تقارير

أكاديمية اللاجئين الفلسطينيين ودورها في تثبيت الهوية الوطنية

أكاديمية دراسات اللاجئين.. جهد علمي فلسطيني لمواجهة رواية الاحتلال عن فلسطين
أكاديمية دراسات اللاجئين.. جهد علمي فلسطيني لمواجهة رواية الاحتلال عن فلسطين

ثمة نتاجات متشعبة للشعب الفلسطيني على المستوى الفردي والجمعي وكذلك المؤساساتي كالجامعات والمعاهد والأكاديميات؛ وتشكل بمجملها الهوية الوطنية الفلسطينية وتحافظ على صيرورتها لمواجهة المحاولات الإسرائيلية لتغييبها وطمسها؛ وفي هذا السياق نستحضر دور أكاديمية دراسات اللاجئين الفلسطينيين وظروف نشأتها وأهدافها الإستراتيجية بالاعتماد على والعلم؛ بغرض التفوق المعرفي أولاً والانتصار على المحتل الإسرائيلي والتصدي لرواياته المزيفة حول احتلال واغتصاب  فلسطين وطرد شعبها بقوة المجازر الصهيونية المنظمة .

النشأة والإطار المعرفي

تأسست أكاديمية اللاجئين الفلسطينيين في عام 2010 في العاصمة البريطانية لندن، متخصصة في تدريس كل ما يتعلق بقضايا اللاجئين الفلسطينيين افتراضياً من خلال أكاديميين متخصصين ولهم باع في المحاضرات الموضوعة بشكل منهجي ومدروس ؛وتقدم الأكاديمية درجات الدبلوم في مساقات أكاديمية مثل الدراسات الفلسطينية ودراسات اللاجئين، كما تقدم دورات في مواضيع اللاجئين، والتنمية البشرية، ودراسات بيت المقدس، ودراسات الأسرى والتراث الشعبي. 

وقد تخرج أكثر من (1500) طالب وطالبة من الأكاديمية من أكثر من 30 دولة حول العالم، وسبق لها تقديم دورات في دول الخليج العربي والأردن ولبنان وسوريا والمغرب وأوروبا. وتبعاً لأهدافها ونشاطها؛ تعتبر الأكاديمية قفزة نوعية في التعاطي مع قضية اللاجئين الفلسطينيين، لتعيد طرح قضيتهم بإطار أكاديمي وعرفي وعلمي، لخدمة حق الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي الوحيد فلسطين، كما يشكل نشاط الاكاديمية حراكاً ثقافياً ممنهجاً حول ثقافة العودة،ويخدم في ذات الوقت فئات كبيرة من العرب والمسلمين والأوروبيين من خلال اطلاعهم على تفاصيل القضية الفلسطينية المتشعبة، ومنها؛ اللاجئون؛ القدس؛ الاستيطان؛ الموارد المائية الفلسطينية؛ وقد دعم ذلك بحقائق ومعطيات إحصائية.

وتعتمد الأكاديمية نظام التعلم عن بعد القائم على الفصول الافتراضية، ويقوم هذا النظام على برنامجين: البرنامج الأول نظام الفصول الافتراضية: وتقوم فكرة هذا النظام على وجود فصل دراسي افتراضي، يدخل الدارس لهذا الفصل بعد تسجيله للدراسة في الأكاديمية، يرى الطالب المحاضر ويسمع صوته، ويتواصل معه ومع زملائه ويرى المدرس عدد الدارسين ويرى أسماءهم، كما أنه يستطيع أن يستخدم أدوات تدريس مختلفة، مثل السبورة والقلم، وقد يستخدم العروض التقديمية، ويستطيع فتح المواقع الالكترونية، كما يمكنه استعراض أي ملف من سطح المكتب أومن أي مكان آخر، كما يمكنه استخدام شاشة بيضاء كسبورة، يكتب ويرسم ويخطط عليها والبرنامج اسمه ZOOM . 

 

ثمة نتاجات متشعبة للشعب الفلسطيني على المستوى الفردي والجمعي وكذلك المؤساساتي كالجامعات والمعاهد والأكاديميات؛ وتشكل بمجملها الهوية الوطنية الفلسطينية وتحافظ على صيرورتها لمواجهة المحاولات الإسرائيلية لتغييبها وطمسها.

