قال
الدبلوماسي الأمريكي السابق دينس روس إن اتفاق ترسيم
الحدود البحرية بين الاحتلال
الإسرائيلي ولبنان يقلل من خطر نشوب صراع ويخلق مصلحة مشتركة حول قدرة الطرفين على
استخراج
الغاز الطبيعي.
وأضاف روس المساعد
الخاص السابق للرئيس باراك أوباما في مقال بمعهد واشنطن للدراسات أن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة
يشكل إنجازا.
ويقول روس إنه من دون الاتفاق، كان من الممكن أن يرتفع
خطر نشوب الصراع بشكل كبير، حتى لو لم يكن كل من إسرائيل وحزب الله في
لبنان يريدان
ذلك.
ومع
ذلك، فقد كان خطر نشوب الصراع يتزايد لأن أمين عام حزب الله حسن نصر الله أعلن أنه
سيمنع إسرائيل من استخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش" إذا لم يستطع لبنان
أيضاً استغلال الغاز الطبيعي، بما في ذلك حقل "قانا". وأعلنت إسرائيل من
جهتها أنها ستبدأ بإنتاج الغاز الطبيعي بحلول نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر، وسوف
ترد على أي تهديدات أو هجمات لحزب الله برد عسكري قوي. وبدا أن هذا الصراع لا مفر منه
على نحو متزايد، ولكنه أصبح الآن خارج طاولة البحث، وفق روس.
ورغم
أنه كان من المتوقع أن يثير توقيت الانتخابات الإسرائيلية في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر
جدلاً حول الاتفاق ويجعلها بمثابة كرة قدم سياسية. لكن الساحة السياسية في لبنان تشهد
عداً عكسياً حتّم بشدة إتمام الصفقة الآن وتوقيع الرئيس اللبناني ميشال عون عليها.
فولاية الرئيس اللبناني تنتهي في 31 تشرين الأول/أكتوبر، وليس هناك اتفاق على من سيخلفه.
من هنا، أدركت الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان خطورة عدم التوقيع على الاتفاق وتركه
طي النسيان، حسب روس.
بالنسبة لرئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنياع، فإن "نصر الله في مأزق
لأنه طوال السنوات المنصرمة، لم يكن يرغب في توقيع لبنان على أي اتفاقات مع إسرائيل
لأن هذه الاتفاقات ستمنحها شرعية. ولكن حالما أدرك أن الرأي العام اللبناني يدعم الاتفاق
ويعتبره خطوة من شأنها تحسين وضعه الصعب، قرر تطويعه لمصلحته".
يرى
روس أن ذلك فرض واقعاً جديداً انصاع فيه حزب الله لعقد اتفاق مع الاحتلال من شأنه ترسيم
الحدود فعلياً. ويضيف أن ذلك لا يعني أن لبنان على وشك التوصل إلى سلام مع إسرائيل،
ولكنه يشكل خطوة نحو التطبيع.
ويؤكد روس دعم
المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية للاتفاق، رغم وجود أطراف سياسية تنتقده.
وترى
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الاتفاق لبى الاحتياجات الأمنية الأساسية لإسرائيل
من خلال حفاظه على خط العوامات الذي يمتد على مسافة 3.1 أميال في المياه من المعبر البري
الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل عند رأس الناقورة وروش هانيكرا.
وسيتم
الآن الاعتراف بهذه الحدود على أنها الوضع الراهن ولا يمكن تغييرها إلا بموافقة الإسرائيليين
واللبنانيين.
ومن
وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، فهذا التعريف للحدود كان ضرورياً لأمن إسرائيل. وتعتقد
المؤسسات العسكرية والأمنية أن الاتفاق لا يقلل من احتمالات الحرب فحسب، بل يوفر أيضاً
دفقاً من الإيرادات من شأنه تجنيب لبنان الانهيار الكامل ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم
الاستقرار على طول حدودها.