مدونات

بن غفير وحاشيته وأمثاله من الطغاة

كاتب آخر
كاتب آخر
لم يعد في هذا الوقت من الزمن الذي تعيشه البشرية شيئا مستغربا ولا من العجائب، فلا شيء أكثر عجبا واستغرابا من وجود بن غفير في فلسطين الأرض والإنسانية، وادعائه وحاشيته بامتلاك الأرض وما احتوت عليه بصورة كاملة لا نقص فيها، يصرخ وتلك المجاميع البشرية من زمرته، يمشي في شوارع فلسطين منتشيا مستعرضا قوته وجبروته البائس! يتوقع زلزلة الأرض عند مسيره، يتوقع ومن معه السجاد الأحمر منتشرا في كل شبر من أرض فلسطين، يتوقع ويتوقع.. لكنه نسي لغياب الوعي والإدراك الذي صبغته شخصيته المستهترة وجنونه السادي الواضح بأن للكون خالقا، له الأمر سبحانه فيما خلق بشكل كلي.

بن غفير هذه الشخصية المتبجحة بالخطأ الدائم والعثرات التي تصبغ سلوكه العدواني وحاشيته الصهيونية ساروا وتابعوا مسيرهم بطشا عدوانا إجراما ضد فلسطين والعروبة بصورة شاملة، صرح بنفسه عن كره العرب، عن بغضه للإسلام لقيمه النبيلة ولكل معنى لكلمة أصيل في الحياة. مستهتر هو ومصيبته أنه لم يقرأ حتى سيرة أسلافه من عتاة الصهيونية الذين صاروا اليوم من ذواكر التاريخ الحياتي وممن يقال لهم السابقين، لقد قبضهم الموت بأمر الله.. هل يعي بن غفير وجماعته الصهيونية هذه الجملة؟ على الأغلب لا، فهو يواصل اليوم خطواته المقيتة ظانا نفسه ومؤيديه خالدا أبديا في دائرة الحياة المؤقتة. هذا عقله وتفكيره وهذا هو استيعابه عن معنى الحياة، حيث لا يدري ولا يعلم أن بعد الموت حياة أخرى لها كينونتها ذاتها طبيعتها وبالمؤكد بأمر الله الخالق سبحانه وتعالى.

هذه هي الحقيقة الغائبة كليا عن بن غفير وحاشيته وامثاله من الطغاة في الحياة، يا ترى هل أن العلم بتلك الحقيقة لم يصلهم؟ ولم يعرفوا به؟ معقول؟ فهم يقرؤون ويعرفون ما يريدون معرفته وسائل العلم والمعرفة اليوم كثيرة، ربما لا عذر لهم بعدم العلم والمعرفة، حتى المعلومات الخاصة بالدين الاسلامي النبيل صارت متاحة على شبكة عنكبوتية اسمها الإنترنت، إضافة لكثرة المؤلفات والكتب الشارحة الموضحة. يستطيعون إذن الوصول إليها والولوج إلى دواخلها للعلم وللمعرفة، لديهم من المفروض عقول وأدمغة؟ الإجابة لا عذر لهم إذن.

هم يطمسون شمس الحقيقة بأنفسهم، هم أمثال فرعون من تاريخ الحياة الماضي، هم جبابرة أكاسرة، هم منظمون فقط في العداء للعروبة للإسلام الطيب وكل ما يتعلق بهما. هنا في هذه الزاوية يتناسون خلافاتهم الشديدة يتوحدون في بأسهم الشديد لهدم المسجد الأقصى الشريف وإحلال هيكلهم الوهمي بدلا عنه!

ياه قمة الظلامية والوحشية انت وحاشيتك يا بن غفير؟ رغم إجرامكم تظنون القوة ولديكم قمة المصائب وشديد الهوان. هذه الحقيقة التي ترفضون وإن عرفتم صدقها المسجد الأقصى باق ليشهد علامات النهاية الحياتية مع المهدي المنتظر والنبي عيسى عليه الصلاة والسلام؟ على الأغلب لديكم المعرفة بهذا الموضوع؟ تتعمدون التجاهل والإصرار على العنجهية التي ستنكسر عند لحظة الفناء عن هذه الحياة كما حصل مع صديقكم وقريبكم شارون. عودوا إلى قصته، اقرؤوا حروفها بتمعن، قُهر بالموت بأمر الله العظيم، زال كل شيء عنه صار هزيلا، راح في سبات ثم أطبق الموت عليه. هذه هي الحياة رحلة لها بداية ونهاية، ليست دائمة.

إذن لماذا كل هذا الشر في نفسك بن غفير؟ أين عقلك هل تملكه أو الشر هو من يمتلكك أنت وزمرتك المجرمة؟ افعل ما تريد، انتشِ، اشرب الأنخاب واذهب في نشوة القوة ستعود إلى حيث الحقيقة لهذه الحياة، إنها مجرد رحلة لها تذكرة بداية وتذكرة نهاية، عملك فيها أكبر شاهد عليك وعلى عصابتك المقيتة؟

قالت الحياة ضاربة الأمثال: ليس لي ثبات ولا دوام، من طبعي وحقيقتي التغير والتغيير. بن غفير لست أول شرير ولن تكون الأخير. لكن تذكر ذلك، تهرول مسرعا لكنك عائد. هذه الحقيقة، أنا الحياة صفتي الأساسية نقطة البداية مثلها نقطة النهاية. سيبقى الأقصى الشريف رغم المحن، رغم الأهوال، رغم أي شيء هو الشاهد على علامات النهاية الحياتية والكون كله بأمر الخالق سبحانه كلام الصدق في أجمل وأحلى معانيه.

بن غفير وحاشيته وأمثاله من الطغاة شر زائل وكل الحياة بمجملها إلى زوال، وانتفاء الوجود حقيقة حياتية وخبر غير سار له ولهم. خاسر هو وهم معه أكبر الخاسرين.
التعليقات (0)