سياسة عربية

بلحاج يعلق لـ"عربي21" على تصريحات الريسوني ومهمة العلماء

علي بلحاج: العلماء معنيون بتوحيد الشعوب لأنها باقية أما الأنظمة فزائلة ومتغيرة
علي بلحاج: العلماء معنيون بتوحيد الشعوب لأنها باقية أما الأنظمة فزائلة ومتغيرة

دعا القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج علماء الجزائر والمغرب وكافة البلدان الإسلامية إلى النأي بأنفسهم عن التوظيف السياسي من أي نظام حاكم، والإخلاص للقيم والمبادئ الإسلامية التي توحد الشعوب وتحقق أمنها واستقرارها.

وأكد بلحاج في حديث خاص لـ "عربي21"، أنه يتحفظ عن الخوض في الجدل الدائر بشأن التصريحات المنسوبة لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني بشأن الموقف من الصحراء والعلاقة مع الجزائر وموريتانيا.

وقال: "كل ما أستطيع قوله أنني أدعو أن يكون العالم مستقلا ولا يكون تحت الطلب، وأن يقول كلمة الحق وينظر إلى مآلات كلامه". 

وأضاف: "مهمة الدعاة بعد أن تخلت الأنظمة عن توحيد الشعوب وكسر الحدود التي تركها الاستعمار.. أن يركزوا على وحدة الشعوب لأنها باقية أما الأنظمة فمتغيرة وغير ثابتة.. ولدينا أمثلة واقعية على ذلك. ثم إن السياسة أمور متقلبة".

وتابع: "ما أدعو إليه هو أن لا يكون العلماء بوقا لهذا النظام أو ذاك.. وأن لا ينحازوا إلى الوطنية الضيقة.. ابن باديس علمنا العمل من أجل الوطنية الكبيرة لأن من لا يسعى للوطنية الكبيرة لا يخدم الوطنية الصغيرة".

وأوصى بلحاج العلماء بأن لا يدخلوا في هذه المعامع، وقال: "نحن ضحايا أنظمة فاسدة.. ولا يمكن أن نصلح فسادا بفساد.. يجب أن نحافظ على وحدة الشعوب وأخوتها وسلامتها".

وشدد بلحاج الذي تحدث لـ "عربي21" من على فراش مرضه على أنه "لا خلاص للدول المغاربية والعربية والإسلامية إلا بوحدة أوطانها وإزالة الحدود الموروثة عن الاستعمار". 

وقال: "مهمة القمم العلمية أن تسهم في هذه الوحدة وأن تترك الأفكار ناصعة حتى إذا لم تستطع أن تحققها يأتي جيل آخر من بعدها لتحقيقها"، وفق تعبيره.

ومطلع آب/ أغسطس، قال الريسوني، في تصريحات لموقع "بلانكا بريس" المغربي، إن ما يؤمن به قطعا هو أن الصحراء وموريتانيا تابعتان للمملكة المغربية، لافتا إلى تعويل المسؤولين المغاربة على التطبيع مع إسرائيل بدل الشعب المغربي في قضية الصحراء الغربية.

وأشار رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى استعداد الشعب المغربي للجهاد ومسيرة جديدة مثل المسيرة الخضراء إذا طلب العاهل المغربي ذلك، للزحف ليس نحو العيون فقط وإنما نحو تندوف الجزائرية.

ووصف الريسوني موريتانيا بـ"ما يسمى موريتانيا"، مشيرا إلى أن "علماء وأعيان ما يسمى موريتانيا، بلاد شنقيط… بيعتهم ثابتة للعرش الملكي المغربي"، وفق تعبيره.

واعتبر أن قضية الصحراء وموريتانيا صناعة استعمارية، وأن المغرب اعترف بموريتانيا وبالتالي فقد "تُركت للتاريخ ليقول كلمته في المستقبل".

وقد أثارت تصريحات الريسوني جدلا كبيرا في الجزائر، ودعت قيادات إسلامية من أمثال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقّري والوزير السابق عبد القادر بن قرينة، وأخيرا جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، الريسوني إلى الاعتذار للجزائر وموريتانيا وتقديم استقالته من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وكان الدكتور الريسوني قد أصدر توضيحات مصورة ومكتوبة نفى فيها أن يكون قد أساء للجزائر أو لموريتانيا، وأن حديثه كان منصبا لخدمة مقاصد شرعية من منطلق الباحث وليس باعتباره رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

 

إقرأ أيضا: حديث الريسوني عن "الصحراء" يثير غضبا بالجزائر وموريتانيا (شاهد)


التعليقات (4)
مسلم
الإثنين، 22-08-2022 06:09 م
يا بلحاج أنسيت في التسعينات عندما ساعدة المخزن والصهاينة على خلق الفوضى في الجزائر.. والحدود كل الشعب متضامن لكي لا تفتح ... إن لم تستحي فإفعل ماشأت ... الموت حق وسوف تلتقي الذين هدرت دمهم .... تحيا الجزائر ????..تحيا الجزائر ???? تحيا الأمة العربية
سيدي بوهنه
السبت، 20-08-2022 11:04 م
تصريحات الريسوني هي مجرد تنبيه للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى ضرورة إعادة النظر في مسألة تولي الرئاسة وشروطها، فلا يجوز ان تكون بيد من لايملك زمام أمره ولا حرية رأيه ولا يقف على نفس المسافة من جميع المسلمين، على الأقل في فترة الرئاسة.
أبو العبد الحلبي
السبت، 20-08-2022 02:31 ص
لا يمكن فصل الدين ، أي دين ، عن السياسة و لا يمكن تكميم أفواه علماء الدين ، أي دين ، عن التحدث بالشأن السياسي و عدم الإمكانيتين عليه أدلة : 1) من واقع ديننا الحنيف الذي فيه السياسة تعني رعاية شؤون الأمة الداخلية و الخارجية بالإسلام و هذه الرعاية محفوفة بأوامر و توجيهات مستفيضة في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة . 2) التجربة الفاشلة في أوروبا التي تبنت منذ قرون فصل الكنيسة عن السياسة فرأينا ممارسات فيها – و من ضمنها روسيا - و في وليدتها أمريكا تفيد أن الدين أساسي في توجيه السياسات و كمثال بسيط على ذلك قول مستشار ألمانيا الراحل "هيلموت كول " أن الاتحاد الأوروبي "نادي مسيحي" لدى رفض الاتحاد انضمام تركيا إليه . جميع ما قاله الشيخ علي بلحاج – شفاه الله من مرضه و حفظه الله – هو عين الصواب و ملخَصه أن لا يسمح علماء الدين الحقيقيون للأنظمة الحالية – صنيعة الاستعمار – أن تستخدمهم كمطايا لها و لنا العبرة في أن علماءنا الفعليين عبر تاريخنا الزاهر " الأمثلة كثيرة منهم أحمد ابن حنبل و العز بن عبد السلام رحمهما الله " ما رضوا أن يكون أدوات أو دواب يركبها الحكام و أجهزتهم التي فيها خلل .