هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتمامها
اللافت بالزيارة الرسمية التي ينفذها قائد جيش الاحتلال إلى المغرب، وهي الأولى من
نوعها بصورة علنية، وما كان في استقباله من مراسم رسمية عالية المستوى، فضلا عن
لقاءاته العسكرية مع الصف الأول من الجيش المغربي، وبحث أوجه التعاون الثنائية.
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع ويللا
ذكر أن "كوخافي تم استقباله في حفل كبير أقيم في
هيئة الأركان العامة للجيش المغربي، بمرافقة المفتش العام بلخير الفاروق، وعدد من
كبار المسؤولين العسكريين المغاربة، ثم التقى وزير الدفاع المغربي عبد اللطيف
لودي، ورئيس شعبة المخابرات العميد براهاي حسني، وسط تقارير إسرائيلية عن أغراض
هذه الزيارة المهمة التي تتركز في تبادل المعرفة بين الجانبين، كجزء من الجهود
المبذولة لتوسيع التعاون العسكري بين إسرائيل والدول الأخرى".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"
أن "كوخافي بحث مع نظرائه المغاربة مناقشة فرص التعاون العسكري بين تل أبيب
والرباط، سواء في التدريب، أو في مجالي العمليات والاستخبارات، استكمالا لما تم
توقيعه في نوفمبر 2021 من اتفاقية تاريخية أمنية وعسكرية، شكلت مذكرة تفاهم
للتعاون من شأنها تعزيز علاقاتهما الخاصة في هذه المجالات الحساسة، وتوفر إطاراً
لعلاقاتهما الأمنية، وتسمح ببدء تعاون أمني رسمي بينهما".
وتركز زيارة كوخافي إلى المغرب على افتتاح
مشاريع عسكرية مشتركة، ووصول الصادرات القتالية الإسرائيلية للمغرب، حيث بلغت
مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى المغرب، وتشمل الطائرات بدون طيار والإنترنت
والصواريخ وغيرها، حوالي مليار دولار، من إجمالي 3 مليارات دولار من المبيعات
للدول الأعضاء في الاتفاقات التطبيعية ودول عربية أخرى، بجانب تحديث ارتباطهما
التاريخي، وما تدعيه دولة الاحتلال عن شراكة المصالح بينهما في الشرق الأوسط.
وتولي الأوساط العسكرية والأمنية في دولة
الاحتلال لزيارة كوخافي للمغرب قيمة استراتيجية كبيرة، وليست مجرد زيارة رمزية أو
بروتوكولية، لأن العلاقات الأمنية والاستخبارية بين الرباط وتل أبيب تكتب فيها
مجلدات كبيرة، وفق المزاعم الإسرائيلية، حيث تجريان تنسيقا أمنيا بعيدا عن النظر،
وحركة السياحة الإسرائيلية باتجاه المغرب حيوية للغاية، وفي المتوسط هناك ثلاثون
ألف سائح إسرائيلي يزورون المغرب سنويا، بجانب وفود علمية ورياضية وأكاديمية يتم
استضافتها بينهما، دون أن تأخذ طريقها لعناوين الأخبار، إلى ما قبل إعلان التطبيع
العلني بينهما.
وقد كشفت المحافل الإسرائيلية النقاب عن أن
بداية عمل الموساد في المغرب وشمال أفريقيا كانت عام 1954، حين بدأت الثورات
العربية ضد فرنسا، وقتل الآلاف حينها، حيث أشعلت الأضواء الحمراء في المنظومة
الأمنية الإسرائيلية لتوفير الحماية ليهود المغرب، وبدأت المداولات لكيفية الإتيان
بهم إلى إسرائيل، وحينها حصل رئيس الموساد آنذاك، إيسار هارئيل، على تصريح من رئيس
الحكومة ديفيد بن غوريون لإقامة وحدة جديدة للأعمال السرية في شمال أفريقيا،
وحماية الجالية اليهودية في تلك المنطقة، المقدرة آنذاك بـ600 ألف يهودي.
وفي أواخر 1955 نشر الموساد سبعة من
وحداته الأمنية بشمال أفريقيا، في مراكش والدار البيضاء وطنجة بالمغرب، وتركزت
مهامها بتجنيد العملاء من الجالية اليهودية، وبدأ رجال الموساد يأتون للمغرب
للإشراف الميداني، ووافق الملك المغربي على نقل ستة آلاف يهودي لإسرائيل، لكن رجال
الوكالة اليهودية الذين احتفظوا بعلاقات مع أجهزة الأمن المغربية نقلوا 13 ألفا.