ملفات وتقارير

هكذا حرم الاحتلال الطفل "أبو كرش" من حلمه باللعب مع ميسي (شاهد)

استشهد أبو كرش مع مجموعة من الأطفال- عربي21
استشهد أبو كرش مع مجموعة من الأطفال- عربي21

تكتنف أسرة الطفل الشهيد نظمي فايز أبو كرش، الذي عشق كرة القدم وحلم باللعب مع النجم العالمي ليونيل ميسي، مشاعر الصدمة والحزن على فراق طفلها الذي استشهد في العدوان الأخير على قطاع غزة.

ومع قرب زوال شمس يوم الأحد 7 آب/ أغسطس 2022، استهدف الطيران الإسرائيلي بصواريخ مدمرة مجموعة من الأطفال أثناء لعبهم داخل مقبرة الفالوجا بمخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 5 أطفال على الفور، هم نظمي أبو كرش (16 عاما)، وأربعة من عائلة نجم. 

صورة معلقة 

شقيقة الشهيد، آلاء أبو كرش، هي الأقرب له بعد وفاة والدتهم، كان كثيرا ما يتحدث ويفضفض لها، ويقوم على خدمة الجيران ولا يتأخر، قالت لكاميرا "عربي21": "حينما اطمأن أن المكان هادئ وأن هناك إعلانا للتهدئة، خرج من البيت مع أصدقاء له، وبعد دقائق حدث القصف الإسرائيلي".



وخرجت آلاء مسرعة من البيت، لترى مشاهد "إبادة، وأشلاء متناثرة في كل مكان لأطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ16 عاما"، وهي المجزرة التي اعترف رسميا بارتكابها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكان خبر استشهاد شقيقها مثل "الصاعقة والصدمة"، موضحة أنها في بعض الأوقات تتخيل وجود شقيقها الأصغر نظمي، وحينما تلتفت تدرك أنه غير موجود، وأنه أصبح صورة معلقة على الحائط فقط. 


Image1_1120222855431558358076.jpg

أما والد الطفل الشهيد، الحاج فايز أبو كرش، فلفت إلى أن نظمي الذي عشق لعبة كرة القدم، "كان له حلم واحد؛ أن يصبح نجما عالميا، ويلعب مع ميسي، من كثرة ما كان يعشق الكرة". 

وأضاف لـ"عربي21": "ليس من السهل أن تتلقى خبر استشهاد ابنك الذي ربيته 16 عاما وهو يكبر أمام عينيك وفجأة تراه أشلاء ممزقة أمامك... صعبة بكل المقاييس في الدنيا، الحمد لله". 

وبين أبو كرش، أن نظمي قال له قبل يوم من استشهاده: "أبي بإذن الله ستفتخر بي"، وإذا به في اليوم التالي يستشهد بصاروخ إسرائيلي مزقه إربا.

اظهار أخبار متعلقة


وطالب والد الطفل الشهيد من خلال موقع "عربي21"، كافة المؤسسات الدولية والحقوقية العمل على "ملاحقة مجرمي الحرب (من قادة الاحتلال) وتقديمهم للعدالة، وقال: "لن نتوانى عن تقديم قادة جيش الاحتلال الصهيوني للمحاكمة". 

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإعدام الطفل أبو كرش مع أطفال عائلة نجم الأربعة داخل مقبرة الفالوجا، وأكد جهاز الأمن الإسرائيلي، أن الأطفال الخمسة قتلوا في هجوم لسلاح الجو الإسرائيلي في اليوم الأخير للعدوان على غزة، وهم من سكان جباليا.


Image1_112022285541338869407.jpg

وبمناسبة "اليوم العالمي للطفل"، الذي صادف الأحد الماضي، الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل الدولية، بدأت "عربي21" في نشر حلقات مصورة عن الأطفال الفلسطينيين الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر آب/ أغسطس 2022. 

تفاصيل العدوان  

وبدأ العدوان الإسرائيلي 2022، على قطاع غزة المحاصر للعام الـ16 على التوالي قبيل عصر الجمعة الماضي الموافق 5 آب/ أغسطس الماضي، واستمر بشكل عنيف مدة ثلاثة أيام، وشن جيش الاحتلال غارات صاروخية مكثفة شديدة الانفجار على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع.  

واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، العديد من المنازل دون سابق إنذار، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية، حيث قامت الأخيرة بالرد على العدوان بقصف العديد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية بصواريخ محلية الصنع. 

وارتكب جيش الاحتلال خلال هذا العدوان عدة مجازر، في جباليا وبيت حانون شمال القطاع، ومدينة البريج وسط القطاع وفي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وطالت المجازر الإسرائيلية العديد من الأطفال داخل بيوتهم.

وأكدت وزارة الصحة بغزة، أن حصيلة العدوان هي 49 شهيدا من بينهم 17 طفلا و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة.

اظهار أخبار متعلقة


وتسبب العدوان الإسرائيلي في أضرار كبيرة طالت العديد من المؤسسات الإعلامية والأهلية وتدمير 9 عمارات سكنية، إضافة إلى نحو 1500 وحدة سكنية، منها 16 دمرت كليا و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين ضرر بليغ ومتوسط.. ودمرت العشرات من الدونمات الزراعية.  

وواجهت طواقم الدفاع المدني في غزة، صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني في القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة خلال استمرار العدوان الإسرائيلي.  


Image1_1120222855648395603242.jpg


Image2_1120222855648395603242.jpg

التعليقات (0)