كشفت وثيقة مسربة
جديدة، من محاضر لجنة التحقيق في وفاة رئيس السلطة
الفلسطينية الراحل ياسر عرفات،
جانبا مما وصفت بالمؤامرات التي حيكت في الأيام الأخيرة له بالسلطة للتخلص منه، بالتعاون مع أرئيل شارون، رئيس حكومة الاحتلال الراحل.
وجاء في محضر إفادة
اللواء محمود عبد القادر أبو عدوي، عضو المجلس العسكري الأعلى في منظمة التحرير
وعضو المجلس الوطني، أنه علم بأن شارون أقنع الطرف السياسي المعارض لعرفات، بأنه
في حال تخلصوا منه، فإنه سيعطيهم دولة، ووفقا لهذا العرض، اجتمعوا فيما يسمى "بناية العار".
وأضاف:
"المجتمعون هم أبو مازن وزهير مناصرة ونبيل عمرو وحكمت زيد والسكسك، وأرسلوا
رسالة لأبو عمار بواسطة المناصرة". وتابع: "زرت
أبو عمار ليلا، وأبلغني أن الخائن الذي عينته بدلا من جبريل الرجوب أوصل لي رسالة انقلاب، وطردته من
المكتب".
ولفت إلى أن فريق
"بناية العار" طرح على أبو عمار المغادرة إلى السودان، وفي اليوم
التالي، خرجت مجموعة وأطلقت النار على البناية التي كان يجتمع فيها أبو مازن.
وأضاف: "كل فتح
تآمرت على أبو عمار، وكانوا يتركونه وحده، وكنت أذهب إليه وأشاركه الطعام، وهو
يقول: لقد وصلوا لي، وكان يعاني من نزيف دائم من الأنف، وأصبت أنا وهو بالمرض في الأيام الأخيرة له، لدرجة أنني كنت أصحو من النوم وأجد وسادتي مليئة
بالدماء".
ولفت إلى أن محمد
رشيد، المستشار المالي لعرفات، كان يوزع الأموال على حراسات عرفات، وبمبالغ كبيرة،
بآلاف الدولارات، لافتا إلى أن علامات استفهام كانت تدور حول هذه الممارسات في الفترة
الأخيرة من عمر عرفات.
وقال إنه وبعد وفاة
عرفات، ذهب إلى مكتبه، وشاهد دخانا في المكان، وحين سأل، أبلغوه أنهم يحرقون الأرشيف، وأضاف: "أبو عمار في آخر أيامه لم يكن يحكم على أي شيء، وكانوا
يخدعونه حين يسألهم إن نفذوا أوامره، لكنهم كانوا يكذبون، لم يكن ينفذ أي
شيء".
وكشف عن توليه فتح
قناة اتصال بين حركة حماس وأبو عمار، وقال إنها كانت "من أقوى
العلاقات"، وتابع: "حماس أصدرت بيانا في إحدى المرات، وهددت بأنه في حال
تم المساس بأبو عمار، فإنها لن تسكت، وكانت حماس تشعر بأنها حريصة على ياسر
عرفات".
كما كشف اللواء أبو عدوي عن تأمين حركة حماس العلاج له، خلال مرضه الذي
تزامن مع مرض
عباس.
وقال إن رئيس المكتب
السياسي السابق، خالد مشعل، اتصل بي، وأبلغني أنهم مستعدون لعلاجه، من "دولار
وحتى مليون دولار"، وأضاف: "بالفعل، تكفلوا بعلاجي، وتأمين الإقامة في
ألمانيا لمدة 7 شهور، لكن في المقابل، أبو مازن رفض أن يدفع لي تذاكر السفر، وكلما
أذهب وأتوسل إليه لتغطية تكاليف علاجي يرفض".