صندوق الشرور

بعد أيام على استهداف خطوط الغاز الروسية.. تفجير جسر القرم بشاحنة مفخخة يثير التساؤل حول تعمد استهداف البنية التحتية في الحروب.. فماذا تعرف عن جسر القرم وما هي أهمية الجسور والممرات؟

تفجير جسر القرم سيفتح "صندوق باندورا" وهذا الصندوق في الميثولوجيا الإغريقية يضم شرور البشرية كلها وفقا لصحيفة Global Times، فاستهداف الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومتراً ويربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم عبر مضيق كيرتش، ويشكل طريق الإمداد الرئيس للقوات الروسية، وتفجيره بشاحنة مفخخة يمثل تطورا خطيرا واتساعا لرقعة العمليات.. لا سيما أن التفجير قد جاء بعد عمليات تخريب طالت خطوط "السيل الشمالي" للغاز وفقا للجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب، ما يؤشر إلى أن بعض الأطراف تخرق القواعد التي سارت عليها الحرب منذ إادلاعها، الأمر الذي قد يوسع نطاق الحرب نحو أوروبا وسط تهديدات أمنية متزايدة تعمل على تخريب البنى التحتية بحسب مركز الدراسات الروسية.

(الجسر رمز لإعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا) بهذه العبارة افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجسر الذي استغرق بناؤه 4 سنوات وبتكلفة بلغت 3.7 مليار دولار في احتفال عام 2018، ويمثل الجسر الممر المهم لنقل الدبابات والمدافع والمعدات الروسية الثقيلة إلى الجيش الروسي في أوكرانيا.

للجسور الدائمة أسوة بالمؤقتة والعائمة دور كبير في ربط الأجزاء المنعزلة ولها أهمية خاصة في الكوارث والحروب، وتأسيسا على ذلك فإن الجسور تمثل هدفا استراتيجيا لأي فريقين متقاتلين، فبينما يسعى الفريق الأول لحماية الجسور مهما كلف الأمر يبذل الثاني قصارى جهده لتدميرها وتخريبها وإستهدافها لمنع وصول الإمدادات والتعزيزات.

وقد شهدت الحربان العالميتان الأولى والثانية أسوة ببقية الحروب السابقة واللاحقة، استهدافا نشطا للجسور يقابلها الشروع بعمليات مضادة لبناء الجسور ومدها وترميمها.

وقد كان للجسور العائمة التي أنشأها الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973 الدور الأكبر في نقل القوات والمعدات وعبور قناة السويس واجتياح خط بارليف. وأدى تأخر تفجير جسر لغمته القوات العراقية خلال الغزو الأمريكي للعراق في مدينة الناصرية إلى سرعة تقدم القوات الأمريكية نحو بغداد، ما عده خبراء عسكريون أن عدم نسف ذلك الجسر كان أحد العوامل التي أدت إلى احتلال بغداد في 9 أبريل 2003.