هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع الهدوء النسبي الذي بدأ يسود في الأراضي المحتلة عموما، والمسجد الأقصى خصوصا، فما زالت أجواء الإحباط تنتشر في الأوساط الإسرائيلية، بزعم أن دولة الاحتلال "وقعت في الفخ"، لأن الفلسطينيين نجحوا في منع المستوطنين من تنفيذ مسيرة الأعلام، وذبح القرابين.
يسود اعتراف في محافل الاحتلال بالملكية الإسلامية للمسجد الأقصى، ما أفقد الاحتلال للكثير من النقاط التي توقفت عندها عملية "حارس الأسوار" في غزة في رمضان 2021، على اعتبار أن كل جولة تنتهي، تحدد بموجبها بداية الجولة التالية.
تسيفي يحزكيلي خبير الشؤون العربية في "القناة 13"، ذكر في حوار نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تلقت ضربة في المواجهة الأخيرة مع الفلسطينيين في المسجد الأقصى، وتم تتويجها برفع عناصر حماس لراياتهم الخضراء في رحاب الأقصى، تماما كما هو الحال في غزة، وفي المقابل ظهر سلوك الإسرائيليين بشكل عام أنهم خائفون من الفلسطينيين، مما يعني أن الوضع الإسرائيل سيئ، وليس جيدًا".
وأضاف أن "حماس تستمر في التحريض على إسرائيل لمدة 15- 20 سنة، وفي النهاية أثبتت الحركة حقيقة أن إسرائيل تخشى اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والنتيجة أننا وصلنا إلى وضع تسيطر فيه حماس على المسجد الأقصى، وتنجح في جعل الفلسطينيين يكرهوننا، ولا يقبلون وجودنا، بسبب ما فقده الجيش من الروح القتالية، وتسبب بانخفاض تدريجي لقيمة الردع الإسرائيلية أمام الفلسطينيين".
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من جهود حماس لإشعال المزيد من الجبهات
الجنرال تسفيكا فوغل القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، ذكر في حوار نشرته صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "الاستخلاص الإسرائيلي من المواجهة الأخيرة في المسجد الأقصى يشير الى أننا في كل مرة نتلقى ضربة جديدة، ومن مكان مختلف، لكنها ضربات تحاول تحطيم أرواحنا، مرة من الجنوب، وأخرى في الوسط من الضفة الغربية، وتارة ثالثة من الجبهة الشمالية".
وأضاف أن "إسرائيل مطالبة بألا تتجاهل الصفعة التي واجهتها في المواجهة الأخيرة، بما في ذلك انضمام فلسطينيي48 لهذه الموجة، خاصة وأنهم "يعدون لنا مفاجأة"، في ضوء ما يمتلكون أكبر قدر من الأسلحة، ما يعني أن هذا السلاح سيخرج يومًا ما في شوارعنا، مع وجود أغلبية بين صفوفهم لا يحبون إسرائيل، ولا يلتزمون بقوانينها، وكل ما يحتاجونه فقط قطرة وقود كي تشتعل النيران في المعسكر".
تشير هذه الاعترافات الإسرائيلية إلى أن دولة الاحتلال أمام مواجهة لم تكن محسوبة، الأمر الذي يعني أنها ما زالت تستخلص أخطاءها وإخفاقاتها من الجولة الأخيرة، دون وجود ضمانات بألا تتكرر هذه الأخطاء في ضوء ما حصله الفلسطينيون من إنجازات لا تخطئها العين، سواء على الصعيد العسكري أو المعنوي، وهو ما قابله تراجع وتدهور في الأمن الإسرائيلي، بما أظهر دولة الاحتلال في وضع لا تحسد عليه البتة، وباعتراف جنرالاتها وساستها أنفسهم!