هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح توقيع رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة بروتوكولات تعاون عسكرية جديدة مع دولة تركيا كثيرا من التساؤلات عن أهداف الخطوة وإن كانت بمثابة تحد من الدبيبة للرافضين للاتفاقية العسكرية البحرية الأخيرة مع أنقرة.
ووقعت حكومة الدبيبة اتفاقيتين جديدتين لتنظيم التعاون العسكري مع تركيا فيما يتعلق بمذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري المبرمة في عام 2019 بين البلدين، ونصّت على تشكيل لجنة الدفاع العليا للتعاون الليبي التركي، ولجنة التعاون العسكرية وكيفية عملها ومهامها وتحديد مجالات التعاون بين البلدين.
غضب مصري
وفي أول رد ضمني على الخطوة، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري إنه "يجب احترام مجلس النواب الليبي وقرار تشكيله حكومة جديدة وضرورة تخلي بعض الأطراف عن التمسك بالسلطة"، في إشارة لحكومة الدبيبة التي وصفها بالمنتهية الولاية قانونيا، مؤكدا أنه "لم يطرأ تغيير من الجانب التركي لتطوير العلاقات بين البلدين"، وفق تصريحات صحفية.
اقرأ أيضا: تركيا تعلن دعمها العسكري لحكومة الدبيبة في ليبيا
إذا.. ما مكاسب وتداعيات هذه الخطوة من قِبل حكومة الدبيبة وتأثيرها على علاقتها بدول الجوار، خاصة مصر الرافضة لأي اتفاق أحادي مع تركيا؟
"إثبات شرعيته وتأمينها"
من جهته، قال عضو مجلس الدولة في ليبيا، محمد الهادي إن "هذه الاتفاقات الجديدة تأتي في ظل التحديات التي تواجهها حكومة الدبيبة على الصعيدين المحلي والإقليمي، ويهدف الأخير من ورائها إلى إثبات أن حكومته هي الممثل التنفيذي الشرعي الوحيد للدولة الليبية وأنه مستمر في أداء مهامه لأطول فترة ممكنة".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "من الأهداف أيضا إظهار القوة وتعزيز دفاعاته وتحصين حدوده، أما الجانب التركي فهو يريد بهذه الاتفاقيات تعزيز تواجده في المنطقة وشمال أفريقيا، كما أنها تحمل رسالة مهمة وقوية لبعض دول المنطقة خاصة مصر ولمن تعول عليهم من الأطراف المحلية"، وفق تقديره.
"صدام بين مصر وتركيا"
في حين قال الضابط الليبي عقيد سعيد الفارسي إن "هذه البروتوكولات هي بمثابة استكمال للمذكرة الأمنية الموقعة سابقا مع تركيا وللتأكيد أنه ماض في التعاون رغم كل المعترضين، أما مكاسبه فتتلخص في الحد من تدخل بعض الدول في الشأن الليبي وأيضا ليكون الملف الليبي كاملا بيد تركيا".
وبخصوص تداعيات الخطوة قال الفارسي لـ"عربي21": "القاهرة بسياستها الحالية سوف تفقد مصالحها في ليبيا وأعتقد أن النظام المصري سيدفع باتجاه الحرب على تركيا باستعمال حفتر وبعض القوة المنشقة في الغرب الليبي وبالتحديد قوات اللواء أسامة جويلي"، بحسب رأيه.
"رحيل الدبيبة"
المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار رأى من جانبه أن "الدبيبة يمر بضغوطات شديدة ورفض تام لاستمراره سواء محليا أو من كافة الفرقاء الإقليميين والدوليين والحليف الوحيد له الآن هي تركيا، وهي حليف أمر واقع وليست حليفا استراتيجيا، لذا يعمل الدبيبة بقوة لاستمالتها لدعم بقائه في رئاسة الحكومة أكبر وقت". وفق قوله.
اقرأ أيضا: أميرال تركي يتحدث لـ"عربي21" عن الاتفاق البحري مع ليبيا
وأضاف لـ"عربي21": "علاقة حكومة الدبيبة مع القاهرة علاقة متشابكة، ولا يمكن فصلها عما يجري مع اليونان وباقي أوروبا، وفي تقديري أن الدبيبة في موقف صعب الآن، لأن الكل متفق على رحيله، باستثناء تركيا التي يرفض كثيرون تدخلها وتواجدها في ليبيا"، وفق كلامه.
"قلب الموازين"
ورأى الصحفي الليبي، موسى تيهو ساي أن "توقيت الاتفاقية لا يخلو من دلالات ورسائل أغلبها للخارج حيث تريد أنقرة تأكيد محورية تأثيرها في المشهد الليبي وأنها تستطيع قلب الموازين في أي وقت خاصة ضد فرنسا التي تنشط بشكل متزايد وتريد ترتيب أوراقها التي فقدتها بعد الحرب الأخيرة في ليبيا".
وتابع: "كما أن تركيا تريد بهذه الخطوات والاتفاقات أن تستثمر في علاقتها مع حكومة الدبيبة في طرابلس اقتصاديا وعسكريا وفق مبدأ تبادل المصالح المشتركة"، كما قال لـ"عربي21"، مشيرا إلى أن "ارتدادات الاتفاقية السلبية خصوصا من مصر واليونان لا تنظر إليها أنقرة على أنها عائق".
لكن تيهو قال، إن هذه الاتفاقية بلا شك ستضيف تعقيدا آخر للمشهد السياسي الحالي وقد ينزلق إلى مربع التمحور الحاد إقليميا وتعطيل الانتخابات والمسار السياسي وهو ما يريده الدبيبة والمتحكمون في المشهد الليبي منذ سنوات.