غضب في باريس واتهامات في روما. .سفينة الإغاثة "أوشن فايكنغ" تشعل أزمة دبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا حول ملف أزمة المهاجرين وطالبي اللجوء.
سفينة الإغاثة "أوشن فايكنغ"، على متنها 230 مهاجرا.. قضوا نحو 20 يوما عالقين في البحر
بسبب رفض إيطاليا استقبالهم.. ترسو في فرنسا، وتشعل نار الاتهامات بين روما وباريس.
رفض الإغاثة
في ميناء تولون الواقع جنوب فرنسا، رست السفينة "أوشن فايكنغ" بعد مرور ثلاثة أسابيع كاملة
وهي تنتظر أي وجهة مُحددة لتفريغ حمولتها البالغة 230 لاجئا، من بينهم أطفال ونساء ومرضى
وسط تقارير تحدثت عن أزمة إنسانية فوقها، دفعت فرنسا "غصبا عنها" إلى الموافقة على استقبالها
والقول "إنه قرار استثنائي" اتخذ في شأنها.
باريس لم تستطع إخفاء غضبها من هذا القرار الذي أعلنه وزير الداخلية جيرار دارمانان، وقال إن بلاده ستستقبل فقط "ثُلثي المُهاجرين" على متنها، بينما سيتم توزيع الباقي بين لوكسمبورغ وألمانيا
وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا وليتوانيا ومالطا والبرتغال وأيرلندا.
درامانان هاجم أيضا سلطات روما ورئيسة حكومتها جورجيا ميلوني، التي رفضت استقبال سفينة الإغاثة لأسباب وصفتها بالأمنية، ما اعتبرته فرنسا "أنانية" من جهتها، وتصرفا "غير مقبول" من دولة أوروبية تنصلت من مسؤوليتها في ملف المُهاجرين وطالبي اللجوء.
توتر دبلوماسي
أزمة السفينة "أوشن فايكنغ" ربما كانت الفرصة التي تنتظرها فرنسا للنظر أكثر في ملف المُستفيد الأكبر من أموال الاتحاد الأوروبي، وهنا أكيد جدا إيطاليا باعتبارها المُتمتعة بنصيب الأسد من صندوق التضامن الأوروبي المُخصص للتعافي من جائحة كورونا، لتُعلق على الفور مشروع استقبال 3500 لاجئ في إيطاليا، كخطوة نحو تقييد قدرتها على الحصول على هذه الأموال، وسط إجراءات أمنية حدودية عاجلة نشرت فيها نحو 500 من قوات حرس الحدود.
جورجيا ميلوني صاحبة سياسة "صفر لاجئ" لم تنتظر كثيرا للرد وهاجمت باريس واصفة هذه الإجراءات بـ"الانتقامية" لحرمان بلدها من هذه المُساعدات، في وقت يرى فيه الكثيرون أن المهاجرين وطالبي اللجوء ليسوا إلا ضحايا ابتزاز أوروبي، يختارون فيه النساء والأطفال والمرضى من آلاف المهاجرين القابعين وسط البحار، كوسيلة للحصول على المال لا أكثر.