مؤثرون غربيون في سوريا.. تبييض لنظام مجرم

ويسعى نظام الأسد الاستبدادي القاتل عبر استخدام وسائل مختلفة، آخرها المؤثرون الغربيون -بعلمهم أو بغير علمهم- لتبييض نفسه..

 

قد تنسيك بعض الصور المبهجة للحياة في دمشق أو حلب أو بعض المدن السورية الأخرى، التي ينشرها مؤثرون غربيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن سوريا لا تزال تعاني من الحرب والقصف ومن سقوط الضحايا من المدنيين نساء وأطفالا بشكل شبه يومي، وأنه ما زال يجثم على أنفاس السوريين نظام قمعي قتل الآلاف وهجّر الملايين من مواطني بلاده من أجل التمسك بالسلطة وإخماد ثورة الشعب.

ويسعى نظام الأسد الاستبدادي القاتل عبر استخدام وسائل مختلفة، آخرها المؤثرون الغربيون -بعلمهم أو بغير علمهم- لتبييض نفسه.

ورغم تمكّن بشار الأسد من استعادة السيطرة على الجزء الأكبر من المناطق السورية بعد حرب دامية وسياسة الأرض المحروقة التي اعتمدها بدعم من القوات الإيرانية والمليشيات الطائفية والغطاء الجوي الروسي وارتكب خلالها أبشع أنواع المجازر، التي لم تتكشّف جميعها إلى الآن، فإن نظام الأسد ما زال منبوذا على الساحة الدولية، كما أن الوضع الاقتصادي في البلاد يمرّ بأسوأ فتراته.

وبهدف تبييض صورة النظام السوري وتلميعها سياسيا واستقطاب المستثمرين القادرين على إعادة إنعاش السوق السوري، رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، محاولة النظام توظيف بعض المؤثرين الغربيين أمثال المدونة الإيرلندية الشهيرة جانيت نيوينهام التي يتابعها حوالي 170 ألف متابع على موقع يوتيوب، والمدونة البولندية إيفا زو بيك، والمدون الليتواني جاكوب لوكايتيس، وغيرهم الكثيرون.

وأشارت الصحيفة إلى أن النظام حاول سابقا تجنيد صحفيين دوليين للمساعدة في تلميع صورته، لكنّ جهوده باءت بالفشل لأن العالم ينظر إلى سوريا من منظور سياسي، وبالتالي فقد رغبت الآلة الدعائية للنظام في التركيز على الجانب الثقافي والسياحي عبر استغلال سذاجة وانتهازية مؤثري مواقع التواصل ثم تضخيم تصريحاتهم بأن سوريا باتت بلدا آمنا وبثها عبر وسائل الإعلام الرسمية.

ولم يقتصر النظام السوري على استغلال المؤثرين الغربيين فقط، لإعادة دمج نفسه في النظام العالمي، بل إنه فتح الباب أمام شركات الإنتاج العالمية لتصوير الأفلام موظفا المدن والأحياء المدمّرة كاستوديوهات جاهزة وأبرزها تصوير الفيلم الصيني "Home Operation" (يوليو/ تموز 2022)، من إنتاج الممثل الصيني الشهير جاكي شان، في منطقة الحجر الأسود بالعاصمة دمشق، ما أثار جدلا كبيرا وغضبا واسعا في صفوف محبي بطل أفلام القتال.

0
التعليقات (0)