سياسة عربية

جدل في المغرب بسبب حملة تتهم اللاعب زكريا أبو خلال بـ"التشدد"

مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم في قطر تركت صدى طيبا في العالم- (الأناضول)
مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم في قطر تركت صدى طيبا في العالم- (الأناضول)
أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بلاغا نددت فيه بما وصفته بـ "بالشائعات التي طالت اللاعب الدولي المغربي زكرياء أبو خلال خلال مشاركته مع المنتخب المغربي في كأس العالم 2022".

وجاء في بلاغ الجامعة: "على إثر نشر أحد المواقع الإلكترونية مقالا يمس شخص وسلوك اللاعب الدولي المغربي زكرياء أبو خلال أثناء مشاركته بصحبة النخبة الوطنية في نهائيات كأس العالم قطر 2022، تنفي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفيا قاطعا الاتهامات الباطلة التي طالته في هذا المقال، حيث أبان اللاعب عن سلوك مثالي إلى جانب زملائه من أجل تحقيق نتائج مشرفة للنخبة الوطنية في هذا المحفل العالمي".

وأضاف البلاغ: "وإذ تعبر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن إدانتها الشديدة لتعاطي هذا الموقع الإلكتروني مع شخص وسلوك اللاعب زكرياء أبو خلال، ومن خلاله لصورة المنتخب الوطني بكل فعالياته، تؤكد أنها ستلجأ إلى المساطر القانونية لحماية أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم ودحض كل ادعاءات باطلة تمس سلوكهم أو حياتهم الشخصية أثناء ممارسة مهامهم الوطنية"، وفق البلاغ.



وكشف الكاتب والإعلامي المغربي نورالدين لشهب النقاب في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أنه كان أول من نبه إلى أن الهجمة على لاعب المنتخب الوطني زكريا أبو خلال لم تكن تستهدف المنتخب الوطني ولا اللعب في حد ذاته، وإنما تستهدف صورة المغرب وتسعى للوقيعة بين الملك والمجتمع.

وقال لشهب: "هناك جهات تعمل لعزل الملك عن مجتمعه، هي جهات خارجية اخترقت الإعلام المغربي، وأقول هذا عن تجربة، قبل أربعة أعوام، وقد حذرت من ذلك صوتا وصورة، والآن أقول إنه كما نتحدث عن الأمن الروحي عن إعادة هيكلة المجال الديني، فقد آن الأوان أن نعمل على تحقيق ما يمكن أن نسميه دائما بالأمن الإعلامي لمواجهة الاختراقات ومؤامرات تستهدف الدولة والمجتمع معا".

وحول تدوينته التي تحدث فيها عن اختراق هؤلاء اللاعبين للقصر الملكي، قال لشهب: "نشرتها للتندر وليس للهجوم على منتخب وطني رفع علم المغرب واسمه في الأمم.. وأعادوا الأمل لنا كمغاربة وكعرب ومسلمين بإمكانية النصر والمنافسة على المراكز الأولى عالميا"، وفق تعبيره.

من جهته رأى الكاتب والإعلامي المغربي مصطفى الفن أن "الذين استهدفوا اللاعب الدولي المغربي زكرياء بوخلال لم يكتفوا بالقول إن بوخلال سلفي.. ولم يكتفوا بالقول أيضا إن بوخلال يقوم بالدعاية لتنظيم متطرف من داخل الفريق الوطني.. الذين استهدفوا بوخلال أرادوا أن يبعثوا أكثر من رسالة".

أولى هذه الرسائل، وفق الفن كما أوضح ذلك في تدوينة نشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "أن هذا اللاعب، الذي اختار المغرب رغم أن والده ليبي، هو ليس لاعبا لكرة القدم.. أما ثاني الرسائل المسكوت عنها وهو أن بوخلال ليس سوى إرهابي وينبغي الحذر منه وربما قد ينفجر يوما ما.. وهنا مكمن الخطورة".

وأضاف: "هنا أيضا تكمن أهمية البلاغ الذي الذي أصدرته اليوم الجامعة الملكية لكرة القدم دفاعا عن لاعب شاب رفع راية الوطن عاليا في محطة المونديال".

وأكد الفن أن "المقال الذي استهدف أبو خلال كتب فقط لتصفية حسابات صغيرة عالقة في جدار النفس مع البركاني فوزي لقجع"، وفق تعبيره.

من جهته اعتبر الدكتور المغربي المعروف محمد الفايد، أن الهجوم على اللاعب المغربي زكريا أبو خلال،  نتيجة طبيعية لسيطرة ما سماها "التيارات الفاسدة على الإعلام المغربي منذ نحو سبعة عقود تقريبا".

