دشن حقوقيون وصحفيون حملة إلكترونية لمطالبة النظام
المصري بتنفيذ أمنية الصحفي الراحل محمد أبو الغيط، وأحد رموز ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011، الذي وافته المنية الاثنين الماضي بعد صراع مع مرض السرطان.
وكتب أبو الغيط قبل وفاته بستة أشهر، عن أمنيته ورجائه قائلا
: "والد زوجتي أستاذ جامعي في السبعين من عمره.. وبعد لجنة العفو وانطلاق الحوار الوطني عدنا لطرق (الأبواب) بكل ما هو متاح رسميا وغير رسمي، ثم لا شيء أرجو ممن كان لي عنده لحظة ود أن يساعدنا في ألا تُفجع إسراء في زوجها ووالدها ووالدتها المتوفية بالفعل".
وسادت موجة من الحزن مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على مدار الأيام الثلاثة الماضية بعد الإعلان عن وفاة الصحفي الشاب محمد أبو الغيط الذي تم تكريمه مؤخرا بمنتدى مصر للإعلام لإسهاماته في المجال الصحفي وكتاباته الملهمة.
وقبل وفاته بأيام، أعلن أبو الغيط عن صدور وشيك لكتاب يوثق رحلته مع المرض، عن دار الشروق تحت عنوان “أنا قادم أيها الضوء”، وحرره الكاتب الصحفي أحمد سمير، الذي جمعته بأبو الغيط صداقة طويلة.
وقال أبو الغيط عن كتابه: “وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا”.
وتابع: “ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، وهكذا تنقلت بين شرح علمي إلى أخبار التطورات السياسية، ومن تفنيد خرافات حول ما يسمى بـ "الطب البديل" إلى متابعة وفاة الملكة إليزابيث، أتأمل في الموت والحياة”.
والخميس، أعلن محرر الكتاب أحمد سمير، صدور كتاب "أنا قادم أيها الضوء"، مؤكدا أن صافي إيراداته ستذهب إلى أسرة محمد أبو الغيط.
يذكر أن أبو الغيط بدأ حياته المهنية طبيبا، ثم انتقل إلى الصحافة، وتخصص في الصحافة الاستقصائية، وشملت تغطياته حول العالم قضايا تجارة السلاح الدولية، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتطرف، وتحقيقات الفساد وتتبع الأموال.
كما عمل أبو الغيط مدققا للحقائق، وأشرف على إنتاج تحقيقات ودرَّب صحفيين لصالح عدة مؤسسات، كما عمل بمجال الإنتاج التلفزيوني لقنوات عربية وأجنبية، وكذلك عمل مذيع راديو عبر الإنترنت.
والاثنين الماضي، أعلنت إسراء شهاب -زوجة أبو الغيط- وفاته بكلمات مؤثرة قائلة "إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى زوجي وحبيبي محمد أبو الغيط بعد مقاومة باسلة ضد مرض السرطان".