ما الفرق بين وحيد حامد وبين هاني سرحان؟

ما الفرق بين وحيد حامد كاتب مسلسل الجماعة، وبين هاني سرحان كاتب مسلسل "الاختيار3"؟ 

عقلياً وأدبياً وتاريخياً سأذهب باتجاه إبداع وحيد حامد في بناء سردية الجماعة، ولن أذهب باتجاه فوضى "الاختيار" المَحكومة مُسبقاً بالعاطفة والتوجيه الأمني!

الأول اعتمد الحقيقة في كتابته جزءا من النص انطلاقاً من الواقع، لكن الثاني يعتمد على "الأسطورة الحية" لخلق حالة من القداسة للأفراد لا الأحداث وأبطالها، قداسة تكتسب هالتها وشرعيتها من تشويه حقائق الماضي والحاضر لمنع فهم أسباب الصراع الدائر داخل وحول مصر وكأن العقل المدبر في المنطقة يهدف إلى "سَطر" الأحداث لمنع قراءتها وفهمها ما يخدم أجندته وأهدافه.
 
إن كان التاريخ كما يقال يكتب بيد المنتصر، هل يصير المُنتصر متوازنا موضوعياً في كتابته رؤيته للأحداث من وجهتي نظر، دون الاعتماد على الإنكار، لتحقيق الاعتراف بمرحلة معينة تتواءم مع أهدافه، هذا على اعتبار أن الضحية الإخوان، فالسلطة في مصر والعالم العربي لا تستقر وتسير إلا بخلق عدو يلقون على كاهله كل فشلهم وأخطائهم وفسادهم، عدو يملك جزءا من سردية الحكاية وروايتها، لكنه لا يستطيع إيصالها والتعبير عنها.

لكن ماذا عن الضحايا خارج ثنائية الأمن "الوطني" والإخوان "الإرهابي" المتصلة بالشعب، سيما وأن الإخوان كانوا الأقل ضرراً، مقارنة مع ما تحمله الآخرون.
 
في سياق الحكاية، يبدع كُتاب دوائر المخابرات عادة ويسردون التاريخ الذي انقلبوا عليه بعين السلطة لا وفق تسلسل الأحداث، دون اكتراث لآراء الشعب، الذي شارك وعايش المرحلة بكل ما لها وعليها من تفاصيل مخجلة، لكنهم ينكرون عليه هذه، ويحاصرونه في زاوية الرواية الأحادية التي لا تحتمل الشراكة، رغم أن الناس أحياء ويتذكرون، لكنهم يخضعون لذهنية رجال الأمن ورعبهم، في ظل غياب الأدوات لإيصال معرفتهم، فما تقوله الدوائر حقيقة مطلقة، وما يقوله الآخرون أكاذيب مطلقة.
 
يعتقد البعض أن مشكلة مصر ترتبط بالإخوان، وأن كل ما شهدته في السنوات السابقة وما زال مستمراً يتعلق بهم، لكن، هل هذه الحقيقة الكاملة، أم أن فكرة إعدامهم وإبعادهم ليست إلا وسيلة للتغطية على مرحلة انتقالية لا تقبل الشراكة أو القسمة على "الشعب" وسلطة تقود الجميع إلى "الانتحار" لا "الاختيار"!

مصر وشعبها أكبر من هذه الكوميديا.