وقال الفايد في تسجيل صوتي نشره في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب": "انظروا.. الآن، الفريق فيه شباب أعمارهم أقل من 30 سنة، ما زالت قلوبهم رهيفة ولا يعرفون المكائد.. نحن لدينا نحو سبعة عقود نعيش مع العلمانيين، من أيام محمد الخامس والملك الحسن الثاني والعاهل المغربي الحالي الملك محمد السادس حفظه الله، وقد خبرنا كيف يعمل هؤلاء مثل السوسة التي تنخر جميع المرافق".

وأضاف: "الآن التيار الستاليني يخترق كليات الطب في العالم العربي، ويخترق الإعلام والتعليم، حتى إن الجامعات الآن بيد التيار الستاليني".

ورأى الفايد، أن الوقت قد حان ليكف هذا التيار عن ما قال إنه "تسفيه لقيمنا.. وحجبوا عن العرب والمسلمين ذكر الله في المدارس والجامعات. وأي شخص ينتقدهم ينعتونه إما بـ القاعدة، وهي من صنع أمريكي، والآن بـ "داعش"، وهي صنع أمريكي صهيوني محض.. يتهمون أي شخص يتحدث بـ لاإله إلا الله بأنه داعشي. أظن كفى من هذه الأشياء.. لم نعد نطيق هؤلاء لأنهم عاثوا في الأرض فسادا".

وأضاف: "الآن شباب مسلم يصلي ويقرأ القرآن، وهو النموذج نريده ولا يريدونه، يريدون نموذجا فاسدا مائعا، يريدون شبابا محطما ومحبطا.. فقط أن لا يصلي"..

وتابع: "يكفي أن يتوضأ الشاب ويصلي ويقرأ القرآن حتى يعرف أعداءه"، وفق تعبيره.

من جهته أدان نادي تولوز الفرنسي لكرة القدم الاتهامات التي وجهها أحد المواقع الإلكترونية المغربية للاعب الدولي المغربي زكريا أبو خلال، مؤكدا تعاونه مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لضمان دعمه الكامل وثقته في اللاعب المغربي.

وأكد تولوز الفرنسي، في منشور نقلته صحيفة "العمق المغربي" الإلكترونية اليوم، أنه "يدين الاتهامات الكاذبة التي وجهها هذا الموقع والتي لا أساس لها من الصحة والمهينة والتي تلحق الضرر بصورة لاعبنا.. ويحتفظ بالحق في استخدام كافة السبل المتاحة للدفاع عن صورة وسلامة زكرياء أبو خلال".

وكان أحد المواقع الإلكترونية المغربية، قد ذكر في مقال له، أن "أبو خلال، كان يسعى في هذا المونديال، إلى استقطاب أكبر عدد من المتتبعين إلى توجهه والتيار الديني الذي يتبع"، مؤكدا أنه "نجح في ذلك بعدما استطاع جر لاعبين من المنتخب الوطني إلى صفه، ودفعهم إلى تبني أفكاره، بل والدعوة لها علانية، مثل ما وقع مع الصابيري والشاعر، وهذا هو الأخطر"، يضيف الموقع ذاته.

وولد زكريا أبو خلال في هولندا لأب ليبي وأم مغربية. وهو شاب دولي سابق لهولندا. وقرر عدم تمثيل هولندا بل المنتخب المغربي بسبب نشأته وسط الجالية المغربية في هولندا، وقد تم استدعاؤه لتمثيل المغرب في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.

ظهر أبو خلال لأول مرة مع المغرب في الفوز 4-1 لكأس الأمم الأفريقية 2021 على جمهورية أفريقيا الوسطى في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، وسجل الهدف الرابع للمنتخب في أول ظهور له.

في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، تم اختياره في قائمة المنتخب المغربي المكونة من 26 لاعبًا لكأس العالم 2022 في قطر، وسجل هدفه الأول في كأس العالم ضد بلجيكا في المباراة التي انتهت لصالح المغرب 2 ـ 0.

ودخل المغرب التاريخ من خلال بلوغه نصف نهاية مونديال قطر لكرة القدم، كأول بلد عربي يحقق هذا الإنجاز.

وخلف منتخب "أسود الأطلس" في مونديال قطر صدى جيدا بعد أداء متميز وتصدره لمجموعته التي ضمت بلجيكا وكرواتيا وكندا، والفوز على إسبانيا والبرتغال.

واختار "الفيفا" ثلاثة لاعبين مغاربة ضمن التشكيلة المثالية في دور الـ16، وهم قائد المنتخب غانم رومان سايس (بشكتاش التركي)، وياسين بونو (حارس مرمى إشبيلية الإسباني)، وسفيان امرابط (فيورنتينا الإيطالي).

وتعد مشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 السادسة في تاريخه، حيث سبق له التأهل إلى دور الـ16 في مونديال المكسيك 1986.
التعليقات (0)