 2021.
ومن بين الملفات المهمة التي سيناقشها غانتس مع هاريس، الأزمة في أوكرانيا، والمفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية، فيينا،
والخاصة بالاتفاق النووي الإيراني، في وقت أدرك فيه الاحتلال أن الإدارة الأمريكية
قريبة من العودة إلى هذا الاتفاق النووي مع إيران.
الاتفاق يؤدي للاستقرار
وفي سياق غير منفصل، قال نائب رئيس مجلس الوزراء
وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، السبت، إن بلاده تشجع اعتماد الدبلوماسية
وإجراء الحوار لتسوية النزاعات سلميا.
وأكد آل ثاني، خلال اجتماع عقد في المعهد الملكي
للشؤون الدولية، تشاتام هاوس، حول علاقة إیران ودول الخلیج، أن هناك اتصالا وثيقا
لبلاده مع إيران وأمريكا والأطراف الأخرى بشأن الاتفاق النووي، بحسب بيان نشرته وزارة الخارجية القطرية.
وأوضح وزير الخارجية القطري: "من مصلحتنا أن
يكون هناك اتفاق، ومن مصلحتنا الوصول إلى تفاهم مع إيران، لذا فإننا نشجع جميع
الأطراف على أن تكون بناءة وإيجابية مع المبادرات، ونأمل أن نحصل على نتيجة
إيجابية في المستقبل القريب. ونشجع الطرفين على الانخراط بشكل إيجابي".
ونوه الوزير القطري إلى أهمية إجراء حوار شامل مع
الجيران في المنطقة، لافتا إلى أن قطر لا تقبل التدخل في الشؤون الداخلية للدول
المختلفة، لا سيما أنه غير مقبول كمبدأ عام من قبل الأمم المتحدة.
مباحثات سعودية أمريكية
وعلى الصعيد ذاته، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الأمريكي أنتوني
بلينكن مستجدات الملف النووي الإيراني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن اللقاء
جرى اليوم السبت على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، في ألمانيا حيث تطرق الجانبان إلى العديد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية
والدولية، وعلى رأسها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
— واس العام (@SPAregions) February 19, 2022
توقعات أمريكية
والخميس، أكدت الخارجية الأمريكية أنها لا تستبعد إمكانية إبرام اتفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في غضون أيام شرط جدية طهران بهذا الشأن.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية، قوله إن تقدما كبيرا أُحرز في مفاوضات فيينا الأسبوع الماضي، بينما لم يستبعد إمكانية إبرام اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في غضون أيام، إذا أظهرت طهران جدية بهذا الشأن.
وأوضح المصدر نفسه أنه "لن يكون هناك اتفاق شامل ما لم يتم الاتفاق على أدق التفاصيل" مشددا على أن أي تأخير على التفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني "من شأنه أن يعرض إمكانية العودة للاتفاق إلى خطر جسيم".
ومنذ العام الماضي، تجري مفاوضات بين إيران من
جهة، وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، بينما تشارك الولايات
المتحدة في الحوار دون خوضها أي اتصالات مباشرة مع الطرف الإيراني.
تهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران
الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات مشددة على طهران ما دفعها للتخلي عن التزاماتها
النووية التي نص عليها الاتفاق.