هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما زالت الحرب الأوكرانية تضع تأثيراتها السلبية على العلاقات
الروسية الإسرائيلية، وآخرها تحذير الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف لدولة الاحتلال
بأنها إذا ساعدت أوكرانيا عسكرياً، فإن ذلك سيلحق ضررا خطيرا بالعلاقات مع موسكو، لاسيما
عقب مواصلة الضغوط على تل أبيب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي، ودعوة وزراء إسرائيليين
لتقديم مساعدة عسكرية إليها، بعد مزاعم عن تزويد طهران لموسكو بصواريخ باليستية أرض-أرض.
تأتي تهديدات ميدفيديف مع تزايد ضغوط الغرب على دولة الاحتلال
للانضمام إليه بتقديم المساعدة العسكرية، على الأقل في شكل أنظمة دفاعية، مع أنها امتنعت
حتى الآن عن تقديم مثل هذه المساعدة بسبب الخوف من الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية
مع موسكو، التي قد تؤثر سلبا على هجمات الجيش الإسرائيلي في سوريا.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"،
ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تحذير ميدفيديف قد يكون مصدره تصريحات
وزير الشتات نحمان شاي الذي دعا لتقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا عقب تقارير باستعداد
إيران لنقل صواريخ باليستية أرض-أرض إلى روسيا، وهي التي تزودها حاليا بالطائرات بدون
طيار، وأشار شاي إلى أنه حان الوقت كي نقدم لأوكرانيا المساعدة العسكرية كما تفعل الولايات
المتحدة ودول الناتو، فيما كشفت تقارير أن إسرائيل تزود أوكرانيا بمعلومات أساسية حول
الطائرات الإيرانية الانتحارية التي تستخدمها موسكو".
نداف آيال مراسل الشؤون الدولية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"،
ذكر أن "هذا التطور يمنح مصداقية بسماح رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الحرب
بيني غانتس في آب/ أغسطس لمصدري الصناعات العسكرية الإسرائيليين ببيع أي معدات غير
مميتة لأوكرانيا، مع استبعاد أنظمة الدفاع الجوي بمختلف أنواعها، لكن تصريح ميدفيديف
يعني أن أي خطوة إسرائيلية لتزويد كييف بالسلاح ستكون "غير مسؤولة، وتدمر علاقاتهما، ما دفع الحكومة الإسرائيلية للإعلان أن تصريحات الوزير شاي لا تمثلها".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تسارع
حرب أوكرانيا يدفع الاحتلال لأن يكون له موقف موحد بشأن الشؤون الخارجية الحساسة مثل
هذه، لأن الروس كما يبدو يرغبون في وضع خط أحمر أمام إسرائيل التي شددت تصريحاتها تجاههم،
لكن المعضلة التي تواجه إسرائيل أنه لا يمكن إجراء أي نقاش استراتيجي حول تطورات الحرب
في خضم حملة انتخابية ساخنة".
رون بن يشاي الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"،
أشار إلى أن "التفجيرات الروسية الأخيرة في أجواء أوكرانيا من خلال طائرات إيرانية
بدون طيار يجب أن تكون مدعاة للقلق في إسرائيل، رغم أنها لا تحسن بشكل كبير من إنجازات
موسكو على جبهات القتال المختلفة في أوكرانيا، لأنها تعمل على تحسين قدراتها على جمع
المعلومات الاستخبارية عن ساحة المعركة، وقبل كل شيء مساعدتها بتحديد مواقع المدفعية
والبطاريات المضادة للطائرات، وحركة المدرعات الأوكرانية الكبيرة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "ما يقدمه
العلماء والمهندسون الروس من تبادل المعرفة مع نظرائهم الإيرانيين ليس خبرا إيجابيا
من وجهة نظر إسرائيلية، لأنها نجحت بالتعامل مع هذه الطائرات، لكن هناك احتمالات أن
إسرائيل ستكون عاجلاً أم آجلاً مضطرة للتعامل مع قدرات إيرانية محسّنة وقاتلة بعد استفادتها
من الخبرات الروسية، ما قد يستدعي إيجاد طرق لمساعدة المجهود الحربي الأوكراني، دون
إثارة غضب الروس، المستيقظين من هذا الاحتمال، ولذلك صدر تهديد ميدفيديف".
من الواضح أن استمرار وتصاعد الحرب في أوكرانيا يضع دولة
الاحتلال في معضلة لا تخفيها، خاصة عقب دخول الإيرانيين في صورة المشهد العسكري، وتزويد
روسيا بطائراتها الانتحارية، واحتمال منحها صواريخ باليستية، ما دفع أوساطا عسكرية
في تل أبيب لإجراء نقاش استراتيجي حول الموقف من هذا التطور، بزعم أنه يمثل نموذجا
عن قوة طهران المتنامية، وفي الوقت ذاته عن الضعف المذهل لروسيا، التي تتلقى منها تكنولوجيا
كان يجب أن تمتلكها منذ سنوات عديدة.