هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعمل السعودية على حشد الدعم الدولي لصالحها في حرب اليمن، بالتزامن مع
تعرض الرياض التي تقود منظّمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك" وتحالف
"أوبك بلاس" مع موسكو، حاليا لضغوط من القوى الغربية لزيادة إنتاجها
لتهدئة الأسعار المرتفعة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت الباحثة السعودية في مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية نجاح العتيبي؛ إن "الأزمة الأوكرانية
تمنح السعودية إمكانية استخدام أداة تأثير مهمة، وهي النفط، للضغط على دول كبرى
مثل الولايات المتحدة".
ولن تزيد السعودية من إنتاج النفط لخفض الأسعار حتى تحصل على موقف حازم ضد
الحوثيين، الذين غالبا ما يشنون هجمات ضد أراضيها بالطائرات المسيّرة والصواريخ
البالستية، قائلة: "هذه أولوية للمملكة"، وفق "فرانس برس".
ويأتي ذلك بعد أن نأت إدارة الرئيس
الأمريكي جو بايدن بنفسها تدريجيا عن الصراع في اليمن، وذهبت إلى حد شطب الحوثيين
من قائمة التنظيمات الإرهابية، بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها
غالبية السكان، وعددهم 30 مليون شخص.
طريق مسدود
وكثّفت السعودية الضغوط الاثنين من خلال التلويح باحتمال حدوث نقص في كميات
النفط بسبب الاعتداءات الحوثية، وذلك غداة سلسلة هجمات شنها المتمردون، واستهدفت
على وجه الخصوص مصفاة تكرير تابعة لشركة النفط العملاقة أرامكو، ما أدى إلى نسف جزء
من إنتاجها.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية لوكالة "فرنس برس"
(لم تسمه)؛ إنّ الرياض "لن تتحمّل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق
العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها".
ورأت الباحثة في جامعة
أكسفورد إليزابيث كيندال، أنه يمكن اعتبار هذا التحذير على أنه رسالة للغرب، مفادها: "نريد دعمكم لكي تأتي أي تسوية محتملة مع الحوثيين وفقا لشروطنا".
وأضافت: "الصراع وصل الآن إلى
طريق مسدود".
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: هذه أسباب غضب السعودية من الولايات المتحدة
وأشارت إلى أن الحوثيين يستمرون في ممارسة سلطتهم القمعية والتمييزية في حق
ما يقرب من ثلثي السكان"، فيما تتحمل السعودية نفقات باهظة وصلت إلى "ما
يقرب من مليار دولار أسبوعيا" في وقت من الأوقات.
ولفتت إلى أن الهجمات المتكررة بالصواريخ
والطائرات المسيرة، أثرت على صورة السعودية والإمارات، في وقت تطمح الدولتان، لأن تكونا محطّتين مهمتين للشركات العالمية والاستثمارات في خضم حملات تنويع
الاقتصاد بعيدا عن النفط.
واعتبرت أنّ السعودية "قد تميل للانسحاب من اليمن، لكن يجب أن تكون
قادرة على تقديم هذه الخطوة على أنها انتصار، وألا ينتهي الأمر بدولة يسيطر فيها
الحوثيون قرب حدودها الجنوبية".
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر،
وفق الأمم المتحدة، بينما يواجه ملايين السكان خطر المجاعة، وسط نقص كبير في تمويل
عمليات الإغاثة، كما تسبّبت الحرب بنزوح نحو أربعة ملايين عن منازلهم.