قضايا وآراء

حزام القلق الأمريكي الممتد من تونس إلى العراق

حازم عيّاد
1300x600
1300x600

في مؤتمرها الصحفي عبر الهاتف يوم أمس الأربعاء الـ14 من أيلول (سبتمبر) الحالي؛ أكدت  مساعدة وزير الخارجية الأمريكية باربرا ليف مخاوفها من انهيار الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية؛ لتتركز جهود زيارتها للأراضي المحتلة على تعزيز التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية في رام الله والاحتلال الإسرائيلي.

تأكيد ليف على ضرورة أن يشمل التنسيق قضايا متنوعة من ضمنها الملفات الاقتصادية لتحسين الأوضاع المعيشية منعا لتدهور الوضع الأمني؛ لم يمنعها من ممارسة الضغوط على قيادة السلطة الفلسطينية للامتناع عن تقديم طلب لعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة؛ وما يتبع ذلك من حراك دولي وإقليمي عربي ينزع نحو التعاون مع روسيا والصين والدول الإفريقية والآسيوية بعيدا عن المصالح والتأثير الأمريكي في الأمم المتحدة؛ الذي تسعى أمريكا لتوجيهه نحو إدانة روسيا وعمليتها العسكرية في أوكرانيا؛ خلال انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العامة في نيويورك نهاية الشهر الحالي.
 
لم تكن الأراضي الفلسطينية المحتلة (السلطة والكيان) المنطقة الوحيدة التي زارتها ليف وعبرت عن قلقها من تطور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية فيها؛ إذ شملت جولتها الممتدة من الـ 26 آب (أغسطس) الماضي إلى 9 من أيلول (سبتمبر) الحالي؛ كلا من تونس والأردن والعراق.

دول تقع ضمن حزام القلق الأمريكي على نفوذها السياسي والأمني؛ فالدول المذكورة تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية وتحديات أمنية قابلة للتطور في ظل الانشغال الأمريكي بالأزمة الأوكرانية والتصارع مع الصين الباسفيك والمحيط الهندي.
 
الاستقرار السياسي واللاعبون الجدد

جولة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف تناولت ملفات معقدة؛ كالاستقرار السياسي والوضع الاقتصادي الصعب في تونس الذي ناقشته مع الرئيس التونسي قيس سعيد؛ الذي أكد لليف ولوفد الكونغرس الأمريكي الذي سبقها على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده؛ مستندا بذلك إلى الدعم الجزائري الذي بات متوقعا لتونس عقب التقارب الكبير الذي تحقق بين البلدين (تونس والجزائر) في الأشهر القليلة الماضية.
 
كما التقت مساعدة وزير الخارجية (ليف) في الآن ذاته مسؤولين ليبيين في العاصمة تونس لتطالبهم بضرورة الحوار وتجنب الاقتتال العسكري؛ لتختم جولتها في العراق مرورا بالأردن، حيث أكدت الالتزام الأمريكي بدعم عمّان اقتصاديا لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية المتعلقة بالمياه ولتحقيق الإصلاح دعما للاستقرار السياسي؛ مؤكدة بأن الولايات المتحدة والأردن وقعا على مذكرة تفاهم لسبع سنوات تعد الأطول من نوعها لتعزيز الاستقرار في الأردن في منطقة تشتد فيها الأزمات وتزداد تعقيدا.

 

واشنطن تغذي حزام القلق بسياسة الإملاء والتعالي في العراق وفلسطين وتونس؛ فخشيتها من فقدان السيطرة على حين غفلة وانشغالها بالملفات الداخلية؛ كالانتخابات والأزمة الاقتصادية؛ والصراعات مع القوى الدولية كروسيا والصين؛ تدفعها إلى اتباع سياسات تزيد الأوضاع سواء في العراق وسوريا وليبيا والأهم في فلسطين المحتلة الساحة التي باتت أكثر سخونة وعرضة للانفجار .

 



ليف ختمت زيارتها في اأثر الساحات اشتعالا كما أشرنا سابقا؛ وهي العراق التقت النشطاء والقادة العراقيين في أربيل وناقشت معهم الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية المتدهورة في البلاد معبرة عن مخاوفها من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع بيئة الأعمال والاستثمار في البلاد للشركات الأمريكية التي ستملأ فراغها الهندية والروسية والصينية .

ما كشفته جولة ليف

جولة ليف كشفت عن أكثر الساحات إثارة للقلق الأمريكي خلال المرحلة المقبلة والممتدة من تونس إلى ليبيا فالأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق مرورا بالأردن؛ وهي بقعة جغرافية ممتدة على كامل ساحل البحر المتوسط وشمال إفريقيا والخليج العربي؛ فالتطورات في الساحات المذكورة ترسم حزام الخوف والقلق الأمريكي على نفوذها ومستقبلها في المنطقة؛ وهي ساحات تمتاز بالهشاشة والضعف.
 
جولة ليف استبقت انتخابات الكونغرس النصفية وشتاء أوروبا القاسي بوضع حدود وسقوف سياسية وأمنية للدولة الشريكة والحليفة في حزام القلق؛ بعدم الذهاب بعيدا في الخصومة مع واشنطن أو التحالفات والشراكة مع خصومها سواء عبر الأدوات الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية؛ الأمر الذي بدت ملامحه تتضح في تونس وليبيا والضفة الغربية والعراق مؤخرا؛ فهل تكبح واشنطن من جماح الخوف في المنطقة أم أنها تغذيه بمزيد من عوامل اللاستقرار وانعدام اليقين .

ختاما..  

واشنطن تغذي حزام القلق بسياسة الإملاء والتعالي في العراق وفلسطين وتونس؛ فخشيتها من فقدان السيطرة على حين غفلة وانشغالها بالملفات الداخلية؛ كالانتخابات والأزمة الاقتصادية؛ والصراعات مع القوى الدولية كروسيا والصين؛ تدفعها إلى اتباع سياسات تزيد الأوضاع سوءا في العراق وسوريا وليبيا، والأهم في فلسطين المحتلة الساحة التي باتت أكثر سخونة وعرضة للانفجار. 

hazem ayyad
@hma36


التعليقات (0)