هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يخشى الإسرائيليون من سيناريو "الدولة الواحدة" كحل حتمي للصراع مع الفلسطينيين في أعقاب فشل "حل الدولتين"، واستمرار الوضع المؤقت للحدود مع الضفة الغربية المحتلة، وما يعنيه ذلك من استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني.
ودأب الاحتلال على إقامة المزيد من البؤر الاستيطانية غير القانونية، ومع الوقت أصبحت مستوطنات كبيرة وواسعة، والنتيجة حصول حالة من الفوضى الأمنية والسياسية، بسبب انعدام التفكير الاستراتيجي والتردد في اتخاذ قرارات طويلة الأمد.
الكاتب في صحيفة معاريف، غيرالد شتاينبيرغ ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن "النتيجة المستقبلية غير المخطط لها للسلوك الإسرائيلي في الضفة الغربية هي التحول التدريجي للمنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط إلى كيان سياسي واحد، سكانه اليهود والفلسطينيون متساوون في العدد تقريباً، ومع مرور الوقت سينظر العالم لهذه الدولة، إسرائيل، بأنها استيطانية واستعمارية وتطبق نظام فصل عنصري، ورفع شعارات ذات مسميات خاصة بالقانون الدولي من أجل تبرير شيطنة إسرائيل".
وأضاف أن "السياسة الإسرائيلية المتبعة في الأراضي الفلسطينية يتم توظيفها لتشجيع كراهيتها من خلال حملات المنظمات غير الحكومية، والإبقاء على صورتها المشوهة التي يروجها الفلسطينيون، دون أن يتوفر لإسرائيل أي إجراءات يمكن اتخاذها لاستبدال الوضع القائم، دون أن يكون المقصود تقديم خطة سلام خيالية أخرى، بسبب وجود كمية كافية من الغبار على خطط السلام المتوفرة على رفوف الدبلوماسيين والأكاديميين حول العالم".
اقرأ أيضا: لماذا لم يغير بايدن الموقف الذي اعتمده ترامب تجاه المستوطنات؟
ويعود التخوف الإسرائيلي من الوضع الراهن في الأراضي المحتلة بسبب تقارب أعداد الفلسطينيين واليهود، مما يحمل عواقب ليست سهلة على المشروع الصهيوني، وهو ما يسعى إليه الفلسطينيون، وفق التصور الإسرائيلي، وهذا يصب في مصلحة التيارات المعادية للصهيونية، التي ترى تطوير إطار "الدولة الواحدة" من النهر إلى البحر كخيار مفضل لها، الأمر الذي سيترك تأثيره على صورة دولة الاحتلال حول العالم.
ويتفق الإسرائيليون على ما يعتبرونها الضرورة الاستراتيجية لغور الأردن، والكتل الاستيطانية القريبة من الخط الأخضر، وداخل السياج الأمني، وكذلك المنطقة (ج) الخاضعة وفقًا لاتفاقيات أوسلو للسيطرة الإسرائيلية، وهي منطقة ذات أهمية إستراتيجية قصوى، ولذلك فإن بقاء الأمور على حالها دون اتخاذ سياسة إسرائيلية واضحة، سيجعل النتائج أكثر صعوبة على دولة الاحتلال في المستقبل.
في الوقت ذاته، تتزامن هذه المخاوف الإسرائيلية من استمرار الوضع القائم في الضفة الغربية، من ناحية عدم ترسيم الحدود، مع زيادة الأحاديث عن أفول حل الدولتين، وظهور بديل حل الدولة الواحدة، التي تضمن تفوقا سكانيا فلسطينيا، وتحول تلك الدولة مع مرور الوقت إلى نظام فصل عنصري، يضطهد الفلسطينيين، ويميز ضدهم، الأمر الذي سيجعلها عرضة للعقوبات الدولية، وربما محاصرتها، أسوة بما كان عليه الحال مع جنوب أفريقيا في ثمانينات القرن العشرين.