هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "أوراسيا ريفيو" إن الاحتجاجات المناهضة لإيران في أفغانستان وطعن ثلاثة رجال دين في إيران من قبل مهاجر أفغاني تلقي بظلالها على الجهود الإيرانية للاستفادة من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا لتعزيز تواجد طهران في آسيا الوسطى.
واندلعت الاحتجاجات على التمثيل الدبلوماسي الإيراني في كابول وهرات، غرب البلاد، بعد انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تظهر الشرطة وهي تضرب اللاجئين الأفغان في إيران.
وهتف المتظاهرون "ماج بار إيران" (الموت لإيران)، وأضرموا النار في باب قنصلية هرات ودمروا الكاميرات الأمنية.
وسعى مسؤولون إيرانيون وحركة طالبان للتقليل من شأن الحادث، حيث قالوا إن "عناصر مارقة" وقوات تسعى إلى تأجيج الاضطرابات، نظمت الاحتجاجات.
واندلعت الاحتجاجات بعد أسبوع تقريبًا من مقتل اثنين من رجال الدين الشيعة وإصابة ثالث بجروح، في مرقد الإمام الشيعي الثامن علي الرضا، في هجوم بسكين نفذه مهاجر أفغاني سلفي مزعوم.
وألقت الأحداث بظلالها على الجهود التي تبذلها إيران لاستغلال الفرصة الجيوسياسية التي ظهرت في البداية مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في آب/ أغسطس من العام الماضي والتي من المحتمل أن تكون قد تعززت بشكل كبير بسبب تورط روسيا في حرب أوكرانيا.
وتهدد الأحداث الأخيرة الضمانات الأمنية الروسية لدول آسيا الوسطى، بما في ذلك كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO).
ويُلقى ضوء مختلف على التصريحات السابقة عن كازاخستان التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن طلبت الحكومة الكازاخية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، في كانون الثاني/ يناير الماضي، المساعدة في إنهاء الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة.
ومنذ ذلك الحين غادرت القوات الروسية وغيرها من القوات التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، لكن تصريحات بوتين صدرت قبل أسابيع من استمرار التدخل.
وباستخدام لغة تذكرنا بإشاراته إلى أوكرانيا قبل الحرب والتي تهدف إلى إرساء الأساس للغزو، قال بوتين في مؤتمر صحفي في كانون الأول/ ديسمبر إن "كازاخستان دولة ناطقة بالروسية بالمعنى الكامل للكلمة".
وطوال الحرب في أوكرانيا، كانت دول آسيا الوسطى حريصة على عدم إدانة الغزو الروسي. ومع ذلك، فقد قيل إنهم رفضوا طلب بوتين الاعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك، المنطقتين الأوكرانيتين الانفصاليتين المدعومتين من روسيا.
وبعيدًا عن الجغرافيا والوجود الأمني الروسي في المنطقة، يحتاج سكان وسط آسيا إلى النظر في العلاقات الاقتصادية الوثيقة مع روسيا، بما في ذلك تدفق التحويلات من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى الذين تضرروا بشكل كبير بسبب الصراع في أوكرانيا.
في تلك البيئة، فإن إيران، خاصة إذا أدى إحياء اتفاقية النووي الدولية لعام 2015 إلى رفع العقوبات الأمريكية، لديها الكثير لتقدمه لآسيا الوسطى غير الساحلية.
ويقترب المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون من نقطة حاسمة بشأن إحياء الاتفاقية التي حدت من البرنامج النووي الإيراني، لكنها أُلقيت في حالة من الفوضى بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ج. ترامب من الاتفاقية في عام 2018.
وتعتقد إيران أن فرصتها في آسيا الوسطى تعززت لأنها تقدم أحد البدائل القليلة لاحتضان كامل من قبل الصين في غياب روسيا والولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: أفغانستان: جرحى باستهداف مسجد في كابول بقنبلة يدوية
ومثل الكثير من دول العالم، رفضت إيران الاعتراف رسميا بحكومة طالبان. ومع ذلك، فإن التجارة مع أفغانستان، التي تستضيف طرقًا برية متعددة إلى آسيا الوسطى غير الساحلية، لا تزال نشطة بنحو 2.9 مليار دولار أمريكي سنويًا، ما دفع طهران إلى الاعتقاد بأن فرصتها في آسيا الوسطى تتعزز أكثر.
علاوة على ذلك، تناقش إيران مع طالبان إحياء مشروع سكك حديدية طموح من شأنه أن يربط في البداية هرات بخاف في شمال شرق إيران، ولكن في النهاية سيتم توسيعه لربط خمس دول في آسيا الوسطى.
وقال مسؤول نقل إيراني: "يمكن لخط السكة الحديد هذا أيضًا أن يربط أفغانستان بالموانئ الجنوبية لإيران".
واستقبلت إيران التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني، موجة جديدة من الوافدين بعد تولي طالبان السلطة في آب/ أغسطس 2021.