هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نظم صحفيون مصريون وقفة احتجاجية – لأول مرة منذ نهاية عام 2017 – في حفل تأبين مراسلة قناة الجزيرة التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في 11 أيار/ مايو من الشهر الجاري أثناء تغطية ميدانية في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
ونظمت نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة، حفل تأبين للشهيدة أبو عاقلة، مساء الثلاثاء، ورفعت الأعلام المصرية والفلسطينية، بحضور نقيب الصحفيين الحالي ضياء رشوان والأسبق يحيى قلاش، وأعضاء حاليين وسابقين بمجلس النقابة، والسفير الفلسطيني بمصر دياب اللوح وعدد من ممثلي النقابات.
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 17, 2022
تزعّم الهتافات في النقابة عدد من الصحفيين والصحفيات من بينهم خالد البلشى وعمرو بدر وهشام يونس ومحمود كامل ومحمد سعد عبد الحفيظ وخيرية شعلان، ورددوا هتافات مناوئة للاحتلال الإسرائيلي.
— Mada Masr مدى مصر (@MadaMasr) May 17, 2022
وردد الصحفيون، لأول مرة منذ 5 سنوات، هتافات تندد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، واغتيال أبو عاقلة أثناء تأديتها واجبها الصحفي، مثل: "من القاهرة للقدس الحرة.. التغطية مستمرة"، و"فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية"، و"بنرددها جيل وراء جيل.. بنعاديك يا إسرائيل"، و"تسقط تسقط إسرائيل"، و"من القاهرة لجنين.. ألف تحية لروح شيرين"، و"التغطية مستمرة".
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 17, 2022
ومع اشتداد القبضة الأمنية ومطاردة الصحفيين واعتقالهم، وفرض حراسة أمنية مشددة، تقلصت الوقفات الاحتجاجية أمام وفي محيط نقابة الصحفيين يوما تلو الآخر، كان آخرها في كانون الأول/ ديسمبر عام 2017، الذي شهد وقفة احتجاجية على نقل واشنطن سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وقبلها وقفة منتصف العام ذاته؛ رفضا لتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وتعد مصر إحدى أسوأ الدول في سجن الصحفيين على مستوى العالم بوجود عشرات الصحفيين وراء القضبان، وفق لجنة حماية الصحفيين الدولية، كما أنها تحتل المرتبة الـ166 من بين 180 دولة في حرية الصحافة، بحسب التصنيف الدولي لحرية الصحافة للعام 2021.
اقرأ أيضا: تعرف إلى مؤشر حرية الصحافة الجديد.. العرب في مراكز متأخرة
وطالب الصحفيون وضع ملف الشهيدة شيرين أمام المحكمة الجنائية الدولية لجلب المجرمين للمحاكمة والقضاء الدولي، ووقع أكثر من ألفين صحفي على عريضة في 24 ساعة؛ للمطالبة بمقاضاة قتلة أبو عاقلة وتقديمهم للمحاكمة.
ورحب أعضاء مجلس النقابة باقتراح نقيب الصحفيين، ضياء رشوان، إنشاء جائزة ضمن جوائز الصحافة المصرية باسم الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، باسم "جائزة الصحفية شيرين أبو عاقلة لتغطية شؤون الوضع الفلسطيني".
وكشف ضياء، خلال حفل التأبين، اعتزام النقابة إضافة ركن يوضع فيه تماثيل صغيرة بأسماء شهداء الصحافة بما فيهم شيرين أبو عاقلة، متعهدا بعدم المساس "بجرافيتي" شهداء الصحفيين المرسوم على واجهة النقابة التي تجري بها أعمال تجديد وصيانة منذ سنوات.
وذكًر نقيب الصحفيين بقرارات الجمعيات العمومية المتعاقبة للنقابة التي تحظر كل أنواع التطبيع مع كل ما يخص الكيان الصهيوني، قائلا: "أي مطبع لن تطأ قدماه سلم نقابة الصحفيين".
وأوضح أن النقابة لم تتخاذل يومًا عن معاقبة ومحاسبة كل من يخترق قرار حظر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن رشوان أيضا عن فتح حساب بنكي جديد لدعم جهود وإجرائات مقاضاة دولة الاحتلال في كل المحاكم الدولية والجنائية، بالتعاون مع كل المنظمات، وعلى رأسها اتحاد الصحفيين العرب، لافتا إلى أن النقابة قامت خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية بفتح حساب لدعم القضية الفلسطينية وإرسال التبرعات لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.
رفض التطبيع مع الاحتلال
وشهد الحفل إلقاء السفير الفلسطيني ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري ومندوبي وفود العديد من النقابات من بينها المحامين والفنانين كلمات تؤكد رفضهم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بملاحقة المتورطين في اغتيال أبو علاقة وتقديمهم للمحاكمة، ورفضهم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت أي مسمى.
في هذا الصدد، أكد الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة الفنانين التطبيع مع الاحتلال، متوعدا أن شخص يحاول التطبيع "بأن يكون مصيره إلى مزبلة التاريخ"، وأن "النقابة سوف تعاقب كل من يتورط في هذا الأمر وسيأتي العقاب من الشعب قبل النقابة"، مؤكدا أن "اغتيال شيرين أبو عاقلة كشف خسة العدو الصهيوني".
وأشاد بدور أبو عاقلة: قائلا" شيرين كانت صوت الحق طوال مشوارها في المهنة، وباستشهادها كان كاشفا للحقيقة، وأود أن أطمئن نقيب الصحفيين إذا قام أي فرد عضو نقابة بالتطبيع فتأكد فإن الشعب سوف يتخذ قراره قبل أن تتخذ النقابة أي قرار، والشعب سابق حركة نقابته في هذه القضية".
ممثل نقابة المحامين مجدي سخي وصف أبو عاقلة بأنها "أبرز صحفية في العالم العربي، تضمنت حياتها تغطية الأحداث الفلسطينية الكبرى وتحليل السياسة الإسرائيلية، وكانت تقاريرها الحية مثار اهتمام الكثيرين وألهمت الكثير من العرب متابعة القضية، ورافقت جميع أحداث القضية خلال ربع قرن وكانت أول صحفية عربية بدخول سجن عسقلان حيث أجرا مقابلات حصرية مع الأسرى".
فيما أعربت رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، مشيرة خطاب، رفضها إزدواجية المعايير الدولية في التعامل مع انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وقالت: "نرفع صوتنا لكشف إزدواجية المعايير في تطبيق حقوق الإنسان، وهي إزدواجية صارخة، وانتهاكات إسرائيل تقع على آذان صماء".
وأضافت: "هذه جريمة يجب التوقف أمامها وأن ننتهز هذه المناسبة لإعادة الزخم للقضية الفلسطينية والمطالبة بتحقيق دولي شفاف وعلني في ظروف اغتيال وشيرين أبو عاقلة وأن نضع يدنا في أيدي بعضنا البعض كي يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة ولا أقلها الحق في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمته القدس الشريف، وألا نغض الطرف عن التحقيق الدولي".
واغتيلت أبو عاقلة صباح يوم الأربعاء 11 أيار/ مايو 2022، وقال رئيس مكتب الجزيرة في فلسطين، وليد العمري، إن شيرين ارتقت بعد إصابتها برصاص قناص إسرائيلي خلال تغطيتها الأحداث في جنين، مؤكدا أن الاحتلال تعمد اغتيالها في موقعها الذي لم يكن فيه أي اشتباك بين مقاومين وبين قوات الاحتلال.