هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تصريحات رئيس الحكومة المكلف من البرلمان الليبي، فتحي باشاغا حول روسيا وعرضه النفط الليبي على الغرب وأوروبا كتعويض للنقص في إمدادات الغاز الروسي بعض الأسئلة حول دلالة وأهداف هذه التصريحات الآن، وما إذا كانت مغازلة وخطوة لجذب تأييد دولي لحكومته.
وقال باشاغا إن "ليبيا يمكن أن تساعد في تعويض النقص في إمدادات النفط الروسي إذا ساعدها الغرب على التعافي من سنوات الحرب"، مطالبا بعض القوى الغربية والأوروبية بموقف أكثر نشاطا في بلاده.
في سياق آخر أكد باشاغا أن "حكومته ستقوم بطرد المرتزقة الروس من ليبيا، بما في ذلك مجموعة فاغنر، وإحلال السلام والاستقرار والديمقراطية في ليبيا"، مجددا هجومه مرة أخرى على دولة روسيا وحربها في أوكرانيا وتدخلها في بلاده، وفق تصريحات لصحيفة التلغراف البريطانية.
"تحذير أممي"
وفي أول رد دولي على هذه التصريحات، طالبت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشأن الليبي، ستيفاني وليامز باشاغا "بضرورة النأي عن استخدام إنتاج النفط الليبي كسلاح لأغراض سياسية، وضرورة إنهاء إغلاق النفط والحفاظ على الهدوء التام على الأرض في ظل تزايد الاستقطاب السياسي في البلاد"، بحسب صفحتها الرسمية على "تويتر".
اقرأ أيضا: هل يتخذ باشاغا الجنوب مقرا لحكومته بعد فشله بدخول طرابلس؟
والسؤال: هل يغازل باشاغا الغرب وأوروبا بورقة النفط والهجوم على روسيا من أجل كسب موقف مؤيد لحكومته؟ وهل ينجح؟
"حليف ناجح للغرب"
وقال الأكاديمي الليبي، عماد الهصك إنه "ليس من المستغرب أن يغازل باشاغا أو أي سياسي ليبي مراكز صنع القرار في الدول الغربية باعتبارها مسيطرة على خيوط اللعبة السياسية دوليًا، وهي التي تشكل الحكومات وتدعمها، أو تسقطها إذا أرادت، لكن المستغرب هو مجاهرة باشاغا بوقوفه مع الغرب ضد روسيا وهو قد دخل في تحالف جديد مع القوة المسيطرة على شرق البلاد (حفتر) والتي تعد روسيا حليفها السياسي الأساسي".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "هذا الأمر يحمل رسالة واضحة من باشاغا للداخل والخارج، للداخل بأنه مهما دخل في تحالفات اقتضتها المرحلة والواقع السياسي إلا أنه لن يتخلى عن تمسكه بالمبادئ التي نادى بها منذ البداية، ورسالته للخارج بأنه حليف استراتيجي لدول الغرب في ليبيا"، حسب تقديره.
وأضاف أن "النفط هو عنصر أساسي في علاقة الدولة الليبية بالخارج لا سيما الغرب، وازدياد فاعلية هذا العنصر في المشهد الدولي بعد ارتفاع أسعاره بسبب الحرب في أوكرانيا أراد باشاغا أن يستخدم هذه الورقة في صالحه، بأن يرسل تطمينات للدول الغربية بأنه سيعوض الناقص من النفط في السوق الأوروبية".
اقرأ أيضا: باشاغا يهاجم بريطانيا ويطلب دعم الغرب مقابل النفط الليبي
وتوقع الأكاديمي الليبي أن "ينجح باشاغا في استمالة هذه الدول، لأنه هو المسيطر الفعلي الآن على منابع النفط في ليبيا وعلى موانئ تصديره، وأن الدبيبة لا يملك هذه الورقة وهو الجواد الخاسر في ورقة النفط فهو لا يسيطر إلا على مدينة طرابلس وبعض المدن المجاورة التي يقاسمه فيها باشاغا النفوذ"، كما صرح.
"بديل سياسي لحفتر"
في حين قال أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير إن "باشاغا يقدم نفسه بديلا سياسيا عن حفتر الذي تأكد فشله على كافة الأصعدة ويسير على نفس خطى الأخير في منع الانتخابات والوصول لحكومة وطنية تحقق الاستقرار ووحدة البلاد".
وحول مدى نجاح باشاغا في حشد موقف دولي مؤيد له، قال لـ"عربي21": "لا أعتقد أنه سينجح لأن النظام الدولي الآن في حالة سيولة والقوى المؤثرة فيه مشغولة بذاتها ومصالحها وحماية نفسها مما يحدث في النظام الدولي من إعادة تشكيله وترتيب القوى الكبرى فيه، مما جعل القضية الليبية تتراجع عن بؤرة الاهتمام خاصة من القوى الكبرى"، كما رأى.