هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت محطة "إن بي سي" إن إدارة الرئيس جو بايدن لن ترسل أي مسؤول أمريكي لحضور مؤتمر استثمار سعودي يطلق عليه اسم "دافوس الصحراء" يعقد نهاية الشهر الجاري، على خلفية قرار "أوبك+" خفض إنتاج النفط".
ونقلت المحطة عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين على دراية، أن مسؤولي إدارة بايدن يفكرون في محاولة ثني الشركات الأمريكية عن توسيع العلاقات التجارية مع السعودية، كجزء من رد الولايات المتحدة على المسعى الأخير بقيادة السعودية من قبل الدول المنتجة للنفط لخفض الإنتاج العالمي.
وقال مسؤولون إن إدارة بايدن لن ترسل أي مسؤول أمريكي إلى مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي السعودي السنوي في الرياض الأسبوع المقبل، على الرغم من أن مسؤولًا كبيرًا في الإدارة قال إن القرار اتخذ قبل إعلان تحالف "أوبك+" في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر خفض إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل اعتبارا من الشهر المقبل.
وقال المسؤول إن الإدارة لم تكن قادرة على تحديد مواعيد العمل لإرسال مسؤول حكومي أمريكي إلى المؤتمر رفيع المستوى، والذي يشار إليه باسم "دافوس في الصحراء"، والذي كان حدثًا ثمينًا للزعيم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان.
وتأتي هذه الخطوة كوسيلة ضغط أمريكية ضد السعودية، في الوقت الذي قال فيه الرئيس جو بايدن إنه يسعى لإعادة تقييم علاقة إدارته بالمملكة، ويفكر في كيفية الانتقام من الرياض بشأن قرار إنتاج النفط.
وقال المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون لـ"سي إن إن" إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن المضي في مثل هذا الجهد. وقالوا إن هذا مجرد أحد الخيارات قيد الدراسة، بينما يدرس بايدن كيفية موازنة الرد، مع عدم تقويض بعض الأهداف الأمريكية الأساسية في الشرق الأوسط، أي توحيد إسرائيل وجيرانها العرب ضد إيران.
في المقابل، أقر المسؤولون بأن الوقت قد فات للتأثير على إقبال رجال الأعمال التنفيذيين الأمريكيين في مؤتمر هذا العام، الذي يبدأ في 25 تشرين الأول/ أكتوبر في الرياض، حتى لو أرادت الإدارة منعهم من ذلك.
وكانت إدارة بايدن قد خفضت بالفعل مشاركة الولايات المتحدة في المؤتمر من مستوى مشاركة إدارة ترامب، حيث أرسلت إدارة ترامب وزير الخزانة إلى المؤتمر، بينما أرسلت إدارة بايدن العام الماضي نائب وزير التجارة دون جريفز. وأكدت وزارة التجارة أنه لن يحضر هذا العام.
وقال أدريان واتسون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الإدارة لم تتواصل مع الشركات الأمريكية لثنيها عن ممارسة الأعمال التجارية في المملكة العربية السعودية.
وقال واتسون في بيان: "نحن لا نتواصل مع الشركات لتقديم مثل هذه الطلبات. كما تفعل في كل جزء من العالم، تتخذ الشركات الأمريكية قراراتها الخاصة بشأن وجودها ومكان الاستثمار، مع مراعاة مجموعة من العوامل، بما في ذلك القيود القانونية وبيئة الأعمال والمخاوف المتعلقة بالسمعة التي يمكن أن تنشأ عن السياسة العامة والخيارات التي حددتها البلدان المضيفة".
بالإضافة إلى التفكير في محاولة الضغط على السعوديين في عالم الأعمال، قال مسؤول كبير في الإدارة إن إدارة بايدن تخطط للتراجع الفوري عن العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع الرياض.
وفي وقت سابق، أعلن مدير الجهة المنظمة لـ"دافوس الصحراء"، ريتشارد آتياس، أنه لن توجه دعوات إلى مسؤولين حكوميين أمريكيين لحضور مؤتمر الاستثمار السعودي، مشيراً إلى عدم الرغبة في أن يصبح التجمع "منصة سياسية".
اقرأ أيضا: أمريكا: دعم الرياض لكييف لا يلغي قرار أوبك الداعم لموسكو
وأفاد ريتشارد آتياس، الرئيس التنفيذي للمؤسسة غير الربحية المنظمة لـ"مبادرة مستقبل الاستثمار"، لوكالة الأنباء الفرنسية، بأنّه من المتوقع أن يشارك ما يصل إلى 400 من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأمريكية في نسخة العام الحالي.
وتجتذب المبادرة، وهي عبارة عن مؤتمر مدته ثلاثة أيام من المقرر أن يبدأ في 25 تشرين الأول/ أكتوبر في الرياض، عادة عمالقة وول ستريت ومسؤولين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم.