تقارير

شبكة بحثية لتوثيق نتاجات الهوية الوطنية الفلسطينية

الكوفية الفلسطينية من غطاء رأس إلى رمز وطني يتوشحه الأحرار (أرشيف)
الكوفية الفلسطينية من غطاء رأس إلى رمز وطني يتوشحه الأحرار (أرشيف)
هناك ثلاث ركائز للهوية الوطنية الفلسطينية، هي الوطن الفلسطيني ومساحته (27009) كيلو متر مربع، والشعب الفلسطيني وتعداده 14 مليون وثلاثمئة ألف عربي فلسطيني، فضلاً عن نتاجاته في كافة مجالات الحياة، وثمة أهمية كبيرة لتوثيق تلك النتاجات، خاصة مع استمرار السياسات الإسرائيلية في محاولة طمسها وتغييبها وفرض الرواية الإسرائيلية لاحتلال فلسطين؛ كل ذلك دفعني منذ سنوات للقيام بتوثيق بعض سير ومنتوجات تشكل بمجملها راقدا لاستمرار الهوية الوطنية.

متضمنات الموسوعة 


أنجزت أخيراً بحثاً بعنوان (موسوعة الهوية الوطنية والثقافية لفلسطين)، وهو بطبيعة الحال عمل فردي؛ وقد يؤسس لعمل موسوعي شامل ترعاه مراكز بحث فلسطينية بالاعتماد على طاقات بحثية شبابية متنوعة في كافة المجالات. وكان الهدف من إتمام بحثي الخاص تسليط الضوء على سير بعض القامات والرموز الفلسطينية داخل فلسطين التاريخية وفي المهاجر القسرية القريبة والبعيدة؛ ومنهم الكثير من جيل الشباب، الذين كان لنتاجاتهم المختلفة دور بارز وجوهري وهام في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية وصيرورتها.

تضمنت الموسوعة الفردية المبسطة سير نحو خمسمائة شخصية من شرائح عمرية متعددة من رموز الأدب والفكر والفن والعلم والإعلام والرياضة، وكافة مجالات الحياة الفلسطينية الأخرى التي تشكل بمجملها الهوية الوطنية؛ لمواجهة سياسة الطمس والتغيب التي تنتهجها إسرائيل وداعميها في الغرب الذي أنشأها في الخامس عشر من أيار / مايو 1948، وقد اعتمدت إلى حد كبير على دراسات وبحوث، والجزء الأول من الموسوعة الفلسطينية الصادر عام 1984 للوصول إلى سير قامات فلسطينية معروفة كغسان كنفاني وناجي العلي، في حين اعتمدت في الحصول على سير جيل الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، في وقت لم أتجاهل فيه القامات السياسية الفلسطينية سواء المنضوين تحت لواء الفصائل الفلسطينية أو خارجها، لكن وبحكم مواكبة الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب بشكل يومي لتحولات القضية الفلسطينية، فإنني لم أعرج وأستحضر رموز سياسية فلسطينية.
  
ومن المعلوم أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت أنجزت القسم الأول من الموسوعة الفلسطينية عام 1984، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ وتتألف الموسوعة من أربعة مجلدات مرتبة حسب الحروف الهجائية العربية، وقد تضمنت أسماء القرى والمدن والخرب والأنهار في فلسطين، إضافة إلى شخصيات ورموز في ميادين الحياة المتعددة؛ في مقابل ذلك صدر القسم الثاني من الموسوعة عام 1990، الذي احتوى ستة مجلدات وفهرست؛ وتضمنت دراسات متخصصة حول تاريخ وجغرافية فلسطين التاريخية؛ وتاريخ الحضارة؛ ودراسات القضية الفلسطينية. 

مضى على إصدار الموسوعة الفلسطينية بقسميها أكثر من ثلاثة عقود من الزمن؛ وبالرغم من أهمية ما احتوته من معلومات ودراسات وقضايا مفصلية حول فلسطين القضية الوطن والشعب والهوية الوطنية؛ إلا أن الضرورة تحتم القيام بعمل موسوعي جديد أكبر بكثير من بحثي الفردي هذا؛ بحيث يأخذ بعين الاعتبار التحولات التي شهدتها القضية الفلسطينية؛ وكذلك حراك الشعب الفلسطيني ونشاطه في كافة ميادين الحياة.

شبكة بحثية من الشباب

أعتقد أن بحثي (موسوعة الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية) سيكون محفزاً لعمل موسوعي شامل للهوية عبر مركز بحث جامع يعتمد على طاقات وباحثين شباب سطع نجمهم من خلال عملهم خلال العقود الثلاثة الأخيرة؛ وهنا أشير بأن بحثي هو بمثابة عصف ذهني لاستحضار سير بعض الرموز والقامات الفلسطينية في كافة مجالات الحياة علها تؤسس لعمل موسوعي شامل في ظل محاولات طمس وتغييب الهوية الوطنية الفلسطينية، خاصة وأن الوحدة الوطنية ترسخت خلال هبة الأقصى وكان لجيل الشباب داخل فلسطين التاريخية والمهاجر القريبة والبعيدة الدور الحاسم في ذلك؛ وهذا بطبيعة الحال يشي إلى الهوية الوطنية الواحدة رغم الحديث الزائف أحيانا عن هويات فلسطينية وخاصة إثر نكبة 48، وتبعاً لذلك يجب العمل على إنشاء شبكة بحثية من جيل الشباب مهمتها توثيق منتوجات الشعب الفلسطيني بكافة مسارات الحياة وفي كافة أماكن تواجدهم داخل فلسطين التاريخية وفي المهاجر القريبة والبعيدة.

البداية تتم عبر تشكيل مجموعة بحثية من جيل الشباب في كل تجمع فلسطيني بغض النظر عن عدد سكانه؛ وبعد ذلك تتم عملية التدريب على عملية التوثيق سواء بالمقابلة المباشرة مع الشخص صاحب السيرة والمنتوج أو من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبعد ذلك يتم تبادل الآراء والخبرات والصعوبات التي تواجه عملية التوثيق لتجاوزها، وفي هذا السياق يجب الاتفاق قبل الانطلاق في عملية التوثيق؛ إنشاء شبكه بحثية بين الباحثين الشباب في كافة التجمعات الفلسطينية للاتفاق على آليات العمل ومن ثم تجميع كافة السير والمنتوجات المنجزة ، بغرض توثيقها بشكل منهجي ومدروس، والاهم من ذلك أنشاء منصة إعلامية خاصة بشبكة الباحثين الشباب لتوثيق منتوجات الهوية الوطنية الفلسطينية .  


*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا 

التعليقات (1)
عابر سبيل
الثلاثاء، 27-09-2022 12:13 م
المحافظة والاعتزاز بدين الإسلام واللغة العربية والتاريخ الإسلامي ونقل كل ذلك للأجيال القادمة وحثها على الجهاد في سبيل الله بالسلاح وبالكلمة الصادقة، وبكل الوسائل المشروعة، هو السبيل الوحيد لتحرير الإنسان والأرض الفلسطينيان من المغتصب الصهيوني رغم أنف محور الشر الغربي: [ بريطانيا، أمريكا، فرنسا، "إسرئيل"، ... ] ومحور الشر العربي: [ الإمارات، السعودية، البحرين، الأردن، مصر، المغرب، ... ].
الأكثر قراءة اليوم