حقوقي: ابن سلمان حوّل السعودية لدولة بوليسية بامتياز
عربي21 - طه العيسوي24-Jun-2210:21 AM
2
شارك
عربي21
قال المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان، خالد إبراهيم إن "الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى السعودية، سوف تساهم في تدهور أوضاع حقوق الإنسان في المملكة؛ لأنها لا تضع هذا الملف كأولوية بالنسبة لها"، مشيرا إلى أن "مواجهة الارتفاع الحاد في أسعار النفط الخام والغاز، هو الهدف الرئيسي لهذه
الزيارة".
ووصف، في مقابلة خاصة مع
"عربي21"، الموقف الأمريكي من قضية اغتيال خاشقجي بأنه "غامض وغير
واضح"، مضيفا: "لا شك أن ولي عهد السعودية هو المسؤول الأول عن قتل
خاشقجي، بناء على المعلومات الموثقة المتوفرة لدينا، وأتمنى ألّا تتجه واشنطن
لفتح صفحة جديدة مع ولي العهد، محمد بن سلمان، ونسيان الماضي".
وأشار إبراهيم إلى أنه "منذ تسلم
محمد بن سلمان ولاية العهد، نجح في تحويل السعودية إلى دولة بوليسية بامتياز، تجري
فيها الإعدامات وتُصادر فيها الحريات، حتى وصلت حالة حقوق الإنسان إلى الحضيض، وهو
شيء لم يسبق أن رصدناه في تاريخ السعودية المعاصر".
يشار إلى أن البيت الأبيض كان قد أعلن
مؤخرا أن بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 تموز/
يوليو المقبل، تشمل السعودية والأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
وقالت متحدثة البيت الأبيض، كارين جان
بيير؛ إن زيارة بايدن إلى السعودية "جاءت تلبية لدعوة الملك سلمان"
لحضور قمة سياسية، ستعقد بمدينة جدة في 16 تموز/ يوليو المقبل، تجمع قادة دول مجلس
التعاون الخليجي الست، إضافة إلى مصر والعراق والأردن.
وأوضحت كارين أن بايدن سيناقش في
السعودية مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية مع نظرائه العرب، خلال
زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة في كانون الثاني/ يناير 2021.
وفي ما يلي نص المقابلة الخاصة مع
"عربي21":
كيف تنظرون للزيارة المرتقبة التي
سيقوم بها بايدن، إلى السعودية رغم تعهده سابقا بمحاسبتها وجعلها "دولة
منبوذة"؟ وهل ستتطرق بجدية لأوضاع حقوق الإنسان؟
لا يبدو لي، ولحركة حقوق الإنسان في
منطقتنا، بأن الزيارة الحالية ستضع حقوق الإنسان أولا في برنامجها. نعرف جيدا بأن
الدعم اللامحدود الذي قدّمته الإدارات الأمريكية السابقة للحكومة السعودية
المعروفة لدى القاصي والداني بسجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان، قد ساهم في تردي
الأوضاع بشكل مطرد.
كنّا، ولا زلنا، نأمل بأن الإدارة
الحالية سوف تغير من هذه المعادلة التي ساهمت في إصرار السلطات السعودية على إبقاء
زملائنا وزميلاتنا من مدافعي ومدافعات حقوق الإنسان في السجون، أو عرضة لتضييقات لا
حد لها.
بينما لا شك أن أي زيارة بهذا المستوى، لا تضع اعتبارا لحقوق الإنسان في المملكة سوف تساهم في تدهورها.
إلى أي مدى أصبح النفط أهم من حقوق
الإنسان بالنسبة لإدارة بايدن؟
أدى الغزو الروسي لأراضي أوكرانيا
واندلاع الحرب بينها إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام، وكذلك الغاز، ويبدو لي
أن هذا هو الهدف الرئيسي لهذه الزيارة. أما حقوق الإنسان، فقد تكون مسألة غير أساسية،
ولا نتوقع فرض أيّة ضغوط محسوسة أو كبيرة على الجانب السعودي.
برأيكم ما الذي ينبغي على بايدن فعله
خلال تلك الزيارة من أجل تعزيز أوضاع حقوق الإنسان؟
هناك الكثير الذي يجب على الرئيس بايدن
عمله، وفي مقدمة ذلك إلزام السعودية بالإيقاف الفوري للإعدامات الجماعية
والعشوائية، وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، واحترام الحريات العامة للمواطنين، خاصة حرية التعبير وحرية التجمع السلمي، وإعطاء المرأة في السعودية حقوقها
كاملة.
