الجنائية الدولية: أوكرانيا "مسرح جريمة".. وروسيا تهدد أمريكا

صنف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أوكرانيا بأنها "مسرح جريمة"، خلال زيارته التي أجراها الأربعاء إلى مدينة بوتشا في ضواحي العاصمة كييف.

وقال خان في تصريحات صحفية، إن المحكمة الجنائية الدولية لديها "أسباب معقولة للاعتقاد بارتكاب جرائم تدخل في اختصاصها في أوكرانيا"، حسبما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في "جرائم حرب محتملة" ارتكبتها القوات الروسية خلال الصراع الدائر في أوكرانيا، فيما نفى الكرملين الاتهامات الموجهة لقواته.

وفي هذا السياق، التقى خان بالمدعية العامة الأوكرانية، إيرينا فينيديكتوفا، في العاصمة كييف، التي أعلنت فتح تحقيقات في ارتكاب روسيا 6 آلاف جريمة حرب في أوكرانيا.

وفي وقت سباق، قالت فينيديكتوفا، في تصريحات لشبكة "نوس" الهولندية، إنه "يتم التحقيق في 6 آلاف جريمة حرب ارتكبتها الوحدات الروسية قبل انسحابها من عدد من المناطق بأوكرانيا".

وأضافت أن القوات الروسية تهدف للقضاء على الأوكرانيين، حيث تلقى الجنود أوامر لشن هجمات على المدنيين الأوكرانيين وقتلهم، مؤكدة أن الجيش الروسي استهدف المدنيين لترويع أوكرانيا وإجبارها على الاستسلام.

واتفق كريم خان وإيرينا فينيديكتوفا على "تعميق المشاركة وزيادة تعزيز الشراكات"، وكانا "حاسمين لتحقيق المساءلة" عن الجرائم الدولية المحتملة المرتكبة في أوكرانيا.

وأعلنت النائبة العامة الأوكرانية في 3 أبريل/نيسان الجاري، العثور على 410 جثث تعود لمدنيين، في مدينة بوتشا، بعد استعادة السيطرة عليها مؤخرا من قبل الجيش الأوكراني.

ويتهم الجانب الأوكراني الجنود الروس بقتل مدنيين قبل الانسحاب من المدينة، إلا أن موسكو نفت هذه الاتهامات.

رفض للاتهامات

وفي رد على تصريحات الرئيس الأمريكي، قال الكرملين إنه يختلف بشكل قاطع مع وصف جو بايدن لأفعال روسيا في أوكرانيا بأنها "إبادة جماعية".

والثلاثاء، قال بايدن إن سلوك روسيا في أوكرانيا يصل لحد الإبادة الجماعية من وجهة نظره، مستخدما تلك الكلمة لأول مرة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: "نعتبر هذا النوع من المساعي لتشويه الوضع غير مقبول".

وأضاف: "هذا شيء يصعب تقبله من رئيس للولايات المتحدة، الدولة التي ارتكبت جرائم معروفة في الآونة الأخيرة".

تهديد روسي

إلى ذلك، هددت روسيا باستهداف شحنات السلاح الأمريكية والمركبات التابعة أيضا لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الموجهة إلى أوكرانيا، في ظل الغزو الروسي.

ونقلت وكالة "تاس" عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله إن "روسيا ستعتبر المركبات التابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التي تنقل الأسلحة إلى الأراضي الأوكرانية أهدافا عسكرية مشروعة".

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل روسيا فيه تركيز جهودها على الأجزاء الشرقية من أوكرانيا، بعد الانسحاب من عدة مدن، وفشل السيطرة على العاصمة كييف، مع اختتام الأسبوع السابع من الغزو الروسي.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن سلطات كييف غير قادرة على التخزين الآمن للأسلحة التي تصلها من دول الناتو؛ مشيرة إلى أن واشنطن زودت أوكرانيا خلال الشهرين الماضيين بأسلحة تفوق مليار دولار. 

اقرأ أيضا: دعم أمريكي لاجتماع أممي حول "مصير الفيتو" بمجلس الأمن

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، أوليج سيرومولوتوف، أن واشنطن زودت كييف خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين بأسلحة بقيمة 1,65 مليار دولار. 

وقال سيرومولوتوف في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية: "إن هؤلاء الناس كلهم مسلحون بشكل جيد لأن الدول الأعضاء في حلف الناتو كانت تقوم خلال السنوات الثماني الماضية بتسليم الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا". 

وأضاف: "ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة ازدادت أحجام المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا. وخلال الشهر ونصف الشهر الماضيين سلمت واشنطن وحدها إلى كييف أسلحة بقيمة إجمالية 1,65 مليار دولار، بما فيها مئات من منظومات ستينجر المحمولة للدفاع الجوي وآلاف من صواريخ "جافلين" الموجهة المضادة للدبابات وقاذفات قنابل يدوية وأنواع أخرى من الأسلحة".