هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يزداد التوتر الإسرائيلي الروسي على خلفية حرب أوكرانيا، حيث وصلت آخر محطاته في الإدانة الإسرائيلية العلنية للقصف الروسي على كييف خلال الساعات الأخيرة، ما دفع الإسرائيليين إلى توقع نشوب مواجهة حادة مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وردت سفارة روسيا في تل أبيب، على إدانة رئيس الوزراء يائير لابيد للهجوم الصاروخي على مدن أوكرانيا بأنها هجمات محددة على البنية التحتية العسكرية والاتصالات والطاقة، ردا على تدمير الجسر الموصل إلى شبه جزيرة القرم.
ولم تكتف السفارة الروسية بهذه التوضيحات فحسب، بل إنها اتهمت دولة الاحتلال بأنها التزمت الصمت لمدة ثماني سنوات بشأن الهجمات الأوكرانية في دونباس، وأغمضت عينيها عن الهجمات القاتلة الأخيرة ضد قافلة للاجئين في إقليم خاركيف، و"عمليات القتل الوحشية للمدنيين" على أيدي من وصفتهم "النازيين الجدد" من كتيبة آزوف في كوبيانسك ومدن أخرى، ومقتل الصحفية الروسية داريا دوجينا، وآخر هجوم على الجسر المؤدي لشبه جزيرة القرم، وأحداث أخرى في منطقة كييف.
اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي يحذر من تداعيات جمود العلاقة مع روسيا
ونقل إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن سفير أوكرانيا في تل أبيب، يفغيني كورنيشوك، أن "لابيد، رغم كونه في نظره، أحد أكبر مؤيدي أوكرانيا، فإن إسرائيل ما زالت تخشى نقل المساعدة العسكرية التي تتوسل أوكرانيا لتلقيها، بسبب التأثير الروسي على ما يحدث في سوريا، وقد تحدثنا مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية، لكني لا أعرف ما الذي يجب أن يحدث لإسرائيل لتغيير سياستها".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "أكثر من 80 في المئة من الإسرائيليين، وفقا لاستطلاعات السفارة، يدعمون أوكرانيا، لكنهم يفشلون بالحديث عن المساعدات العسكرية بسبب الخوف من القوات الروسية في سوريا، مع أنها سحبت كامل جيشها منها، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي بسبب الحرب في أوكرانيا، وتركوا هناك عددا محدودا من الجنود الذين يهتمون فقط بالميناء الذي يسيطرون عليه، وهذا كل شيء، لذلك فإنه لا يوجد تهديد على إسرائيل من سوريا".
وتابع: "لكن السياسيين لا يزالون يستخدمونها ذريعة حتى لا يتخذوا قرارا، وإن إسرائيل بعدم دعمها لأوكرانيا عسكريا، فإنها تتناسى آلاف اليهود الذين يعانون فيها منذ اندلاع الحرب"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي متصاعد من تقارب روسيا وإيران بقمة سمرقند
فيما ظهرت زهافا غالؤون زعيمة حزب ميرتس اليساري، الوحيدة التي تحدثت مؤخرا لصالح تقديم مساعدة عسكرية إضافية للأوكرانيين بعد الهجوم الروسي بالصواريخ على كييف ولافيف، فإنه منذ بداية الحرب، طلبت أوكرانيا من الأمريكيين تجهيزها بالقبة الحديدية، لكن دولة الاحتلال عارضت ذلك خشية من رد الفعل الروسي عليها في سوريا.
أما رئيسة حزب "العمل" ميراف ميخائيلي، فقد دعت إلى زيادة المساعدات لأوكرانيا، لكنها لم تحدد أيا منها، بزعم عدم تجاهل العواقب الوخيمة للهجوم الروسي على أهداف مدنية في أوكرانيا، ما يتطلب زيادة المساعدات لها بشكل فوري.
وأصدرت وزارة الخارجية تحذيرا للإسرائيليين الموجودين في أوكرانيا، ودعتهم لمغادرة أراضيها. وبعد الهجوم الروسي الأخير، تقرر أن التحذير سيبقى ساري المفعول، وفي كلتا الحالتين، ستبقى عودة موظفي السفارة الإسرائيلية في كييف خاضعة لتقييم الوضع الأمني، وموافقة الشعبة الأمنية بوزارة الخارجية، التي عقدت مباحثات حول آخر التطورات في الأيام الأخيرة، على حد قول المراسل الإسرائيلي.