أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن دونالد
ترامب جونيور، ناقش بعد يومين من يوم الانتخابات خطة "للسيطرة" على
نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مع كبير مساعدي والده.
وقال مسؤولون سابقون في إدارة ترامب وخبراء قانونيون، إن
محاولة دونالد ترامب جونيور، تظهر الأعماق غير العادية التي خطط الرئيس السابق
للاحتفاظ بالسلطة عبرها، حتى قبل الانتهاء من النتائج.
وأوضح أنه في الرسائل النصية التي كشفتها شبكة "سي إن
إن"، وضمّت إلى تحقيق في الكونغرس حول الأحداث التي سبقت هجوم 6 يناير/ كانون
الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي، قال ترامب جونيور لرئيس موظف البيت الأبيض
آنذاك مارك ميدوز: "لدينا سيطرة عملياتية" و"مسارات متعددة" لتحديد
النتيجة.
وأضاف: "هذا ما نحتاج إلى القيام به، يرجى قراءته وإيصاله
إلى كل من يحتاج إلى رؤيته لأنني لست متأكدًا من أننا نقوم بذلك".
ورأت أليسا فرح، مسؤولة الاتصالات السابقة في البيت
الأبيض في عهد ترامب، أن النصوص تكشف "مستوى اليأس" بين الإدارة ومسؤولي
الحملة في أعقاب الانتخابات، وكيف كان المسؤولون "سيستخدمون كل مستوى من
مستويات الحكومة الفيدرالية وكذلك الهيئات التشريعية التي كانت ودية معهم لمحاولة
التشبث بالسلطة".
بدوره، اعتبر النائب الديمقراطي الأمريكي تيد ليو، عضو
اللجنة القضائية في مجلس النواب، أن النصوص دليل على وجود مؤامرة.
ووصف المدعي الفيدرالي السابق غلين كيرشنر، أن النصوص دليل على "جريمة الخيانة"، متسائلا: "كم من الوقت علينا أن نتحمل هذا
الإجرام الخائن المفتوح من قبل ترامب وشركته قبل أن يتم توجيه الاتهام إلى شخص
ما؟".
وقال ريتشارد بينتر، كبير محامي الأخلاقيات في البيت
الأبيض أثناء إدارة جورج دبليو بوش، إن النصوص دليل على "محاولة
انقلاب".
ووفق "سي إن إن" تظهر النصوص أن استراتيجية
الابن الأكبر للرئيس السابق تحدد فيها المجالس التشريعية التي يسيطر عليها
الجمهوريون وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي نتيجة الهيئة الانتخابية لضمان فوز السيد
ترامب.
وأكد بيان صادر عن محامي ترامب جونيور، آلان فوترفاس،
لشبكة "سي إن إن" الرسالة، مضيفا أن نجل الرئيس السابق "تلقى رسائل
عديدة من مؤيدين وآخرين" وأنه "بالنظر إلى التاريخ، فإن من المحتمل أن تكون
هذه الرسالة قد صدرت من شخص آخر وتم إرسالها".
والرسائل النصية هي من بين أحدث ما كشفت عنه لجنة
اختارها مجلس النواب للتحقيق في الأحداث التي أدّت إلى الهجوم على مبنى الكابيتول
الأمريكي في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، عندما اقتحمت حشود مؤيدة لترامب قاعات
الكونغرس لوقف التصديق على فوز جو
بايدن بالرئاسة.
مجموعة أخرى من الرسائل التي حصلت عليها اللجنة تظهر
جيني توماس الناشط المحافظ، وزوجة قاضي المحكمة العليا الأمريكية الحالي كلارنس
توماس، تحث السيد ميدوز على وقف "سرقة" الانتخابات من قبل "عائلة
بايدن الإجرامية" وتضخيم الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة حول التزوير
الانتخابي الذي انتشر بين مجتمعات نظرية المؤامرة عبر الإنترنت.
وفي الأشهر التي سبقت الانتخابات، قبل الإدلاء بصوت واحد،
ادعى ترامب مرارا وتكرارا أن النتيجة ستكون "مزورة" ضده وسعى لتقويض صحة
بطاقات الاقتراع عبر البريد.
ولم تجد حملة ترامب ومسؤولو الإدارة ووزارة العدل
الأمريكية ومسؤولو الانتخابات والإداريون والمراجعات المتعددة على مستوى الولايات
في جميع أنحاء
الولايات المتحدة، أي دليل على انتشار تزوير الأصوات.