هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تتوقف تبعات العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى على الواقع الميداني مع الفلسطينيين، بل وصلت آثارها إلى المستويات الدبلوماسية الخارجية، خاصة التوتر الناشب مع روسيا التي أصدرت موقفا سياسيا حادا ضد الاحتلال، عقب موقف الأخير ضد الهجوم الروسي في أوكرانيا.
في الوقت ذاته، تدرك الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية أن هذه الأزمة الناشبة مع موسكو بسبب أحداث الأقصى شكلت فقط قمة جبل الجليد بينهما، عقب الخلافات المتصاعدة بسبب الحرب الأوكرانية، حيث صدرت مواقف إسرائيلية متزايدة ضد الروس، وانضمت إلى الموقف الغربي المعادي لموسكو.
أليئور ليفي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التوتر الروسي الإسرائيلي بلغ ذروته من خلال رسالة روسية لإسرائيل جاءت من خلال محادثة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين والفلسطيني محمود عباس، مما يعني نشوب أزمة سياسية جادة، وتبادل اللسعات مع الكرملين، ورغم ما تم إعلانه فإن الطرفين ناقشا حرب أوكرانيا، لكن السلطة الفلسطينية أعلنت أن بوتين انحاز مع الفلسطينيين".
وأضاف أن "موسكو واصلت الرد على موقف إسرائيل من الحرب الأوكرانية، وآخرها التصويت على تعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من خلال استغلال أحداث المسجد الأقصى، وعبر بوتين عن معارضته لخطوات الاحتلال فيه، بما فيها تقييد حرية العبادة، وطمأن أبا مازن على دعمه في كافة المحافل الدولية، بما في ذلك الأمن الغذائي والقمح والمحاصيل، فيما ذكر وزارة خارجية موسكو أن خطوة إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان محاولة سيئة لاستغلال الوضع في أوكرانيا من أجل صرف انتباه المجتمع الدولي عن واحدة من أطول الاحتلالات التي لم تحل بعد".
اقرأ أيضا: روسيا تهاجم "إسرائيل": أطول احتلال بالعالم بتواطؤ أمريكي
أكثر من ذلك، فقد "تطورت الأزمة بين موسكو وتل أبيب حد مطالبة بوتين باستعادة ملكية ساحة القديس إسكندر في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، التي وعد بنيامين نتنياهو بمنحها لروسيا حين كان رئيسا للحكومة، باعتباره ردا للجميل على السماح الروسي للطيران الإسرائيلي باستباحة الأجواء السورية، لكن بوتين أرسل مؤخرًا رسالة لرئيس الوزراء نفتالي بينيت، يحثه فيها على تسليم ساحة الإسكندر لموسكو في القدس المحتلة، ما شكل بوادر قلق بشأن أزمة دبلوماسية بينهما".
تسافي ماغين السفير الإسرائيلي السابق في روسيا ذكر أن "توقيت الرسالة ليس عرضيًا، لكن إسرائيل يجب أن تتجاهل ذلك، وتواصل سلوكها كالمعتاد، ولكن إذا توقفت روسيا عن التعاون معنا على الأرض، خاصة في سوريا، وبدأت بالتلويح بقبضات اليد الملموسة، فسنضطر للرد، لكن من الواضح في الوقت الحالي أننا أمام مشكلة سياسية، ونتمنى أن نمر منها، رغم أنه يمكن الوصول إلى حوار مع موسكو، ولكن ليس من خلال وسائل الإعلام".
وأضاف أن "ما يفعله الروس الآن هو ممارسة ضغط على إسرائيل، وما زلنا لا نعرف ما الذي يريدونه في النهاية، رغم أن أزمات مماثلة بين الكرملين وتل أبيب حدثت في الماضي، ولكن ليس لدى الروس مصلحة في الخلاف مع إسرائيل، بل قد يكون لديهم مصلحة في استخدامنا لممارسة الضغط على حلف الناتو في نهاية المطاف".