هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترشحه للانتخابات المقبلة، لم تجمع المعارضة على "مرشح مشترك"، وسط حديث متفائل منها بأنها قد تفوز بالانتخابات الرئاسية بالجولة الأولى.
وكان أردوغان قد وجه تحديا لزعيم كليتشدار أوغلو في موضوع الإعلان عن ترشحه ومنافسته في انتخابات الرئاسة المنعقدة في حزيران/ يونيو 2023.
ويرى مراقبون بأن كليتشدار أوغلو قد حسم ترشحه للانتخابات، ويتصرف بأنه "المرشح المشترك" للمعارضة التركية، رغم عدم التوافق بعد بشأن ذلك.
اللافت في الآونة الأخيرة، أن استطلاع رأي أجري في حزيران/ يونيو، سجل نتائج معاكسة لتحركات كليتشدار أوغلو، حيث أظهرت تقدما بارزا لحزب الجيد لدى الرأي العام التركي، ويكاد أن يتقارب مع "الشعب الجمهوري".
وأجري استطلاع الرأي لشركة "سونار" ما بين 13 -24 حزيران/ يونيو شمل 3100 شخص بطريقة المسح الوجاهي، وكشف عن نتائج مثيرة للاهتمام، قد تقلب حسابات "الشعب الجمهوري".
اقرأ أيضا: أردوغان يطمح إلى 23 مليون عضو بحزبه.. وتساؤلات للمعارضة
وبحسب استطلاع الرأي لـ"سونار"، احتل الرئيس التركي المركز الأول بنسبة 40.2 بالمئة من المستطلعين، وجاء في المركز الثاني منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة والمعروف بقوميته بنسبة 17.8 بالمئة، أما ميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد، فقد حصلت على نسبة 10.4 بالمئة، يليها أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول بنسبة 10.1 بالمئة.
وجاء الزعيم الكردي المعتقل صلاح الدين دميرتاش بالمرتبة الخامسة بنسبة 4.6 بالمئة، ولكن كليتشدار أوغلو جاء بالمرتبة السادسة وهي الأخيرة بنسبة 4.3 بالمئة.
وفي استطلاعات سابقة، كان كليتشدار أوغلو يأتي في المرتبة الثالثة، لكن استطلاع "سونار" الأخير أظهر تقدما لأكشنار وتراجعا لإمام أوغلو.
ورغم إعلان أكنشار أنها لن تترشح للرئاسة وتتطلع لمنصب "رئيس الوزراء" في "النظام البرلماني المعزز"، فإن الزيادة في نسبة التصويت قد يجذب انتباهها، وإذا استمرت في الصعود باستطلاعات الرأي حتى بدء التقويم الانتخابي، فقد تخلط الحسابات وتعلن ترشحها كما يذكر الكاتب عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة "حرييت".
الجزئية الأخرى اللافتة من استطلاع الرأي، هو القفزة التي حققها حزب الجيد، مقارنة بـ"الشعب الجمهوري".
اقرأ أيضا: أردوغان يضغط على كليتشدار أوغلو لمنافسته.. هل يترشح؟
وحصل حزب العدالة والتنمية على 32.3 بالمئة من آراء المستطلعين، أما "الشعب الجمهوري" فقد بقي على مستوى 23.1 بالمئة، أما حزب الجيد، فقد أظهرت نتائج الاستطلاع تقدمه ليحصل على 19 بالمئة.
أما حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، فقد حصل على نسبة تصويت بلغت 7.5 بالمئة، و"الحركة القومية" 7.1 بالمئة، و"الديمقراطية والتقدم" 1.7 بالمئة، و"الاتحاد الكبير" 1.6 بالمئة، و"البلد" 1.4 بالمئة، فيما حصل حزب النصر برئاسة أوميت أوزداغ على نسبة 1.3 بالمئة، و"التغيير" الذي يقوده مصطفى ساري غول 1.2 بالمئة، و"اليسار الديمقراطي" 1.2 بالمئة، و"الرفاه الجديد" 1.5 بالمئة، والأحزاب الأخرى حصلت على ما مجموعه 1.5 بالمئة.
وذكر الكاتب سيلفي، أن أكشنار حددت هدفها لتصبح الحزب الأول للمعارضة، وتقترب من الخط الأتاتوركي العلماني، وهذه الخطوة تشكل خطرا بالنسبة لـ"الشعب الجمهوري" في المرحلة المقبلة، ما يعزز دور أكشنار في تحديد "المرشح الرئاسي".
