صحافة دولية

موقع روسي: كيف أثرت الحرب الأوكرانية على منطقة القوقاز؟

دول منطقة القوقاز تبنت مواقف متباينة من الأزمة الروسية-الأوكرانية- جيتي
دول منطقة القوقاز تبنت مواقف متباينة من الأزمة الروسية-الأوكرانية- جيتي
نشر موقع "أوراسيا دايلي" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن تأثير النظام العالمي الجديد - الذي تشكل على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية - على منطقة القوقاز، التي طالما كانت مطمعًا للقوى العالمية والإقليمية.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن دول منطقة القوقاز تبنت مواقف متباينة من الأزمة الروسية الأوكرانية، بحيث أعربت جورجيا رسميًا عن دعمها لكييف في هذا الصراع، ورغم ذلك فإنها رفضت فرض عقوبات مجحفة ضد روسيا في الممارسة العملية، فيما عدا عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في القطاع المالي، وهو ما أثار حفيظة واشنطن وبروكسل، فضلا عن انتقادات المعارضة الجورجية المستعدة للتضحية بمصالح دولتها من أجل الوصول إلى السلطة بمساعدة الغرب، فيما يقول حزب "الحلم الجورجي" الحاكم بشكل واضح إن فرض عقوبات ضد روسيا يوجه قبل كل شيء ضربة قوية للاقتصاد الجورجي. 

وأوضح الموقع أن أذربيجان اتخذت موقفا متناقضا بشأن أوكرانيا تمثل في توقيع باكو قبل يومين فقط من انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إعلانا بشأن التعاون مع روسيا وعملها في الآن ذاته على تطوير تحالف عسكري سياسي مع تركيا، اتخذ طابعا رسميا بعد التوقيع على إعلان شوشه عقب الحرب بـ 44 يوما. أما بالنسبة للصراع في أوكرانيا؛ فإن الاتفاق الموقع مع روسيا لم يثبط عزم باكو بشأن إرسال أسلحة ومنتجات ذات أهمية استراتيجية إلى سلطات كييف تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وعقب إدراك باكو أن موسكو لن تستطيع غلق الملف الأوكراني بشكل سريع، فقد انتهجت أذربيجان سياسة عدائية تجاه أرمينيا وأرتساخ.

وبناء عليه، فإنه في آذار/ مارس من السنة الماضية استهدفت أذربيجان باستخدام طائرات دون طيار أرتساخ واستولت على مرتفعات فاروخ المهمة استراتيجيًا، كما أنها قطعت أيضًا إمدادات الغاز عن أرتساخ لأول مرة. وفي آب/ أغسطس من السنة ذاتها؛ واستولت باكو على مرتفعات مهمة استراتيجيًا في منطقة لاتشين، ما مكنها من بسط سيطرتها على الممر القديم في لاتشين وبعض المستوطنات.

اظهار أخبار متعلقة


وفي أيلول/ سبتمبر من سنة 2022 عقب الهزيمة التي تكبدها الجيش الروسي في منطقة خاركيف، فقد نفذت أذربيجان أكبر عدوان منذ انتهاء حرب الـ 44 يومًا أسفر عن مقتل وفقد أكثر من 230 من صفوف العسكريين والمدنيين الأرمينيين، واحتلال عشرات الكيلومترات من أراضي جمهورية أرمينيا.

وأفاد الموقع بأنه بالنسبة لأرمينيا ومن وجهة نظر اقتصادية، فقد حُققت بعض النجاحات عقب الزيادة الحادة في حجم المبادلات التجارية جراء العقوبات المناهضة لروسيا وزيادة معدل الاستهلاك مع ضخ الأموال في البنوك الأرمينية. في المقابل؛ يُرجع الخبراء هذا النمو الاقتصادي لا إلى سياسة السلطات الأرمينية بل إلى تدفق الروس إلى هناك عقب انطلاق الصراع. وعليه؛ فسيترتب عن عودة الروس إلى وطنهم بعد انتهاء العملية العسكرية، دخول الاقتصاد الأرميني في مرحلة ركود.