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان
بيير، قالت إن بايدن يصدق تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي يؤشر إلى وقوف الأمير
محمد بن سلمان خلف عملية اغتيال خاشقجي.. فهل يُحمل بايدن ولي عهد السعودية
مسؤولية قتل خاشقجي؟
لا شك أن ولي عهد السعودية هو المسؤول
الأول عن قتل الصحفي جمال خاشقجي بناء على المعلومات الموثقة المتوفرة لدينا، لكن
الموقف الأمريكي غامض وغير واضح، وأتمنى مخلصا ألّا يتجه إلى تطور جديد يقضي بفتح
صفحة جديدة مع ولي العهد ونسيان الماضي. إن هذا شيء خطير، فمنذ تسلم محمد بن سلمان
ولاية العهد، نجح في تحويل السعودية إلى دولة بوليسية بامتياز تجري فيها الإعدامات
وتُصادر فيها الحريات، حتى وصلت حالة حقوق الإنسان إلى الحضيض، وهو شيء لم يسبق أن
رصدناه في تاريخ السعودية المعاصر.
هل يمكننا القول إن ملف خاشقجي أُغلق
على أرض الواقع بعد موقف إدارة بايدن وتركيا، أم إن العدالة ربما تتحقق يوما ما في
هذا الملف؟
لن نفقد الأمل في تحقيق العدالة مهما
طال الزمن؛ فتاريخ البشرية يعطينا الدروس الأكيدة في هذا المجال.
محمد بن زايد وصل رسميا إلى رئاسة
الإمارات، ويبدو أن محمد بن سلمان في طريقه أيضا إلى حكم السعودية خلال الفترة
المقبلة.. ما انعكاس ذلك على أوضاع حقوق الإنسان؟
الجواب واحد، وهو أن عقلية كليهما لا
تؤمن باحترام الحريات العامة أو الاعتراف بعمل مدافعي حقوق الإنسان، ومن ثم لا
نتوقع منهما خيرا كثيرا.
لكن البعض يرى أن ملف المعتقلين في
الإمارات ربما يشهد حلحلة مستقبلا.. إلى أي مدى تتفق مع هذا التصور؟
نتمنى أن يكون هذا التصور صحيحا، ولكني
لا أرى أيّة بوادر في الأفق تجعلني أغير رأيي.
هل تعتقدون أن إدارة بايدن فقدت
مصداقيتها في الدفاع عن حقوق الإنسان في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عموما؟
كثير من العاملين في مجال حقوق الإنسان
فقدوا الأمل في تغيير جذري في سياسات الحكومة الأمريكية نحو الحكومات القمعية في
المنطقة، وهنا أستغل هذه الفرصة وأناشد الإدارة الأمريكية لكي تعمل كل ما في وسعها
من أجل تعزيز حقوق الإنسان، وإشاعة العدالة الاجتماعية، وإدانة الانتهاكات الجسيمة
لحقوق الإنسان في بلداننا. إن هذا يعني إشاعة السلام والحرية في المنطقة، وهي
ضمانة لسلامة وأمن كل سكان هذا الكوكب.
تقدمتم بشكاوى في فرنسا ضد الرئيس
الجديد للإنتربول، اللواء الإماراتي أحمد ناصر الريسي، على خلفية اتهامكم له
بممارسة "التعذيب وأعمال وحشية"، ما مصير تلك الشكاوى والدعاوى القضائية؟
القضاء الفرنسي قطع مرحلة مهمة في هذا
المجال، وأملنا أن يواجه الريسي العدالة قريبا.
لماذا باءت كل الجهود والتحركات
الحقوقية المختلفة التي سعت للحيلولة دون وصول الريسي إلى رئاسة الإنتربول بالفشل
الذريع؟
السبب واضح ومعروف، فقد استخدمت الحكومة
الإمارتية أموالها من أجل إبرام اتفاقيات مع دول مختلفة، لكي تضمن أصواتها، وكذلك
كانت حملة منظمات المجتمع المدني ضد ترشيحه متأخرة بعض الشيء، ولا تملك سلاحا سوى
الكلمة الحرة.
وكما يلاحظ الجميع فقد بدأ الفاسد العميل محمد إين سلمان بإجراءات لخفض أسعار البترول منذ الآن لكي لا يظهر وكأنه ينفذ ذلك لاحقاً لزيارة بايدن. من المؤسف أن هذا المجرم يتصرف بثروة شعب جزيرة العرب كما يشاء بلا رقيب أو حسيب. متى سوف ينتفض الشعب للحفاظ على ثرواته ومصالحه ومصالح أجياله ويحرر الوطن من هذا المجرم الفاسد العميل وعصابته الفاسدة؟