وبينما يظهر حزب الجيد" موقفه الحاسم تجاه "القضايا الوطنية"، لاسيما بالتوصيت بـ"نعم" لتمديد عمليات القوات المسلحة في سوريا والعراق وليبيا، أعطى "الشعب الجمهوري" انطباعا تبعيا لمواقف "الشعوب الديمقراطي" الكردي.
وقال الكاتب سيلفي في تقرير آخر؛ إن المعارضة التركية تنتظرها أزمة خطيرة للغاية فيما يتعلق بالمرشح الرئاسي، وكل زعيم على الطاولة السداسية يفكر بمرشح يختلف عن الآخر، وليس من الواضح الإجماع على "مرشح مشترك"، لكن كليتشدار أوغلو يعتقد بأنه إذا كان المرشح، فسيفوز بالانتخابات بالجولة الأولى.
وسيكون الاختبار الجاد للمعارضة هو مسألة تحديد المرشح الرئاسي، ويعتقد كليتشدار أوغلو أن "الشعوب الديمقراطي" الكردي قد يدخل الانتخابات البرلمانية بتحالف يشكله من المكونات اليسارية، لكن ليس لديه مرشح رئاسي.
وأضاف سيلفي أن "الشعوب الديمقراطي"، يعتزم اقتراح مرشح رئاسي للطاولة السداسية، حيث يفكر الحزب الكردي بإمام أوغلو، ولكن إذا توافقت الطاولة السداسية بشأن كليتشدار أوغلو، فقد يجري تقييمات بهذا الشأن.
والتساؤل الذي يثير قلق كليتشدار أوغلو، هو "ما إذا كانت أكشنار سترشح نفسها للرئاسة في اللحظات الأخيرة"؛ لأنه حتى اللحظة، لم يستطع الحصول على دعمها بشأن ترشحه. ودائما تقول أكشنار؛ إنها مرشحة لمنصب رئاسة الوزراء، لكنها لديها الخبرة الكافية لعدم الذهاب إلى انتخابات مع مرشح خاسر.
ورأى الكاتب سيلفي، أن المنافس الأخطر لكليتشدار أوغلو ليس منصور يافاش أو أكرم أمام أوغلو، بل أكشنار القادرة على الحصول على أصوات جزء من الشريحة القومية المحافظة.
الكاتب التركي جيم كوتشوك في تقرير على صحيفة "Türkiye Gazetesi"، توقع أن تجري الانتخابات بين أردوغان وكليتشدار أوغلو.
اقرأ أيضا: حراك داخل أكبر حزب معارض بتركيا لمنافسة أردوغان.. تفاصيل
واستبعد الكاتب كوتشوك، طرح الطاولة السداسية التي ستجتمع في الثالث من تموز/ يوليو قضية ترشحه، لكن كليتشدار أوغلو أصبح المرشح بالأمر الواقع، ولا يوجد الآن له فرصة للتراجع.
وأشار إلى أن بعض رفاقه يعتقدون أن كليتشدار أوغلو لن يفوز بالانتخابات الرئاسية، وهذا الاعتقاد يترسخ لدى حزب الجيد، الذي لن يتمكن من منع زعيم حزب الشعب الجمهوري من الترشح بعد هذا الوقت.
ويعتقد زعماء المعارضة أن نتائج انتخابات عام 2023 مؤكدة، وأن أردوغان سيخسر بالفعل، وهذا ما يؤكدونه بتصريحاتهم، ولكن عند النظر إلى ما جرى في اجتماع حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، يلاحظ مدى التأثير الذي يحظى به الرئيس التركي، وقد انعكست مقالات إيجابية من وسائل إعلام معارضة بهذا الشأن، كما يذكر الكاتب.
ولفت إلى أن بعض المعارضين يقولون؛ إنه "لا يوجد أشخاص قادرون على إدارة البلاد مثل أردوغان"، والفكر السائد أن الجميع معجب بالطريقة التي يقف فيها أردوغان في وجه الغرب، وهذه عقبة رئيسية بالنسبة للمعارضة التي في الوقت الذي تقدم فيه الحكومة مقترحات وخطوات ملموسة، فإنها تكتفي فقط بالنقد.