هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرًا، كشف فيه عن الغاية من الزيارة التي أداها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن كلا من اليابان وأستراليا والهند اختارت الانضمام إلى التحالف المناهض للصين، بينما امتنعت دول جنوب شرق آسيا عن اتخاذ مثل هذه الخطوة في الوقت الحالي، بسبب المصالح التي تجمعها مع الصين.
وذكر الموقع أن الهدف الرئيسي من قيام بايدن بهذه الجولة هو شن هجوم دبلوماسي ضد الصين، وتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ المعلن عنها من طرف سلفه دونالد ترامب. عمومًا، تسعى الولايات المتحدة إلى احتواء النفوذ الاقتصادي والتوسع العسكري للصين، باعتبار أنه يهدد التواجد الأمريكي في آسيا. وقد كشفت جولة جو بايدن عن استعداده لتطويق الصين اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.
في قمة المجموعة الرباعية "كواد"، كشف بايدن بشكل لا لبس فيه عن رغبة الولايات المتحدة قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وعدم السماح بتحول هذه المنطقة إلى إقطاعية للصين. وخلال جولته، عرض الرئيس الأمريكي أكثر من مرة خريطة أمريكا والصين، موضحًا أن هاتين الدولتين ليستا قوتين عالميتين رائدتين فحسب، بل هما قوتان متنافستان مصالحهما متضاربة، وتتبنيان قيما ونماذج تنمية مختلفة.
وأشار الموقع إلى أن قمة المجموعة الرباعية المنعقدة في طوكيو تُمثّل خطوة نحو تحقيق رؤية منطقة المحيطين الهندي والهادئ، القائمة على مبدأ الانفتاح والحرية والأمن المغايرة للعالم الصيني الذي يسود فيه غياب القانون، وذلك حسب ما تزعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها.
عقب الاجتماع، قرّر المشاركون في القمة -الذين قدموا أنفسهم على أنهم "قوى الخير"- استثمار 50 مليار دولار في تطوير البنية التحتية الإقليمية في السنوات الخمس المقبلة، وإقامة شراكة المحيطين الهندي والهادئ للتوعية بالمجال البحري.
اقرأ أيضا: هل نشهد "نظاما عالميا جديدا".. ما هو شكله؟
يهدف إنشاء شراكة المحيطين الهندي والهادئ للتوعية بالمجال البحري إلى ترقب حركة السفن الحربية الصينية وقوارب الصيد، وبالتالي زيادة الضغط على بكين. ومن غير المستبعد معارضة بكين لمثل هذه المبادرة.
تعليقًا على ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين: "نظرا إلى كونها طرفًا في الاتفاقيات البحرية الهامة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تفي الصين دائمًا بالتزاماتها بموجب القانون الدولي".
وأضاف وانغ وين بين: "تحث الصين الأطراف المعنية على عدم توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة، أو إنشاء وحدات، أو إثارة مواجهة تكتلية، باعتبار أن ذلك يهدد بإقامة نظام بحري مشترك يسوده السلم والاستقرار".
أعرب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، يون سوك يول، عقب المفاوضات التي جمعته مع نظيره الأمريكي خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، عن رغبة بلاده الانضمام إلى المجموعة الرباعية، حاثًا بكين على اتخاذ خطوة مماثلة.
إلى جانب تعزيز العلاقات الدفاعية مع المجموعة الرباعية المناهضة للصين، التي تستعد كوريا الجنوبية للانضمام إليها، دعا جو بايدن خلال جولته الآسيوية دول المنطقة إلى دعم مبادرة إنشاء "إطار العمل الاقتصادي من أجل الرخاء في منطقة المحيطين الهادئ والهندي"، التي تهدف إلى تأسيس تحالف اقتصادي مناهض للصين في منطقة المحيطين، ومنعها من إرساء تعاون تجاري مع الشركاء الآسيويين وحلفاء الولايات المتحدة هناك.
يقوم النموذج الاقتصادي "الصداقة ضد الصين"، الذي روج له بايدن خلال جولته الآسيوية، على إنشاء سلاسل توريد للسلع ذات الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تكون مستقلة عن الصين، فضلا عن اعتماد معايير مشتركة تمليها الولايات المتحدة في مجالات عديدة أهمها الطاقة النظيفة والبنية التحتية والتجارة الرقمية.
وعلى عكس المفهوم الصيني للأسواق المفتوحة الخالية من الحواجز الجمركية، الذي يفصل بين السياسة والاقتصاد، يُقدّم جو بايدن للحلفاء مفهوما جديدا للشراكة يقوم على التضحية المتبادلة، أي أنه من أجل إقامة تحالفات مع أمريكا، يتعين على الحلفاء الآسيويين التضحية بالعلاقات مع الصين.
في المقابل، لم تبدِ الولايات المتحدة استعدادًا لاتخاذ خطوات تُمكّن شركاءها في الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ من الوصول إلى الأسواق الأمريكية.
وأشار الموقع إلى أن تصريح جو بايدن بشأن تايوان يعكس بالنسبة للبعض استعداد الولايات المتحدة للدخول في نزاع مسلح مع الصين. وفي محاولة للتحكم في التأويلات، قال المسؤولون الأمريكيون إن تصريحات بايدن بشأن تايوان فُسّرت بشكل خاطئ، داحضين نية واشنطن التخطيط لحرب ساخنة مع الصين.
وفي نهاية التقرير، نوه الموقع بأن سور جو بايدن العظيم المناهض للصين أصبح حقيقة جلية للعيان، غير أن الثغرات التي تشوبه تمكن الصين -بمساعدة روسيا أو من دونها- على الصمود أمامه، دون التخلي عن القيادة الإقليمية لصالح الولايات المتحدة.