هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد كاتب إسرائيلي، أن تل أبيب تواجه "تحديات قاسية" حيال الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية، من أجل الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
ولفت الكاتب أرئيل ولشتاين في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إلى أن اعتماد حكومات بنيامين نتنياهو سياسية مقصودة، أدت لدحر القضية الفلسطينية في العقد الأخير، بينما يعمل رئيس السلطة محمود عباس ورجاله في الفترة الأخيرة على إعادتها إلى مركز الطاولة (الاهتمام العالمي).
ساحة تحديات
ومن أجل التصدي لجهود الفلسطينيين في الأمم المتحدة، اقترح دوري غولد، وهو رئيس "المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية"، ومدير عام وزارة الخارجية الأسبق، كما شغل في أواخر التسعينيات منصب سفير "إسرائيل" في الأمم المتحدة، "توجيه اهتمام خاص" إلى المبادرات التي تتبلور في الأمم المتحدة التي يعرفها جيدا.
ورغم "تحسن" علاقات تل أبيب مع أوروبا والعديد من الدول العربية والإسلامية وأيضا روسيا، إلا أن غولد يرى أن "الأمم المتحدة بقيت تحديا قاسيا".
وقال: "لو كنت في الجانب الآخر، وكان علي أن أخطط لخطوة ضد إسرائيل في الساحة الدولية، لكنت ركزت على إمكانيات المبادرات في الأمم المتحدة"، مضيفا: "هذا بالضبط ما يحاول الفلسطينيون ومؤيدوهم دفعه قدما في الآونة الأخيرة".
ونبه إلى أن "إشارة تحذير أولى ظهرت في نهاية أيار/مايو 2021، حيث شكل مجلس حقوق الإنسان "لجنة تحقيق دولية مستقلة دائمة" ضد إسرائيل، وكان هدف الخطوة مزدوجا؛ إلصاق صورة أبرتهايد بإسرائيل وشيطنتها، ثم نقل النتائج إلى محكمة الجنايات الدولية".
ولفت إلى أنه "في أروقة الأمم المتحدة ينضج خطر آخر فوري وأكبر، حيث تعتزم السلطة الفلسطينية، ولأول مرة منذ 2011 أن يقوموا بخطوة للاعتراف بالسلطة (فلسطين) كعضو كامل في الأمم المتحدة".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أنه "من أجل نيل الاعتراف كدولة عضو، يحتاج الفلسطينيون لتأييد تسعة أعضاء من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، والأمل ألا تستخدم أي دولة دائمة العضوية في المجلس حق النقض "الفيتو" على القرار إذا ما تحققت هذه الأغلبية".
اقرأ أيضا: الأسرى بسجون الاحتلال يعلنون انتصارهم ويوقفون الإضراب
المنطق الأمريكي
وذكر كاتب المقال أنه "في 2011 أحبطت حكومة نتنياهو الخطوة، والآن، حين لا يكون في إسرائيل حكومة يمينية، حيث سيجرب الفلسطينيون حظهم مرة أخرى"، مضيفا أنه "مؤخرا تحدث عباس بحدة ضد إسرائيل في برلين".
ومن جانبه، قدر العميد احتياط يوسي كوبرفاسر، الذي شغل في الماضي رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، ومدير عام وزارة الشؤون الاستراتيجية، أن "الفلسطينيين لا يفعلون كل شيء كي يعيدوا أنفسهم إلى جدول الأعمال، ويستغلوا الوضع الحالي كي يشددوا الأعمال ضد شرعية إسرائيل".
وأضاف: "إذا لم ينجح الفلسطينيون في الأمم المتحدة؛ سيطالبون بالتعويض وسيجدون آذانا صاغية في الإدارة الأمريكية"، مشيرا إلى أن "أمريكا اعتادت على مطالبة إسرائيل بكل أنواع الخطوات لتعزيز السلطة من أجل "تهدئة المساكين" (حسب الرؤية الأمريكية والإسرائيلية)، والفلسطينيون جعلوا المسكنة حجر جذب لا يمل، كي يحظوا بالمزيد من الإنجازات".
ولفت كوبرفاسر، إلى أن تل أبيب تعاملت مع السلطة بطريقة ترضي واشنطن خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة للمنطقة، ومن بين الأمور التي وافقت "إسرائيل" على منحها للسلطة في الضفة الغربية "الموافقة على تفعيل الشبكة من الجيل الرابع، تراخيص بناء للفلسطينيين في المنطقة "ج"، لافتا إلى أن منطق العمل الأمريكي؛ يتمثل في تعويض الفلسطينيين على دحرهم من مركز المنصة".