أفرجت السلطات
التونسية عن المقرئ
الكويتي محمود
الرفاعي، بعد
اعتقاله الخميس الماضي برفقة 5 أشخاص آخرين بسبب تنظيمهم لمسابقة قرآن كريم للأطفال في محافظة قفصة، جنوب غرب البلاد.
وعقب الإفراج عنه، توجه الرفاعي بالشكر لسفارة بلاده بتونس التي وفرت له محاميا، خلال مكالمة هاتفية مع النائب الكويتي حمد المطر تداولتها وسائل الإعلام الكويتية، مؤكدا أنه بصحة جيدة.
وفي وقت سابق، قالت حنان الخميري، محامية الرفاعي، إن النيابة العامة في قفصة أحالت القارئ الكويتي وأشخاصا آخرين على الدائرة القضائية لمكافحة الإرهاب، بتهم إرهابية.
وأضافت أنّ حيثيات القضية تعود إلى تنظيم مسابقة للأطفال من عدة جهات لتحفيظ القرآن الكريم، في مكان خاص بولاية قفصة، يوم الخميس 29 كانون الأول/ ديسمبر 2022، من طرف مواطنين تونسيين مقيمين في سويسرا، ويُشرفون على جمعية لتحفيظ القرآن بقفصة، واعتادوا تنظيمَ هذه المسابقة في السنوات الماضية، وفق تأكيدها.
وأوضحت الخميري أنّ موكليها -وهم منظّمو المسابقة- أعلموا السلطات المحلية والجهوية بتنظيم حفل تكريم الأطفال الفائزين في المسابقة، لكنّهم فوجئوا باقتحام الأمن المكان الخاص المتمثل في قاعة أفراح، والقبض عليهم، وإحالتهم إلى الجهات القضائية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وكشفت إذاعة "
موزاييك إف إم" الخاصة أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بقفصة أحالت الرفاعي وخمسة آخرين على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب من أجل تهم تعلّقت بإحياء نشاط ديني من دون ترخيص، قبل أن يتقرر إخلاء سبيلهم.
وبعد الإطلاع على الملف، اعتبرت النيابة العامة أنه لا وجود لجرائم إرهابية في حق الموقوفين الستة، لتقرر الإفراج عنهم مع إعادة ملف القضية إلى المحكمة الابتدائية لاخاذ ما يلزم من إجراءات.
وفي تصريح لصحيفة "
الرأي"، قال وزير الخارجية الكويتية سالم العبد الله الصباح: "أتابع شخصيا هذا الأمر، وسفارتنا في تونس ومحامي السفارة يتابعان القضية أولا بأول"، وهو ما أكده النائب في مجلس الأمة الكويتي حمد المطر في تغريدة على موقع تويتر.
واعتاد الشيخ الرفاعي الذهاب إلى تونس منذ ست سنوات لإعطاء دورات في حفظ القرآن الكريم والتجويد بالمركز الكويتي، الذي أسسه بيت الزكاة الكويتي في ولاية قفصة في تونس، وفق المطر.
وفي عام 2016 تم تدشين مركز أولاد زيد للتأهيل والتدريب بتمويل كويتي، حسب ما غرد البرلماني السابق الدكتور وليد الطبطبائي.
يذكر أن وزارة الداخلية التونسية كانت قد أغلقت مدرسة قرآنية في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد (وسط غرب) في شباط/ فبراير 2019، بدعوى "ممارستها نشاطا مشبوها وممارسة العنف ضد أطفال، وتلقينهم أفكارا متشددة".
اقرأ أيضا: اعتقال مقرئ كويتي شهير بتونس.. نظّم مسابقة قرآن كريم للأطفال
والجمعة الماضي، قرر الرئيس التونسي قيس سعيّد، تمديد حالة الطوارئ في البلاد حتى 30 كانون الثاني/ يناير 2023، بحسب قرار نشرته الجريدة الرسمية التونسية (الرائد الرسمي)، حيث جاء التمديد لشهر واحد.
وكان سعيد مدد الطوارئ في بلاده لأول مرة ستة أشهر بداية من 26 كانون الأول/ ديسمبر 2020 حتى 23 حزيران/ يونيو 2021، فيما كان تاريخ آخر تمديد في 18 شباط/ فبراير 2022، واستمر حتى صدور التمديد الجديد.
وتمنح على حالة الطوارئ وزارة الداخلية صلاحيات استثنائية، تشمل منع الاجتماعات، وحظر التجوال، وتفتيش المحلات ليلًا ونهارًا، ومراقبة الصحافة والمنشورات والبث الإذاعي والعروض السينمائية والمسرحية وغيرها.
وهذه الصلاحيات تطبق دون وجوب الحصول على إذن مسبق من القضاء، الأمر الذي يواجه بانتقادات دولية ومحلية متزايدة.