هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتطلع الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية إلى المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي سينعقد أواسط الشهر الجاري، وإمكانية أن يحدث تغييرات جوهرية في سياسة الصين الخارجية، لا سيما تجاه الشرق الأوسط، وطبيعة التبعات المتوقعة على دولة الاحتلال.
وتتفق المحافل الإسرائيلية المطلعة على التطورات الصينية أن المؤتمر المذكور سيمنح الرئيس شي جين بينغ فرصة لأن يعزز سلطته على رأس الحزب، ويقود أكبر دولة في العالم بقبضة من حديد، وسيحدد المؤتمر مسار الصين للسنوات الخمس المقبلة، وتُحدد الأولويات الوطنية، من حيث تركيزها على مبادرات التنمية والأمن الإقليمية والعالمية تحت قيادتها، لتوفير بديل للأطر التي تقودها الولايات المتحدة.
توفيا جورينج الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أشار إلى أنه "بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الصيني، فمن المتوقع أن يزداد الضغط الحالي على تل أبيب من قبل واشنطن لوقف تمدد علاقاتها مع بكين، مما سيتطلب تنسيقًا للتوقعات بينهما، وتعاونًا ثنائيا أوثق أكثر من أي وقت مضى، من أجل عدم المساس بشراكتهما الإستراتيجية، وفي نفس الوقت عدم الإضرار بالعلاقات الطبيعية مع بكين، خاصة وأن السنوات الخمس المقبلة التي يناقشها المؤتمر ستترك آثارها على إسرائيل".
اقرأ أيضا: حوار أمريكي إسرائيلي لمواجهة قدرات الصين التكنولوجية
وأضاف في ورقة بحثية ترجمتها "عربي21" أن "الفاعلين الخارجيين، بما فيهم إسرائيل، مطالبون بفحص الوثيقة السياسية الرئيسية المقدمة للمؤتمر، ومتابعة كيفية قيام المستويات التنفيذية الصينية بتنفيذ تفاصيلها، مع التركيز على التحديات الهامة، وعلى رأسها العلاقات الاقتصادية بين تل أبيب وبكين، بعد توقع البنك الدولي لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2022 بنسبة 2.8٪، مع ما يصاحب هذا الرقم المنخفض من تباطؤ استمر لعقد من الزمان، مما يكشف التحديات الاقتصادية التي تواجه بكين في السنوات الخمس المقبلة، ويضع أمام إسرائيل جملة فرص لإمكانية المساهمة في الاستفادة منها".
ولا تخفي دولة الاحتلال اهتمامها بمتابعة تطلع الرئيس الصيني لدفع بلاده إلى مركز المسرح العالمي، وإصراره على الانخراط في السياسة الخارجية بقوة أكبر، رغم أن الانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان سيؤدي لمزيد من التدهور في العلاقات مع الغرب، مما يضع عبئا على إسرائيل في كيفية تسويق علاقاتها مع بكين أمام المنظومة الغربية.
وقد يمنح المشروع الصيني الرائد المسمى "الحزام والطريق"، دولة الاحتلال إمكانية الاستثمار فيه، بجانب التركيز مع الصين على الاتصال الرقمي والتعاون في الطب والتقنيات الخضراء وصناعة الفضاء.
لكن التحدي الأساسي الذي يواجه دولة الاحتلال في علاقاتها القادمة مع الصين بعد إقرار نتائج وتوصيات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي، يتمثل في التنافس مع الولايات المتحدة، بعد انتقالهما من مرحلة الشراكة المتوترة إلى المنافسة الشاملة ومتعددة المجالات التكنولوجية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية والسياسية، وطالما أن هذين الخصمين يعدان شريكين تجاريين رئيسيين لإسرائيل، فإن زيادة توتراتهما الأمنية، خاصة بسبب تايوان، يجعل الضغط الأمريكي على تل أبيب يزداد بقوة أكبر.