هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلقت، صباح الأربعاء، عملية الاقتراع في انتخابات مجلس طلبة "جامعة بيرزيت" بالضفة الغربية المحتلة، وسط تدخل لقوات الاحتلال التي اعتقلت قيادات طلابية ووجهت رسائل تحذير لأولياء أمور طلبة بعدم التصويت لصالح "الكتلة الإسلامية".
وعقب مناظرة طلابية بين الفصائل وخاصة بين أنصار حركتي "حماس" و"فتح"، اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية مجموعة من "الكتلة الإسلامية"، الإطار الطلابي لـ"حماس".
وأكد مكتب إعلام الأسرى في بيان له وصل "عربي21"، أن "وحدة إسرائيلية خاصة"، اعتقلت سبعة من قيادات الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، من داخل أحد منازل قرية دورا القرع شرقي رام الله، والطلاب هم: معتصم زلوم (منسق الكتلة)، عبد الرحمن علوي، عبد المجيد حسن، ضياء زلوم، محمد الفاتح، محمد عرمان، وسام ترك.
وعن الأوضاع داخل جماعة بيرزيت خلال عملية الاقتراع الجارية،
أكد ممثل "الكتلة الإسلامية"، أسيد القدومي، أن "هناك إقبال كبير من قبل الطلاب على المشاركة في انتخابات مجلس الطلبة"، مضيفا: "العملية الانتخابية تجري بسلاسة تامة حتى الآن"
واعتبر في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "هذا الإقبال الكبير، هو رسالة تحدي للاحتلال الذي حاول من خلال الاعتقال إرهاب الزملاء الطلاب، فكان رد الطلبة الإقبال على العملية الانتخابية دون تردد".
وأوضح القدومي، أن "فرز الأصوات يتم بعد إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة الرابعة عصرا، وذلك في حال لم يتم تمديد فترة التصويت بالتنسيق مع اللجنة التحضيرية"، مثمنا دور إدارة جامعة بيرزيت التي "وقفت كطرف محايد على مسافة واحدة من جميع الأطراف".
وبحسب متابعة "عربي21"، فقد وصلت للعديد من أولياء أمور الطلبة أمس، رسائل تهديد على أجهزتهم الخلوية يرجح أنها من قبل جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل ثني أبنائهم عن التصويت لصالح حركة "حماس".
وجاء في نص تلك الرسالة: "غدا ستقام انتخابات الطلبة في جامعة بيرزيت، لمعلومتك أن تصويت ابنك/بنتك للكتلة الإسلامية يعد كنشاط حماس، حيث يعطينا الحق بالتعامل وفق القانون (الاحتلالي)".
اقرأ أيضا: الاحتلال يشن اعتقالات بالضفة تخللتها اشتباكات في جنين
وتتنافس على مقاعد مجلس الطلبة البالغ عددها 51 مقعدا، 5 كتل طلابية هي: الكتلة الإسلامية، "الشبيبة" التابعة لـ"فتح"، كتلة "الوحدة الطلابية" التابعة للجبهة الديمقراطية، "القطب الطلابي التقدمي" التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و"كتلة اتحاد الطلبة" المدعومة من أحزاب يسارية.
وافتتحت صناديق الاقتراع الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم وتستمر حتى الرابعة بعد العصر، علما بأن هذه الانتخابات تأتي بعد انقطاع استمر عامين، وهي تحظى باهتمام فصائلي كبير، لما تعكسه من قوة حقيقة للفصائل في الشارع الفلسطيني".
بدورها، أدانت "الكتلة الإسلامية" ملاحقة الاحتلال لكوادرها وطلابها في جامعة بيرزيت، مؤكدة أن هذه الاعتقالات "لن تزيدهم إلا قوة وعزما على تحدي الاحتلال وكسر جبروته".
وأوضح المتحدث باسمها إبراهيم سعود، في مؤتمر صحفي بمشاركة الأطر الطلابية الأخرى في جامعة بيرزيت عقب الاعتقالات، أن "اختطاف الاحتلال ثمانية من كوادر الكتلة عشية انتخابات مجلس الطلبة، هو خطوة استباقية لخلط الأوراق وإرباك المشهد الانتخابي".
ولفت إلى عزم كتلته على إنجاح الانتخابات، معتبرا أن ذلك هو الرد الحقيقي على إجراءات الاحتلال، وقال: "اعتقال قيادات الكتلة لن يفت في عضدنا، ومعركة شعبنا مع الاحتلال مفتوحة حتى تحقيق النصر والحرية والعودة".
ونبه إلى أن "طلاب بيرزيت وأبناء الكتلة أثبتوا في كل مرة أنهم على قدر التحدي، وطالما أفشلوا مخططات الاحتلال بوعيهم وثباتهم ووحدتهم والتفافهم حول الحركة الطلابية"، وقال: "يأبى الاحتلال إلا أن يسمم الأجواء الانتخابية في جامعتنا باعتداءاته البغيضة على رجالنا في الميدان، في محاولة يائسة لوقف مسيرتنا".
وذكر سعود، أن "الاحتلال باعتقاله قادة وكوادر الكتلة يهدف إلى ترهيب الطلبة وضرب العملية الانتخابية"، داعيا الطلاب إلى المشاركة الكبيرة في العملية الانتخابية.
وفي قراءته لدلالات ما حدث في جامعة "بيرزيت" من قبل جيش الاحتلال، أكد رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية التابع لجامعة القدس، أحمد عوض، أن "الهدف المباشر للاحتلال، هو التشويش على العملية الانتخابية، إضافة إلى محاولة التدخل فيها وإثارة الفتنة بين الأطر الطلابية".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "اعتقال النشطاء من الطلاب، هو جزء من الهجمة وموجة الاعتقالات الكبيرة (يطلق عليها الاحتلال عملية "كاسر الأمواج") التي تشنها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة".
ورجح عوض، فشل الاحتلال في التشويش على هذا المشهد الانتخابي، لأن "جامعة بيرزيت تعودت على مثل هذه الإجراءات من قبل الاحتلال ويمكنها تجاوز هذه الأمر، كما أن الطلاب لديهم الخبرة لتجاوز هذا الأمر ولديهم البدائل"، مؤكدا أن "حملة الاعتقالات ضد الطلاب (من عناصر الكتلة الإسلامية) لن يؤثر على حجم المساندة والدعم لهذا التنظيم أو ذاك، وبالتالي فإن ما فعله الاحتلال لن يؤثر على المشهد على الإطلاق، بل قد تتحول حملة الاعتقالات إلى دافع لدى الطلاب لإنجاح هذه الانتخابات وإثبات قدرتهم على خلق البدائل".