هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انعكست تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول مشروع إعادة مليون
لاجئ سوري إلى بلادهم، على حركة سوق العقارات في مناطق العمليات التركية (درع
الفرات- غصن الزيتون- نبع السلام) شمال سوريا.
وتعتزم الحكومة التركية تجهيز نحو 100 ألف منزل من الطوب قبل نهاية
عام 2022، عملا بتعليمات الرئيس أردوغان، وبإشراف من رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث
التركية "آفاد".
ومع بدء الحديث عن إعادة اللاجئين، نشط سوق العقارات في مناطق العمليات
التركية، حيث ارتفعت نسبة الطلب على شراء المنازل، كما ازداد ظهور المشاريع
السكنية في المنطقة.
وقال المستثمر العقاري صالح أبو بلال، إن سوق العقارات في الشمال
السوري، قبيل الحديث عن إعادة اللاجئين كان يتسم بالركود، نظرا للأوضاع الاقتصادية
الصعبة التي يعاني منها معظم أهالي المنطقة.
وأوضح لـ"عربي21"، أن الإقبال على شراء العقارات زاد
بنسبة تصل إلى 25 بالمئة بعد الإعلان عن الخطة التركية، وزادت مشاريع الإنشاء في
المناطق التي حددتها الحكومة التركية بنسبة تصل إلى 20 بالمئة.
وأرجع المستثمر العقاري سبب الإقبال على شراء المنازل، لوجود مخاوف
لدى الأهالي من عدم إمكانية الحصول على منازل في مراكز المدن في حال بدء تنفيذ
مشروع إعادة اللاجئين، إضافة لتفضيل الكثير من العائلات البقاء ضمن المراكز
الرئيسة للمدن عن السكن في مناطق نائية ولا تزال غير معلومة.
وشدد على أنه "في حال تنفيذ أولى
خطوات إعادة اللاجئين ستكون هناك طفرة كبيرة في سوق العقارات في الشمال السوري".
وبين أن الكثير من الأشخاص كان لديهم عقارات معروضة للبيع، لكن تم إيقاف
عمليات البيع خوفا من أن تتضمن قوائم إعادة اللاجئين أسماء بعض من أصحاب المنازل.
وأضاف: "بدأ أصحاب المنازل بتجديد
عقود الإيجار بشكل شهري خوفا من أن تكون أسماؤهم ضمن قوائم الإعادة، حيث يفضل
الكثير العودة إلى منزله عن العودة إلى بيوت مؤقتة".
ونبه إلى أن نشاط حركة العقارات في
الفترة الحالية مرتبط بشكل كبير بالمهجرين من المحافظات السورية، واللاجئين
المتواجدين في تركيا، مشيرا إلى أن القوانين النافذة في المنطقة تتيح شراء
العقارات للمغتربين عن طريق عمل وكالة لأحد الأقارب.
ووفق إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فقد
ارتفع عدد من يحتاجون للمساعدات في سوريا إلى 14.6 مليون شخص، كما أن 76 في المئة
من الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، ويشكل النازحون داخل سوريا 37
في المئة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
اقرأ أيضا: ما تفاصيل مشروع أردوغان لإعادة مليون لاجئ إلى سوريا؟
الشراء عبر الاستدانة
وخلقت تصريحات المسؤولين الأتراك المتكررة، حول إعادة مليون لاجئ سوري
إلى المنطقة الآمنة في شمال سوريا قبل نهاية عام 2022، مخاوف كبيرة لدى اللاجئين،
في ظل خشية تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية بحق اللاجئين داخل أوساط المجتمع التركي.
إبراهيم الحسين، لاجئ سوري يعيش في ولاية قيصري التركية، قال
لـ"عربي21" إنه تواصل مع أقربائه في الاتحاد الأوروبي، ليطلب منهم مبلغا
يساعده على شراء منزل في الشمال السوري، ليكون لديه مكان يعيش فيه، دون أن يضطر للذهاب إلى مسقط رأسه في معرة النعمان بريف إدلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وأوضح أن سعر المنزل في مدينة الباب بريف حلب، يتراوح بين 7500 دولار
وعشرة آلاف دولار، لكنه لا يملك حتى نصف المبلغ، كما أنه يرفض العودة للسكن في
المخيمات أو ضمن أماكن معزولة.
وكان الرئيس التركي، قد أعلن في وقت سابق، عن عودة نحو 500 ألف سوري إلى
المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سوريا عام 2016.
وسينفذ المشروع التركي لإعادة اللاجئين السوريين في 13 منطقة على
رأسها أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين، بالتعاون مع المجالس المحلية في
تلك المناطق.
ولفت الرئيس أردوغان، إلى أنه تم إنجاز 57 ألفا و306 منازل في الشمال
السوري، ضمن الحملة الرامية لبناء 77 ألف منزل، بدعم من منظمات مدنية وتنسيق من
إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد".