تسعى منظمة الصحة العالمية لإصدار اتفاقات صحية دولية ملزمة لتعزيز الأنظمة الصحية وضخ المزيد من التمويل لأغراض البحث العلمي وتحسين التنسيق الدولي خشية تكرار سيناريو كوفيد 19.
تتحرك منظمة الصحة العالمية لصياغة اتفاق بين الدول الأعضاء وعددها 194 دولة، لإيجاد آلية تعاون دولية لمواجهة أي أخطار قد تنجم عن تفشي أوبئة في المستقبل.
تقترح منظمة الصحة العالمية خطة جديدة لمكافحة الأوبئة في المستقبل، وذلك من خلال التوصل إلى اتفاق لتبادل البيانات وتسلسلات جينوم الفيروسات الناشئة وسن قوانين تضمن التوزيع العادل للقاحات إضافة إلى تعزيز الشفافية، ومنح المنظمة وصولا أسرع إلى مواقع تفشي الأمراض.
التهديد ما زال قائما
منظمة الصحة العالمية سجلت وفاة ما يقرب من 15 مليون شخص نتيجة وباء "كوفيد-19"، ليكون وباء كورونا بذلك من بين الأسباب الرئيسة للوفاة في عام 2020، والسبب الرئيس للوفاة لعام 2021" وفقا لـ"مجلة نيتشر" الطبية.
وما يزال التهديد بتفشي وباء جديد تهديدا حقيقيا، فعدوى سريعة الانتشار في عالم يشهد نزاعات طويلة الأمد، ودول هشة وهجرة قسرية بإمكانها أن تقتل الملايين وتعطل الاقتصادات وتزعزع الأمن الوطني.
أما عن الجهود التي تبذلها بعض الحكومات والمنظمات الدولية لتكون في حالة يقظة وتأهب من تفش واسع للأمراض منذ انتشار إيبولا في غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016، فهي استعدادات غير كافية.
وفي حال ظهور وباء جديد فإن الكثير من أنظمة الصحة ولا سيما في الدول الفقيرة ستنهار وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
الاحتباس الحراري والأوبئة
تتوقع منظمة الصحة العالمية بأن يتسبب الاحتباس الحراري في تفشي مزيد من الفيروسات التي لا تقل ضراوة عن "كوفيد 19".
ففي عالم يزداد سخونة بالتزامن مع تقلص المساحات البرية تزداد احتمالية انتشار مسببات الأمراض الجديدة.
ولكن و مع الاستثمار الاقتصادي والسياسي الصحيح بالامكان التعايش مع الأوبئة والتقليل من حدتها.