وأضاف الموقع أنه في ما يتعلق بالسياسة الداخلية الأرمينية؛ فقد عزز نيكول باشينيان تفرده بالسلطة  السنة الماضية من خلال سيطرته على القضاء والجيش عقب فوزه في الانتخابات المبكرة. وفي الوقت نفسه وعلى خلفية التراجع المطرد في شعبية باشينيان تستميت الحكومة الحالية في جهودها لمنع ظهور زعيم معارضة جديد يحظى بشعبية يمكنه كسب دعم المجتمع المتذمر من الوضع الحالي في البلاد. ومع ذلك، فقد فشلت المعارضة البرلمانية في حشد التأييد الجماهيري للسكان وتغيير السلطة.

وبخصوص أنشطة السياسة الخارجية لباشينيان وفريقه؛ فقد خيبت نتائجها آمال الشعب الأرميني، وخاصة بسبب الهجمات التي نفذتها أذربيجان ضد أرمينيا وآرتساخ والتي لم تلق مقاومة جدية من السلطات الأرمينية. مع العلم أن أذربيجان تحاول إغلاق قضية كاراباخ، جنبا إلى جنب مع الاستيلاء على مرتفعات ومواقع مهمة استراتيجيًّا في أرمينيا، لحرمان الجانب الأرمني من فرصة المقاومة أو التفكير في الانتقام حتى في حال حدوث تغيير على مستوى السلطة في يريفان.

ووفق الموقع؛ فقد حاولت السلطات الأرمينية طوال العام الماضي إظهار استعدادها لتوقيع معاهدة سلام بأي ثمن مع أذربيجان، وقد تجلت الخطوة الأولى نحو بلوغ هذا الهدف في الاجتماع الثلاثي لزعماء أرمينيا وأذربيجان الذي انعقد بوساطة رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، في بروكسل. وخلال اجتماع احتضنته براغ في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، جدد باشينيان وعلييف تأكيدهم على التزام أرمينيا وأذربيجان بميثاق الأمم المتحدة وإعلان ألما آتا لعام 1991، والذي من خلاله يقر الطرفان بوحدة أراضي وسيادة بعضهما البعض.

ويختتم الموقع تقريره بالقول إن تراجع العلاقات الأرمينية الروسية العام الماضي يعود إلى أسباب موضوعية وذاتية على حد سواء، ومن غير المستبعد استمرار هذا التوتر في السنة الجارية لا سيما عقب شن السلطات الأرمنية حملة إعلامية قوية ضد روسيا من خلال وسائل الإعلام الخاضعة للرقابة والخبراء والمعارضين، واتباع روسيا سياسة لا تراعي فيها حتى مصالحها عصفت بشعبيتها داخل المجتمع الأرمني، مشيرًا إلى إمكانية أن تتخذ السلطات الأرمينية مسارًا نحو قطع علاقاتها مع روسيا وإعادة توجيه نفسها نحو الغرب ولو على حساب التضحية بآرتساخ.

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الإثنين، 02-01-2023 03:29 م
عن اي نظتم عالمي جديد يتحدث الروس .....ه انتصروا في اوكرانيا ...هل هناك تأثير روسيا على الدول الاخرى سواء اقليميا او حتى عالميا ...ماهي الدول التي تقف مع روسيا .....هل إيران و كوريا الشمالية و فنزويلا و سوريا ممكن تشكل نظام دولي جديد .... هههه و الله مضحك جدا امر الروس الذين اصبحو هم يصدقون البروباغندا الخاصة بهم و يعتقدون حقا انهم اسياد في العالم و هم مجرد خدم عند الامريكان رأيناهم في سوريا و ماذا فعلوا من اجل خدمة نظام بشار سفاح الشام....و كيف ينسقون مع الكيان الصهيوني ليلا و نهارا من اجل قصف الاراضي السورية ....