اقتصاد دولي

قرار روسي يشعل الأسواق مجددا.. هل تتحكم موسكو بالعالم؟

بوتين: أسعار الغذاء العالمية سترتفع أكثر إذا كثفت الدول الغربية الضغوط الاقتصادية على روسيا- جيتي
بوتين: أسعار الغذاء العالمية سترتفع أكثر إذا كثفت الدول الغربية الضغوط الاقتصادية على روسيا- جيتي

تسبب قرار روسي جديد في إشعال أسعار السلع والمنتجات بمعظم أسواق العالم، وارتفاع أسعار مغذيات المحاصيل إلى مستويات قياسية، على خلفية تداعيات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

 

وأعلنت الحكومة الروسية عزمها تعليق صادراتها من الأسمدة، بينما أعلنت في وقت سابق حظرها صادرات الخشب، وتعتزم حظر السكر، فيما تأثرت صادرات روسيا من القمح؛ بفعل تعليق مرور السفن الروسية، بحسب موقع "إنفستنج".

 

وأكد الموقع أن مساعي روسيا لوقف صادرات الأسمدة من قبل المنتجين المحليين تهدد بصدمة السوق العالمية، ودفع أسعار مغذيات المحاصيل إلى مستويات قياسية جديدة، ما يؤدي إلى تفاقم تضخم الغذاء في جميع أنحاء العالم. 


وقال إن "روسيا تتحكم في العالم"، لافتا إلى أن الصادرات الروسية تمثل نحو 14 بالمئة من إجمالي التجارة العالمية للأسمدة النيتروجينية اليوريا والأمونيا، ونحو 21 بالمئة من أسمدة البوتاسيوم و13 بالمئة من صادرات الفوسفات.

 

والخميس، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن أسعار الغذاء العالمية سترتفع أكثر إذا كثفت الدول الغربية الضغوط الاقتصادية على روسيا، المنتج العالمي الرئيسي للأسمدة.


وقال وزير الزراعة الروسي ديمتري باتروشيف، في اجتماع حكومي ترأسه بوتين، إن الأمن الغذائي الروسي مضمون، وإن موسكو ستواصل الوفاء بالتزاماتها التصديرية لأسواق الزراعة العالمية.

 

ويهدد الصراع الدائر في أوكرانيا إنتاج الحبوب العالمي، وإمدادات زيوت الطعام وصادرات الأسمدة، ما يدفع أسعار السلع الأساسية إلى عنان السماء، فيما يعكس الأزمة في أسواق الطاقة.
 

ونقل "إنفستنج" عن المحلل لدى جرين ماركتس، ألكسيس ماكسويل، قوله: "لا توجد أي دولة أخرى لديها القدر نفسه من الأسمدة الجاهزة للتصدير، مضيفاً أنَّ الأسمدة الروسية تنتشر في كل القارات". 


كما نقل عن كبير الخبراء الاقتصاديين في مجال السلع في شبكة الخدمات المالية ستون أكس، أرلان سوديرمان، قوله: "قد نضطر لتضييق إمدادات الأسمدة قبل الموسم الزراعي في أمريكا الشمالية، ما قد يؤثر على عام كامل من الإنتاج العالمي". 

 

والجمعة، قالت وزارة الزراعة إن أوكرانيا، وهي منتج عالمي رئيسي للمنتجات الزراعية، حظرت تصدير الأسمدة بسبب الغزو الروسي.


وكانت أوكرانيا حظرت بالفعل تصدير بعض السلع الزراعية، وقررت إصدار تراخيص لسلع التصدير الرئيسية، منها القمح والذرة وزيت دوار الشمس.


وقالت الوزارة، في بيان، إن مجلس الوزراء قرر "حظر تصدير الأسمدة من أوكرانيا".


وأضافت أن الحظر سيساعد في "الحفاظ على التوازن في السوق المحلية"، ويطبق على أسمدة النيتروجينية والفوسفورية والبوتاسية والأسمدة المخلوطة.

 

زيادات قياسية 


ووفقا للموقع، فإن شحنة من اليوريا تم بيعها في الخليج العربي بـ1000 دولار للطن، وهو أعلى سعر يتم تسجيله لصادرات الخليج العربي على الإطلاق. 

في حين تم بيع شحنات للتصدير إلى أوروبا من مصر والجزائر بأسعار تراوحت بين 1050 و1100 دولار للطن في نهاية الأسبوع. 

وباعت شركة معادن (SE:1211) السعودية شحنة من الأمونيا بـ1100 دولار للطن، وهو أيضا أعلى سعر يتم تسجيله لصادرات الخليج العربي على الإطلاق، فيما تم بيع شحنات من ليبيا والجزائر للأسواق الأوروبية بنحو 1150 دولارا للطن. 

وتجاوزت أسعار الـ(DAP) مستوى الـ900 دولار للطن في معظم مناطق العالم، ومن ضمنها الخليج العربي. 

وقفز مؤشر أسعار الأسمدة في أمريكا الشمالية للأسواق الخضراء بنسبة 10 بالمئة يوم الجمعة الماضي إلى أعلى مستوى له منذ كانون الأول/ ديسمبر. 

وصعدت أسعار اليوريا المشهورة للأسمدة النيتروجينية بنسبة 5 بالمئة أخرى في نيو (NYSE:NIO) أورلينز هذا الأسبوع، بعد ارتفاعها القياسي بنسبة 29 بالمئة للأسبوع المنتهي في 25 شباط/ فبراير. 

  

التعليقات (1)
أبو العبد الحلبي
الإثنين، 14-03-2022 10:19 ص
الجواب المباشر لسؤال العنوان (هل تتحكم موسكو في العالم ؟) : لا ، و إنما أمريكا هي التي تتحكم بالعالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية و حتى يومنا هذا . لكن أمريكا ارتكبت أخطاء جسيمة في البلدان التي وقعت تحت سيطرتها من حيث ما يزرعه و يصنعه البلد التابع و ما لا يزرعه و ما لا يصنعه . لنترك الصناعة جانباً لتسهيل الموضوع : كانت هنالك بلدان مثلاً تزرع القمح و الذرة و قصب السكر والبنجر و تنتج محاصيل وفيرة في ظل الاستعمار القديم " بريطانيا أو فرنسا"، و لكن حين انتقلت تلك البلدان للاستعمار الجديد "أمريكا" تدهور إنتاج البلدان تلك و صارت تستورد . لم تضع أمريكا حسابات مستقبلية ، لمثل هذه الأيام ، لكونها تفتقد ما تعلمته أمم أخرى كالحكمتين "لو دامت لغيرك ما وصلتك " و " دوام الحال من المحال". أتعجب إن كان من بين صناع السياسة الأمريكية من يعلم قصة النبي يوسف عليه السلام حين قام بتعليم ملك مصر و رجالاتها ماذا يفعلون بالقمح كسلعة أساسية معرَضة لسنوات خصب و لسنوات عجاف قد تكون متتابعة في الحالتين (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ) . الأسمدة الكيميائية – الواردة في الخبر - كانت اختراعاً بعد الحرب العالمية الثانية ، و يبدو أن الناس سيضطرون للعودة إلى الأسمدة الطبيعية و قد يصاحب ذلك العودة للأطعمة و للنكهات اللذيذة للفواكه و الخضروات . اسأل أي كبير في السن "مثلي" عن أطعمة و نكهات التفاح و الخيار مثلاً أيام زمان و سيعطيك الجواب الشافي .