هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "إنستيتيوت أوف ساوث آسيا"، التابع لمعهد دراسات جنوب آسيا، جامعة سنغافورة الوطنية، تقريرا تحدث فيه عن سلسلة من التطورات الأخيرة، التي جمعت بين الولايات المتحدة وباكستان، والتي أثارت مخاوف في أوساط السياسة الخارجية الهندية بشأن إعادة توازن الولايات المتحدة للعلاقات بين دلهي وإسلام أباد.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الخلاف الأخير حول المشاركة الأمريكية المتجددة مع باكستان كان بمثابة عاصفة في فنجان وليس تغييرًا رئيسيًا في نهج الولايات المتحدة تجاه الأشقاء والمنافسين في جنوب آسيا؛ الهند وباكستان، لكن شكوك مجتمع السياسة الخارجية الهندية حول أي علاقات أمريكية مع باكستان عميقة. وبينما تستمر الحكومة في عكس هذه المخاوف ردًّا على التطورات بين واشنطن وإسلام أباد، قد تدرك دلهي أن دورًا أمريكيًّا محتملا في موازنة النفوذ الصيني في باكستان يخدم المصالح الهندية.
وأوضح الموقع أن ثلاثة تطورات حديثة بين واشنطن وإسلام أباد قد أحدثت بعض التوتر في الخطاب الهندي حول العلاقات مع الولايات المتحدة؛ أولها الإعلان عن قيام الولايات المتحدة بتوريد معدات لدعم صيانة الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 التي تم بيعها إلى باكستان في الثمانينيات، وقد انتقد وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جيشانكار، علنا تبرير الولايات المتحدة بأن الصفقة تهدف إلى الترويج لأهداف مكافحة الإرهاب، كون الطائرات لا يمكن استخدامها في مكافحة الإرهاب.
ووفقًا للموقع؛ يرى بعض المحللين أن عملية البيع هي مكافأة على تعاون الجيش الباكستاني الذي ترددت أنباء عنه مؤخرًا في استهداف "الإرهابيين المتمركزين في أفغانستان"، مثل عملية قتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
اقرأ أيضا: باكستان تحتج على تصريح لبايدن وتستدعي السفير الأمريكي
والتطور الثاني يتمثل في الزيارة المطولة لقائد الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوا، إلى واشنطن أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2022، بعد فترة وجيزة من رحلة جايشانكار إلى هناك.
والتطور الثالث هو زيارة السفير الأمريكي لدى باكستان لمنطقة كشمير التي تسيطر عليها باكستان وإشارته إليها بـ"إيه جي كي" اختصارًا لأزاد جامو وكشمير، وهو ما أطلق أجراس الإنذار في دلهي؛ حيث تساءل الكثيرون عما إذا كانت الولايات المتحدة قد عادت إلى النشاط في مسألة كشمير.
وأشار الموقع إلى أن إستراتيجية الأمن القومي الأمريكية التي تم إصدارها مؤخرًا تؤكد على الدور المركزي للهند في منافسة واشنطن مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومع تحول تركيز الولايات المتحدة من أفغانستان إلى المحيطين الهندي والهادئ ومن الحروب البرية إلى التنافس البحري مع الصين؛ أصبحت دلهي شريكًا أكثر أهمية للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
ومن الواضح أن باكستان كانت الشريك الأساسي للولايات المتحدة في شبه القارة الهندية في النصف الثاني من القرن العشرين. اليوم؛ احتلت الهند هذا المكان في شبه القارة الهندية والمحيط الهندي الأوسع. في غضون ذلك؛ قد تكون هناك أسباب وجيهة لترحيب الهند بانخراط الولايات المتحدة مع باكستان التي تركز على الحد من النفوذ الصيني، وفصلها عن دعم الإرهاب ودفعها نحو المصالحة مع جيرانها.
واختتم الموقع تقريره بالقول بأن الهند، التي سعت في الماضي لإبعاد الولايات المتحدة عن شبه القارة الهندية، ترحب بها اليوم للعب دور بناء في المنطقة من أجل تخفيف النفوذ الصيني المتزايد، لكن باكستان ظلت استثناء لهذه السياسة، بالنظر إلى عمق الصراع، وربما حان الوقت للهند لاستكشاف إمكانيات العمل مع الولايات المتحدة لتعزيز التغييرات الإيجابية في باكستان.