هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت وكالة "نور نيوز" الإلكترونية الإيرانية شبه الرسمية، السبت، إن كلا من السعودية وإيران استأنفتا المحادثات في العاصمة العراقية بغداد، بعد تعليقها في آذار/ مارس.
ورغم إعلان الوكالة إلا أنه لم يصدر أي تأكيد من السعودية أو العراق بشأن استئناف جلسات المحادثات، في حين قال مسؤول حكومي عراقي طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس، إن "المحادثات استؤنفت الخميس الماضي فعلا في بغداد"، من دون تفاصيل إضافية.
وقالت الوكالة الإيرانية التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن "الاجتماع الإيجابي الأخير أثار آمالا لدى البلدين في اتخاذ خطوات نحو استئناف العلاقات"، دون أن يذكر موعد الجولة الخامسة من المحادثات.
وأكدت الوكالة أن الاجماع تم بين ممثلين لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية، ورئاسة الاستخبارات السعودية، وأن الاجتماع تم في "جو إيجابي"، ما يدفع إلى "تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية"، مع توقعات بعقد "اجتماع مشترك بين وزيري خارجية البلدين في المستقبل القريب" بحسب الوكالة.
وقطعت الرياض العلاقات مع طهران في 2016، بعد اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران، بعد إعدام رجل دين شيعي في السعودية.
وعلقت إيران المحادثات في آذار/ مارس دون إبداء أسباب للقرار، الذي جاء في وقت كان من المقرر أن تبدأ فيه جولة جديدة من المفاوضات.
وجاءت الخطوة بعد أن أعدمت السعودية 81 رجلا في أكبر عملية إعدام جماعي منذ عقود. ونددت طهران بعمليات الإعدام التي قال نشطاء إنها شملت 41 شيعيا.
وبدأت المملكة العربية السعودية وإيران اللتان تخوضان صراعات بالوكالة في أنحاء المنطقة، محادثات مباشرة العام الماضي في محاولة لاحتواء التوتر.
اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة حول لقاء الخبراء السعوديين والإيرانيين بعمّان
وتدعم الرياض وطهران أطرافا متنافسة في الصراعات الإقليمية والخلافات السياسية في سوريا ولبنان والعراق منذ سنوات، وتقود السعودية تحالفا عربيا يشن حربا على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن منذ عام 2015.
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في نيسان/ أبريل 2021، بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي تربطه علاقات جديدة بالجانبين.
وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رحّب في آذار/ مارس، بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبرا أنها تظهر "رغبة" الرياض باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال زيارة لطهران منتصف نيسان/ أبريل الجاري، عن أمله في أن "نصل إلى مراحل أخرى من هذا الحوار (..) و ننقل الحوار من حوارات مغلقة أو حوارات سرية أو حوارات على المستوى الأمني، إلى حوارات دبلوماسية علنية".
مباحثات سابقة في الأردن
وفي ديسمبر 2021 كشف مدير المعهد الأردني الذي استضاف خبراء أمنيين سعوديين وإيرانيين تفاصيل جديدة عن لقاء عقد بالعاصمة عمان.
وقال مدير المعهد العربي للدراسات الأمنية، أيمن خليل، إن الاجتماع اختتم "بمقترح مبدئي لتطوير اتفاق ثنائي شبيه بالاتفاق النووي الإيراني لكن على مستوى إقليمي وليس دولي"، وفق ما نقل عنه موقع "سي أن أن العربية".
وكشف خليل أن التحضير للاجتماع -حينها- بدأ مطلع العام 2021، وأشار إلى أن الاجتماع جرى "مؤخرا" وليس على مدار اليومين الماضيين، إلا أنه رفض ذكر أسماء المشاركين.
وعند سؤاله عن مشاركة الإمارات في هذه المحادثات، قال خليل إن الاجتماع ركز على على التوصل لاتفاق ثنائي بين السعودية وإيران لكنه قد يتطور إلى حوار متعدد الأطراف في المستقبل.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" كشفت بدورها عن حوار جرى بين خبراء أمنيين سعوديين وإيرانيين في العاصمة الأردنية عمّان.
وناقش الاجتماع عددا من القضايا الأمنية والتقنية ركزت على الحد من تهديد الصواريخ آليات الإطلاق، والإجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين وتحديدا في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، والتعاون في مجال الوقود النووي ومحاور أخرى.
ونقلت الوكالة الأردنية عن خليل، قوله إن الاجتماع سادته "أجواء من الاحترام المتبادل أظهرت رغبة متبادلة من الطرفين في تطوير العلاقات وتعزيز الاستقرار الإقليمي، بما ينعكس على ازدهار شعوب المنطقة".
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قال في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إن المحادثات بين بلاده وإيران سوف تستمر بهدف تطبيع العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ 6 سنوات.
وقال الوزير السعودي: "إجراء جولة خامسة قريبا.. الجولات الأربع السابقة من المحادثات مع إيران كانت استكشافية وليست جوهرية".
وشدد على وجود تحفظات لبلاده بشأن مفاوضات الملف النووي، في الوقت الذي طالبت فيه طهران الرياض، بإظهار مزيد من الجدية في المفاوضات حول قضايا إقليمية.