 



أما البرنامج الثاني فهو نظام إدارة التعلم عن بعد: حيث يخصص هذا النظام لرفع تسجيل الفيديو الخاص بالمقررات عليه، كما يتم رفع المراجع المعتمدة للمقررات، كما يتم تفريغ المحاضرات ورفعها كذلك، كما يستخدم هذا النظام في رفع أسئلة الاختبار عليه، ويدخل الدارسون ويقدمون الاختبارات التفاعلية ويحصلون على النتيجة مباشرة، كما يوجد منتدى للدارسين، ويوجد بريد الكتروني لكل دارس يرسل ويستقبل من خلاله رسائل وتعليمات الإدارة، ويتواصل مع زملائه، كما يمكن وضع أي إعلان أو توجيه للدارسين في صفحات النظام.

برامج أكاديمية اللاجئين

تتفرع برامج أكاديمية دراسات اللاجئين الى أقسام عدة؛ ومنها الدبلومات الأكاديمية: وهي شهادة دبلوم تمنحها الأكاديمية ؛ومدتها سنة دراسية كاملة، وتتكون من فصلين ومنها؛ دبلوم الدراسات الفلسطينية؛ ودبلوم دراسات اللاجئين؛ فضلاً عن الدورات المكثفة؛ وهي دورات تقدمها الأكاديمية مدتها ثمانية أسابيع تقريبا، تدرس خلالها قضايا مختلفة من أبعاد القضية الفلسطينية، ومنها؛ دورة دراسات اللاجئين؛ ودورة التنمية البشرية؛ دورة دراسات بيت المقدس؛ دورة دراسات الأسرى؛ دورة التراث الشعبي. 

كما تقوم الأكاديمية بدورات ومحاضرات وورش عمل المباشرة؛ ناهيك عن تقديم الدورات والمحاضرات المباشرة في أي مكان أو دولة، حسب حاجة الدولة، ومثالاً على ذلك قدمت دورات في الخليج والأردن ولبنان وسوريا والمغرب وأوروبا؛ وتسعى الأكاديمية من خلال برامجها المختلفة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف؛ ومن اهما؛ بناء مساحة معلوماتية أكاديمية واسعة لدى الشريحة الأوسـع من الناس حول القضية الفلسطينية؛ وتأهيل وتدريب مختصين في دراسات اللاجئين الفلسطينيين؛ وكذلك إظهار معانات اللاجئين والأسرى والمقدسيين؛ فضلاً عن دراسة قضية بيت المقدس وقدسيته وتبيان الخطر الذي يتهددها؛ ونشر ثقافة حق العودة وأدبيات ومفردات قضايا اللجوء واللاجئين؛ إظهار معاناة اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم بالحقائق والارقام؛ وتقوم الأكاديمية بنشر وتبني الدراسات الأكاديمية حول اللاجئين الفلسطينيين، ومن صلب اهداف برامج الاكاديمية تعميق مبدأ التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ووطنهم فلسطين.

وتقوم أكاديمية اللاجئين الفلسطينيين بتنفيذ برامجها ومشاريعها من خلال؛ عقد البرامج الأكاديمة في بيئة التعلم الافتراضي، مستخدمةًً أفضل وأحدث البرامج المستخدمة في ذلك؛وعقد الدورات التدريبية الميدانية؛وطباعة الكتب والمناهج الدراسية وتوزيعها وفق سياسة توزيع مدروسة؛ وإتاحة مجموعة من الكتب والبرامج الكترونياً؛ ومن اصدارات الاكاديمية المتوفرة على موقعها الخاص؛ كتاب تعريف اللاجئ الفلسطين؛كتاب المدخل لقضية اللاجئين الفلسطينيين؛كتاب اللاجئ الفلسطيني من الاقتلاع إلى العودة.

ويبقى القول إن نشأة وأداء أكاديمية اللاجئين الفلسطينيين خلال الفترة (2010- 2022)؛ يعتبر بحد ذاته إضافة معرفية وعلمية حول القضية الفلسطينية والمتابعين لتطوراتها، والأهم من ذلك أنها تعتبر رافداً هاماً لصيرورة الهوية الوطنية الفلسطينية والحفاظ عليها من مخططات الطمس والتغييب الاسرائيلية.

*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا 


التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم