سياسة تركية

هل يبدي الكونغرس مقاربة إيجابية تجاه بيع "F-16" لتركيا؟

الخارجية الأمريكية قالت إن بيع المقاتلة "أف16" إلى تركيا يخدم المصالح الأمريكية- الرئاسة التركية
الخارجية الأمريكية قالت إن بيع المقاتلة "أف16" إلى تركيا يخدم المصالح الأمريكية- الرئاسة التركية

أبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، نهجا إيجابيا تجاه شراء تركيا مقاتلات "أف16"، وسط ترقب بشأن قبول أو عرقلة الكونغرس الأمريكي بشأن الصفقة.

 

وساهمت حرب أوكرانيا بالتقارب بين أنقرة وواشنطن، اللتان أعادتا تفعيل "الآلية الاستراتيجية"، وفقا للتفاهم الذي توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي جو بايدن، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في العاصمة الإيطالية روما.

 

مقاربة إيجابية من البيت الأبيض

والأربعاء الماضي، كشف النقاب عن رسالة توصية من وزارة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس، تفيد بأن بيع المقاتلة "أف16" إلى تركيا يخدم المصالح الأمريكية.

 

وفي خطاب توصية تم إرساله إلى الكونغرس، ذكرت الوزارة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتقد أن البيع المحتمل لطائرات "F-16" لتركيا يتماشى مع مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته يخدم وحدة الناتو وخططه على المدى الطويل.

وجاء في الرسالة أن "إدارة بايدن تعتقد أن العلاقات التجارية الدفاعية الأمريكية المناسبة مع تركيا، ضرورية لوحدة ومصالح حلف شمال الأطلسي على المدى الطويل، وكذلك للأمن القومي الأمريكي والمصالح الاقتصادية والتجارية".

 

اقرأ أيضا: إدارة بايدن توافق على بيع "F-16" لتركيا.. رسالة إلى الكونغرس

وتابعت الرسالة بأن "بيع المقاتلات "أف16" لتركيا، سيتطلب إخطارا من الكونغرس إذا وافقت وزارة الخارجية عليه".

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، طلبت تركيا من الولايات المتحدة شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز "أف16"، و80 مجموعة تحديث لمقاتلاتها الحالية.

 

وعندما توافق وزارة الخارجية الأمريكية على بيع سلاح معين لأي دولة، فإنها تخطر الكونغرس الأمريكي الذي لم يقدم اعتراضا خلال 30 يوما، فإن مرحلة المفاوضات تبدأ بشأن حزمة المبيعات.

 

الكاتب التركي، محمد أجاد في تقرير على صحيفة "يني شفق"، ذكر أن الإدارة الأمريكية بمؤسساتها الخارجية والبنتاغون لديها نظرة إيجابية تجاه الطلب التركي، ومع ذلك فإن هذا النهج لا يكفي، والتساؤل يكمن في القرار الذي سيتخذه الكونغرس الذي يبدى فيه بعض المشاعر المعادية لتركيا.

 

ولفت الكاتب إلى أن هذه القضية أثيرت في الاجتماع الذي عقد بين أردوغان وبايدن في روما، موضحا أن الرئيس الأمريكي أبلغ نظيره التركي أنه يبدي موقفا إيجابيا بشأن طلب أنقرة، لكن الأمر بحاجة لوقت، منوها إلى التوازنات في الكونغرس وأنه لا يمكنه اتخاذ القرار وحده، فيما رد عليه أردوغان بأنه قادر على تحقيق هذا التوازن (في إشارة إلى نسبة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ).

 

ورأى الكاتب التركي أن الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية الأمريكية، تعد خطوة ملموسة باتجاه تلبية الطلب التركي وإقناع أعضاء الكونغرس.

 

اللافت أن الرسالة أكدت أن تركيا دفعت ثمن خطوة شرائها منظومة "أس400"، من خلال الإجراءات العقابية التي فرضتها واشنطن عليها (في إشارة إلى استبعاد تركيا عن برنامج المقاتلة أف35).

 

ونوه الكاتب أجاد، إلى أن الزيادة في التضامن داخل حلف الشمال الأطلسي "الناتو" مع الحرب الأوكرانية، وتأكيد الدور المهم لتركيا، قد دفع الإدارة الأمريكية إلى التحرك بسرعة لتلبية مطالب أنقرة، ولكن يبقى القرار الذي سيتخذه الكونغرس "لغزا كبيرا".

 

هل يسهم التطبيع بين تل أبيب وأنقرة بالتأثير على الكونغرس؟

 

وربط الكاتب التركي تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، بالقرار الذي سيصدره الكونغرس، مشيرا إلى تأثير "اللوبي اليهودي" بالكونغرس.

