صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون: الهجمات الحالية أعادتنا إلى انتفاضة الأقصى

أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية حذرت من تصاعد العمليات في الضفة والقدس على ضوء عملية التفجير الأخيرة- تويتر
أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية حذرت من تصاعد العمليات في الضفة والقدس على ضوء عملية التفجير الأخيرة- تويتر
تكشف الأحداث المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة صورة قاتمة أمام الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تشي بالاقتراب من سيناريو الانتفاضة الشعبية، وتصعيد أمني يتوقع أن يزداد سوءا.

ورغم أن عملية القدس الأخيرة شكلت ذروة هذه الأحداث، لكن ما تشهده مدينتا نابلس وجنين في الآونة الأخيرة من تبادل لإطلاق النار، يؤكد للاحتلال أنه على الأرجح أمام أحداث مختلفة تماما عما عرفه في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يزداد عدد حوادث إطلاق النار، والإنذارات من الهجمات الشديدة التي ينوي مسلحون تنفيذها إلى أبعاد لم يعرفها في العقد ونصف العقد الماضيين، وقد تعيد إلى أذهانه تلك الأيام المروعة من انتفاضة الأقصى.

اظهار أخبار متعلقة


آفي إيسسخاروف مراسل الشؤون الفلسطينية بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال: "قد لا تكون هذه انتفاضة، لكن اتجاهها الواضح للتصعيد الشديد المتوقع يمكن أن يتفاقم، في ظل العديد من العمليات الهامة التي تجري في المناطق الفلسطينية، وفي ظل الضعف المستمر والدائم للسلطة الفلسطينية، ومستقبلها الغامض، وليس واضحا ما إذا كانت قادرة على العمل لوقف هذه المقاومة المتصاعدة، مما يستدعي من الحكومة المقبلة الحفاظ على مستوى منخفض نسبيًا من المواجهات".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تصاعد الهجمات المسلحة يتزامن مع تضاعف علامات الاستفهام المحيطة بقرب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً، ولا يُتوقع منها تهدئة الساحة الفلسطينية، بل ربما تسعى لإثارة المزيد من الغضب والإحباط الذي قد يجد متنفسا لهجمات ضد أهداف إسرائيلية، ويتوقع من وزرائها الشروع باتخاذ خطوات ستحدث ضجة كبيرة بين الفلسطينيين، بدءًا من شرعنة البؤر الاستيطانية، واقتحامات الوزراء للمسجد الأقصى".

وتكشف لغة الأرقام عن واقع أكثر قلقا، فلدينا ما يزيد عن مائتي شهيد فلسطيني منذ بداية العام، مما يزيد من الدافع للعمل بعنف ضد أهداف إسرائيلية، حيث قُتل 30 إسرائيليًا في هجمات، وتم إحباط 330 عملية إطلاق نار، و34 هجومًا بالقنابل، وهجومين انتحاريين، و54 عملية طعن، و5 عمليات دهس، و3 محاولات اختطاف لجنود ومستوطنين.

اظهار أخبار متعلقة


يوسي يهوشاع مراسل الشؤون العسكرية بصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن "هجوم القدس يكشف عن الكثير من علامات الفشل الأمني، رغم إحباط مئات الهجمات الأخرى، لكن الإخفاق في القدس يتضاعف مع وجود الكاميرات والوسائل التكنولوجية، مما يجعل أمام الاحتلال ثلاث ساحات ما زالت مفتوحة: القدس وجنين ونابلس، مع أن الهجوم المزدوج في القدس يرفع عام 2022 إلى رقم قياسي صعب، حيث قُتل 30 إسرائيليا، وفي 2005 نهاية انتفاضة الأقصى بلغ عددهم 56، وفي 2006 انخفض إلى 27 قتيلا".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التخوف الإسرائيلي أن تعود الأيام الصعبة التي عرفتها القدس مع بداية العقد الماضي، ورغم التشابه في التنفيذ لكن كميات المتفجرات آنذاك أكبر بكثير، والشحنات أكثر تعقيدًا، كما أن انسحاب المنفذين رغم الكاميرات والوسائل التكنولوجية العديدة المنتشرة في المدينة يشكل مصدرا لخيبة الأمل، مما يظهر تقدمًا مقارنة بالهجمات الفردية، التي غالبًا ما يتم تنفيذها دون تنظيم مسبق، ودون خلفية مسبقة، وبوسائل متاحة مثل السكاكين".

ويكمن التخوف الإسرائيلي في أن نجاح هجوم القدس سيؤدي إلى تقليده بين الفلسطينيين، في ضوء أن عدد الإنذارات بشأن الهجمات المسلحة مرتفع للغاية، ومن السابق لأوانه تلخيص هذا العام، وطي صفحته، ولعل هجوم القدس ليس آخر ما ينتظره الاحتلال، لا سيما وأنه مخطط له، ويختلف كثيرًا عن الهجمات المنفردة التي لم يتم التخطيط لها مسبقًا.

التعليقات (0)