 

ولفت إلى أنه رغم الانزعاج الأمريكي من اقتناء تركيا لمنظمة "أس400" الروسية وعدم الرضوخ للضغوط، وتحركات أنقرة على صعيد السياسة الخارجية المستقلة، لكنّ هناك أمرا آخر، هو تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية.

 

اقرأ أيضا: كيف يؤثر التقارب التركي الأمريكي على قضيتي "F16" و"S400"؟
 

وأضاف أنه من وجهة النظر هذه، يمكن اعتبار التحسن الأخير في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، قد يكون له تأثير إيجابي على أعضاء الكونغرس الأمريكي.

 

وقبل أسابيع، ذكر عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والمناهض لتركيا، قال؛ إن "الكونغرس لن يسمح ببيع المقاتلات أف16 إلى تركيا ما لم يكن هناك تحول جذري في موقفها من شراء المنظومة "أس400" الروسية".

 

ورأى الكاتب أجاد، أنه إذا أصر الكونغرس على المطالبة بالتخلي عن منظومة "أس400"، فقد لا يكون كافيا لتركيا السير في تحسين العلاقات مع تل أبيب وحده.

 

تركيا لديها بنية تكنولوجية بشأن تحديث "أف16"

 

ولفت أجاد إلى أن تركيا لديها البنية التكنولوجية اللازمة لتحديث المقاتلات "أف16"، وهي قادرة على القيام بذلك بوسائلها الخاصة، وهذا يعني أن الطلب التركي للولايات المتحدة ليس مسألة "لا يمكن التخلي عنها".

 

وتابع بأن عدم تلبية الولايات المتحدة لمطالب تركيا في العديد من القضايا الأخرى بما في ذلك قضية "وحدات حماية الشعب" و"غولن"، لا تزال تغذي مناخ عدم الثقة في أنقرة.

 

وأضاف أنه على الرغم من أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة قد ابتعدت قليلا عن منطقة التوتر، إلا أنه لا يمكن القول إنها تسير على أرضية سليمة حتى الآن.

 

ما دور حرب أوكرانيا؟

 

الكاتبة التركية هاندا فرات، ذكرت في تقرير على صحيفة "حرييت"، أن حركة جادة بدأت في العلاقات التركية الأمريكية التي كانت في حالة اضطراب لفترة طويلة.

وأشارت الكاتبة إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا، أجبرت الولايات المتحدة وتركيا للعمل معا، وتم تفعيل "الآلية الاستراتيجية" بين البلدين، بعد تعليقها لفترة من الوقت. 
 
ولفتت إلى أن بايدن ذكر أنه سيستخدم نفوذه على الكونغرس بشأن بيع مقاتلات "أف16" لتركيا، مشيرة إلى أنه لن يكون مستبعدا اتخاذ الكونغرس لقرار إيجابي.

 

اقرأ أيضا: WSJ: الكونغرس قد يعرقل صفقة بيع مقاتلات F16 لتركيا
 

تفاؤل حذر.. المزاج السلبي.. المزاج السلبي قد لا يتغير

 

وتعتقد أنقرة أن عمليات التطبيع الأخيرة مع إسرائيل وأرمينيا ستكون مهمة في منع الحملة المضادة التي يشنها اللوبي اليهودي والأرميني، والمعروف بثقلهما في الكونغرس الأمريكي، إلى جانب موقف سفير واشنطن في أنقرة جيف فليك، وهو سيناتور سابق في مجلس الشيوخ.

 

وتستخدم المصادر في أنقرة بحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" النسخة التركية، لغة حذرة بالنسبة للتصويت في الكونغرس، مشيرة إلى أن رسالة وزارة الخارجية الأمريكية تعكس موقفا إيجابيا تجاه بيع المقاتلات "أف16"، ولا ينبغي اعتبار ذلك بأنه قد سيكون له تأثير من شأنه يغير المزاج السلبي في الكونغرس تجاه تركيا مع مسألة "أس400"، وإثارة قضية حقوق الإنسان بتركيا.

التعليقات (2)
محمد
الخميس، 14-04-2022 09:31 م
الاف16 أصبحت فقدت قيمتها التكتيكية و بيعها لتركيا يعني بقاء تركيا ضعيفه في مجال السلاح الجوي الصفقة تعتبر تبديد الأموال التركية
محمد
السبت، 09-04-2022 05:02 ص
الامريكان يطلقون فقاعه اعلاميه بالطبيل لهذه الصفقة لأن هذه الاف 16 قدمت مقابل مليارات الدولارات دفعتها تركيا لشراء اف 35 اي هذه الصفقه استحمار للاتراك حين باع الامريكان سلعه غير التي تم التعاقد عليها و هذا درس على عدم الثقه بالامريكان كحليف و المصيبة أن الامريكان يستخفون بالأتراك مره اخرى حين يصورون الأمر و كأنه انتصار للاتراك